أعتذر للقراء الأعزاء في صحيفة «الوطن»، لأنها المرة الثالثة التي أتناول فيها قضية المثلية، فربما يجدني البعض مملاً أو لدي فراغ فكري ولا أجد ما أكتب عنه، ولكن الأمر يتعاظم والخطر يزداد كل يوم ويأخذ شكلاً آخر، وأجد نفسي مرغماً على الصراخ بأعلى صوتي محذراً من خطر قادم.فقد كنا نتحدث عن المثلية باعتبارها توجهاً لبعض الفئات الشاذة بالمجتمعات، ثم تفاجأنا بدخول مؤسسات تابعة لدول غربية بدأت تدعم هذا الشذوذ وبقوة، وعندها تحركت بعض مكونات الدول العربية والإسلامية لتؤكد على جنوح أفكار الغرب لمنطقة لن تكون مقبولة في مجتمعاتنا المسلمة المتدينة، وأعربت كافة المؤسسات عن استنكار واستهجان لمثل هذه الأفكار.وظننا أن هذا الأمر ينحصر في بعض الدول الضالة، لكن شيطان الشذوذ لم يهدأ فتوجه إلى أكبر مؤسسة أممية على وجه البسيطة ليضع أمام أطفالنا وشبابنا فيلماً موجهاً يحمل مخالب الشر الخبيثة تحت ملمسه الناعم ونبرات الصوت الهادئ للبطل فيه والذي يخبر الشباب بأنه تعرض لضغوط من زوج أمه «شديد التدين».بالفعل وللأسف فقد انزلقت منظمة الأمم المتحدة إلى منزلق وضيع وقامت بنشر فيلم موجه للأطفال باللغة العربية يحرضهم على الخروج عن طاعة آبائهم وتغيير جنسهم وفعل الرذيلة تحت راية «أحرار ومتساوون وثقافة الحب ومكافحة رهاب المثلية»، ولم تخجل في أن تدعو الدول لإلغاء قوانين التمييز ضد الشواذ. ثم تدعو هذه المنظمة المارقة شباب العرب بلغتهم بعد ذلك للانضمام إلى مجتمع الشاذين وهناك سيجدون المتعة واللذة المحرمة ويلتحمون مع شاذين آخرين يدعمونهم في مسيرة الانحطاط والتخلف.اليوم وبعد هذا الفيديو تأكد لنا جميعاً أن المخطط أكبر من الدول الإسلامية نفسها وأن التوجه العالمي أشبه بالحرب العالمية الثالثة التي تتخذ نمطاً جديداً في محاربة أعدائها، وأصبح الشذوذ برعاية أممية، وثبت أننا نتعامل مع الشيطان مباشرة وجهاً لوجه، حيث ظهر بوجهه الحقيقي ودون خجل، بل إنه يفتخر بسيطرته على منظمة الأمم المتحدة، ولا أشك أنها ستبدأ في تطبيق استراتيجية طويلة المدى لتحقيق أهدافها الشيطانية.الواقع أكثر مرارة مما نتخيل لأن الأجيال القادمة ستقع فريسة سهلة للحملة المكثفة ولا نملك من أمر المستقبل إلا دعاء مخلصاً أن يحصن الله أبناءنا وبلادنا ويحفظهم على الدين القويم.* قبطان - رئيس تحرير جريدة الديلي تربيون الإنجليزية