في أيام المسير هناك العديد من المحطات ووخزات الألم والمصائب التي تحل في حياة الأفراد، وتترك أثرها البالغ في النفوس، والتي ينبغي معها أن يتحلى المرء بالصبر أولاً، ويسبغ على نفسه الطمأنينة والسكينة، ثم يستذكر العظات والدروس التي ينبغي أن يتعلمها، وتكون له في حياته تربية وتعليماً وتغييراً في النفس والأعمار. يقول المولى عز وجل: «وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون». فهو التسليم المطلق بقضاء الله عز وجل وقضائه، وهي البشرى الجميلة للصابرين الذين ينفضون غبار الأحزان، وينطلقون لحياة العطاء والخير من أجل استكمال أنفاسهم فيما يرضي المولى الكريم.
اصبر لكل مصيبة وتجلد واعلم بأن المرء غير مُخلد
وإذا أتتك مصيبة تشجى بها فاذكر مُصابك بالنبي محمد
أتأمل الحال وأستذكر الأحزان عند وقع كل مصيبة، فهي دموع ألم الفقد والرحيل، وهي دموع تأمل الحال والندم على التقصير واستذكار المآل، فهي قصة تتكرر في كل زمان وفي كل ميدان، والفطن هو من استدرك أيام حياته المتسارعة قبل الرحيل في الخيرات، وكيف يستثمر أوقاته في الصالحات الباقيات، وأدرك إنما هو أيام فإذا ذهب يومه ذهب بعضه، فلماذا يظل متناسياً لحاله ومآله، ولماذا تظل الغفلة تنخر جدران قلبه؟
فهل من متعظ؟ نظل نسكب الدمع في المصيبة ونتذكر دمع النبي صلى الله عليه وسلم عندما توفي ابنه إبراهيم «وإنا على فراقك لمحزونون». ونتحسر على أوقات لم نأنس بها بذلك القلب الذي رحل عنا إلى الأبد، وعلى أيام لم نتقرب فيها إلى المولى الكريم.. نبكي بكاءً وقتياً وتتفطر قلوبنا على ألم الفراق.. ونفزع حينها إلى المولى الكريم.. ثم ما نلبث أن نسير إلى وادي النسيان، وترجع أحوالنا كما كانت بلا تأمل ولا اتعاظ في أحوال اليسر. فكلها أيام قليلة مضت، وكلها لحظات لم ينشف بعدها الحبر على تلك الوريقات الصماء.. ولكن مضت النفوس تتنافس في أيام الدنيا، وتعشق هوامش العيش، ولا تراقب الله تعالى في أقوالها ولا أفعالها، وكأن حوادث الدهر إنما هي لحظات وقتية تتأثر بها، أو أنها مجرد (حلم صغير مزعج) مر وتلاشت تفاصيله الصغيرة!
غريب أنت أيها الإنسان، لا تتعظ بأيام حياتك، ولا تراجع صفحات أيامك، وتعتقد أن ما يجري حولك إنما هي مصائب عرضية لست أنت المخاطب فيها.. مؤلم أن نتأثر للحظات، وبعد ذلك «ترجع حليمة لعادتها القديمة»، ومؤلم أن نعيش في أحلامنا السادرة لا نعرف إلى أين المسير.. تذكر أن الله عز وجل يرسل لك في كل حين تلك الإشارات النابضة بالحياة لتعزز من أثرك الصادق المخلص، وتنبهك لدروس وعظات تنتشلك من بحور الغفلة والتقصير، وتعطيك فرصة متجددة لتكون في مقدمة ركب الساعين في الخيرات ومن طلاب الآخرة والجنان. عليك أن تتعلم من دروس الزمان، ومن أخطاء غيرك في المصائب، فذاتك مقدمة على كل شيء، ومن العيب أن تظل (أنت كما أنت لم تتغير) فإنما يبعث الله تعالى إلينا حوادث الدهر حتى نعود إلى رشدنا وإلى واحة الإيمان، فبها نستدل على طريق الرحمن ونبتغي رضاه وندعوه بأن يرزقنا الفوز بالفردوس الأعلى.
ومضة أمل:
اللهم صبراً جميلاً على أيام الحياة، ورضاً وتسليماً لأقدارك.
اصبر لكل مصيبة وتجلد واعلم بأن المرء غير مُخلد
وإذا أتتك مصيبة تشجى بها فاذكر مُصابك بالنبي محمد
أتأمل الحال وأستذكر الأحزان عند وقع كل مصيبة، فهي دموع ألم الفقد والرحيل، وهي دموع تأمل الحال والندم على التقصير واستذكار المآل، فهي قصة تتكرر في كل زمان وفي كل ميدان، والفطن هو من استدرك أيام حياته المتسارعة قبل الرحيل في الخيرات، وكيف يستثمر أوقاته في الصالحات الباقيات، وأدرك إنما هو أيام فإذا ذهب يومه ذهب بعضه، فلماذا يظل متناسياً لحاله ومآله، ولماذا تظل الغفلة تنخر جدران قلبه؟
فهل من متعظ؟ نظل نسكب الدمع في المصيبة ونتذكر دمع النبي صلى الله عليه وسلم عندما توفي ابنه إبراهيم «وإنا على فراقك لمحزونون». ونتحسر على أوقات لم نأنس بها بذلك القلب الذي رحل عنا إلى الأبد، وعلى أيام لم نتقرب فيها إلى المولى الكريم.. نبكي بكاءً وقتياً وتتفطر قلوبنا على ألم الفراق.. ونفزع حينها إلى المولى الكريم.. ثم ما نلبث أن نسير إلى وادي النسيان، وترجع أحوالنا كما كانت بلا تأمل ولا اتعاظ في أحوال اليسر. فكلها أيام قليلة مضت، وكلها لحظات لم ينشف بعدها الحبر على تلك الوريقات الصماء.. ولكن مضت النفوس تتنافس في أيام الدنيا، وتعشق هوامش العيش، ولا تراقب الله تعالى في أقوالها ولا أفعالها، وكأن حوادث الدهر إنما هي لحظات وقتية تتأثر بها، أو أنها مجرد (حلم صغير مزعج) مر وتلاشت تفاصيله الصغيرة!
غريب أنت أيها الإنسان، لا تتعظ بأيام حياتك، ولا تراجع صفحات أيامك، وتعتقد أن ما يجري حولك إنما هي مصائب عرضية لست أنت المخاطب فيها.. مؤلم أن نتأثر للحظات، وبعد ذلك «ترجع حليمة لعادتها القديمة»، ومؤلم أن نعيش في أحلامنا السادرة لا نعرف إلى أين المسير.. تذكر أن الله عز وجل يرسل لك في كل حين تلك الإشارات النابضة بالحياة لتعزز من أثرك الصادق المخلص، وتنبهك لدروس وعظات تنتشلك من بحور الغفلة والتقصير، وتعطيك فرصة متجددة لتكون في مقدمة ركب الساعين في الخيرات ومن طلاب الآخرة والجنان. عليك أن تتعلم من دروس الزمان، ومن أخطاء غيرك في المصائب، فذاتك مقدمة على كل شيء، ومن العيب أن تظل (أنت كما أنت لم تتغير) فإنما يبعث الله تعالى إلينا حوادث الدهر حتى نعود إلى رشدنا وإلى واحة الإيمان، فبها نستدل على طريق الرحمن ونبتغي رضاه وندعوه بأن يرزقنا الفوز بالفردوس الأعلى.
ومضة أمل:
اللهم صبراً جميلاً على أيام الحياة، ورضاً وتسليماً لأقدارك.