حبس العالم أنفاسه وهو يتابع هبوط طائرة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، في مطار جزيرة تايوان. كان الاستفزاز الذي وُضعت تحت ضغطه الصين كبيراً جداً يمكن أن يولد أي شرارة حرب عالمية، يعمل البعض على إشعالها بأي ثمن. صدمة أخرى جاءت هذه المرة من الداخل الأمريكي؛ عناصر مكتب التحقيقات الأمريكي تقتحم منزل الرئيس الأمريكي السابق دولنالد ترامب في ساعة متأخرة وتتهمه بسرقة وثائق سرية من البيت الأبيض. وكان واضحاً أن هدف المداهمة هو عرقلة ترشح ترامب للانتخابات القادمة، في سلوك يذكرنا بالمغامرات السياسية في جمهوريات العالم الثالث.
«الحلم الأمريكي» مفهوم استلهم من خطاب «مارتن لوثر» الشهير «لدي حلم» الذي رسم فيه صورة مثالية لأمريكا يتعايش فيها البيض والسود في حياة ينظمها القانون. كان حلم لوثر، في ذلك الوقت، من المستحيلات نتيجة الطبيعة المعقدة لتأسيس الولايات المتحدة الأمريكية. لكنه تحقق وصنعت أمريكا نموذجاً فريداً لدولة حديثة مازالت تتباهى بها، برغم التاريخ السيء للتأسيس. أصبحت أمريكا مقصداً لكل من يريد أن يبدأ حياة جديدة في عالم جديد تسوده المساواة والقانون وقيم العمل المنتج.
ومع بداية الألفية الثانية اتجه اهتمام الإدارة الأمريكية إلى السياسة الخارجية بالدرجة الأولى، ولأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية يخرج الجيش الأمريكي من حدوده غازياً عدداً من دول العالم مبشراً بقيم «الحلم الأمريكي». وكان ذلك الخروج بداية تشكل صورة جديدة «لأمريكا» في مخيلة العالم. أمريكا الدبابات والدمار والسجون وانهيار الدول. شيئاً فشيئاً بدأ الحلم العالمي بأمريكا يتلاشى. خصوصاً مع إعلان الرئيس ترامب منع مواطني عدد من الدول «المنكوبة» من دخول أمريكا أو طلب اللجوء. وبذلك لم تعد أمريكا مكان البدايات الجديدة.
وبالعودة إلى زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان، فإنها كشفت عن إصرار الحزب الديمقراطي الأمريكي على إثارة القلاقل في العالم، وعلى استفزاز الصين تحديداً، بالعبث بقضايا «الآخرين» الحساسة. لقد تكبدت بيلوسي في سنها بعد الثمانين وعثاء السفر فقط من أجل تحريك أحجار النار! وبالعودة إلى اتهام مكتب التحقيقات الفيدرالية الرئيس السابق ترامب بالاستيلاء على وثائق سرية. فقد كان جوابه أكثر غرابة من التهمة. قال إن الرئيس السابق أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون سرقا ملايين الوثائق ولم يتحدث أحد بشأنها. هذه أمريكا المماحكات وليست دولة مؤسسات.
والقيم التنويرية التي روجت لها أمريكا من حقوق إنسان وعدالة ومساواة وحرية وديمقراطية قد شابها ما شابها في الدول التي سارت خلف هذه الشعارات. أما القيم الجديدة التي تروج لها أمريكا عبر قواها الناعمة من إعلام وفن وسينما فهي قيم المثلية، وتسهيل عمليات الإجهاض، وزعزعة استقرار الأسرة.
يقول «روس داوثت» في كتابه «المجتمع المنحط، كيف صرنا ضحايا نجاحاتنا»، إن الأمم التي انهارت لم تسقط مرة واحدة. ولم تسقط لأنها تفككت أو دخلها الغزاة أو تعرضت لكارثة قضت عليها. إنها الدول التي فقدت الفعل والتأثير ولم يعد أحد يعبأ بها أو يهتم بشأنها.
«الحلم الأمريكي» مفهوم استلهم من خطاب «مارتن لوثر» الشهير «لدي حلم» الذي رسم فيه صورة مثالية لأمريكا يتعايش فيها البيض والسود في حياة ينظمها القانون. كان حلم لوثر، في ذلك الوقت، من المستحيلات نتيجة الطبيعة المعقدة لتأسيس الولايات المتحدة الأمريكية. لكنه تحقق وصنعت أمريكا نموذجاً فريداً لدولة حديثة مازالت تتباهى بها، برغم التاريخ السيء للتأسيس. أصبحت أمريكا مقصداً لكل من يريد أن يبدأ حياة جديدة في عالم جديد تسوده المساواة والقانون وقيم العمل المنتج.
ومع بداية الألفية الثانية اتجه اهتمام الإدارة الأمريكية إلى السياسة الخارجية بالدرجة الأولى، ولأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية يخرج الجيش الأمريكي من حدوده غازياً عدداً من دول العالم مبشراً بقيم «الحلم الأمريكي». وكان ذلك الخروج بداية تشكل صورة جديدة «لأمريكا» في مخيلة العالم. أمريكا الدبابات والدمار والسجون وانهيار الدول. شيئاً فشيئاً بدأ الحلم العالمي بأمريكا يتلاشى. خصوصاً مع إعلان الرئيس ترامب منع مواطني عدد من الدول «المنكوبة» من دخول أمريكا أو طلب اللجوء. وبذلك لم تعد أمريكا مكان البدايات الجديدة.
وبالعودة إلى زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان، فإنها كشفت عن إصرار الحزب الديمقراطي الأمريكي على إثارة القلاقل في العالم، وعلى استفزاز الصين تحديداً، بالعبث بقضايا «الآخرين» الحساسة. لقد تكبدت بيلوسي في سنها بعد الثمانين وعثاء السفر فقط من أجل تحريك أحجار النار! وبالعودة إلى اتهام مكتب التحقيقات الفيدرالية الرئيس السابق ترامب بالاستيلاء على وثائق سرية. فقد كان جوابه أكثر غرابة من التهمة. قال إن الرئيس السابق أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون سرقا ملايين الوثائق ولم يتحدث أحد بشأنها. هذه أمريكا المماحكات وليست دولة مؤسسات.
والقيم التنويرية التي روجت لها أمريكا من حقوق إنسان وعدالة ومساواة وحرية وديمقراطية قد شابها ما شابها في الدول التي سارت خلف هذه الشعارات. أما القيم الجديدة التي تروج لها أمريكا عبر قواها الناعمة من إعلام وفن وسينما فهي قيم المثلية، وتسهيل عمليات الإجهاض، وزعزعة استقرار الأسرة.
يقول «روس داوثت» في كتابه «المجتمع المنحط، كيف صرنا ضحايا نجاحاتنا»، إن الأمم التي انهارت لم تسقط مرة واحدة. ولم تسقط لأنها تفككت أو دخلها الغزاة أو تعرضت لكارثة قضت عليها. إنها الدول التي فقدت الفعل والتأثير ولم يعد أحد يعبأ بها أو يهتم بشأنها.