إن التحركات الخارجية على مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المُعظم، تؤكد نهج جلالته الحكيم في مجال الدبلوماسية الخارجية.

حيث دأب جلالته بالتأكيد على أهمية العمل الدبلوماسي المشترك من أجل تحقيق السلام بين دول العالم، كما أشار جلالته من خلال خطاباته الملكية السامية على أهمية ترسيخ قيم التسامح والاعتدال والتعاون البناء والشراكة الوطيدة في تحقيق الأمن والسلام والرخاء والتنمية المستدامة وخدمة الإنسانية.

منذ أن تولى صاحب الجلالة الحكم في عام 1999، وضع جلالته نهجاً واضحاً ومحددا للعلاقات الدبلوماسية، ففي خطابه الأول عقب توليه الحكم، تقدم جلالته بالشكر لجميع الدول على مشاعرهم ومواساتهم الصادقة بتقديم التعازي في رحيل والده الأمير عيسى بن سلمان طيب الله ثراه، وأبرز جلالته من خلال الخطاب العلاقات الخليجية والإقليمية والعالمية التي عبر جلالته عنها نصاً «يجمعنا وإياها الحرص على استقرار المجتمع الدولي وأمنه ورخائه».

أما في خطابه الثاني بمناسبة العيد الوطني 16 ديسمبر 1999، فقد أفرد صاحب الجلالة شرحاً وافياً للعلاقات الدبلوماسية التي سينتهجها جلالته في علاقاته الدبلوماسية بالدول، حيث قال جلالته نصاً فيما يختص أولاً بالعلاقات الخليجية «ونحن إذْ نعمل في هذا الجزء من الوطن العربي على تقوية صرح مجلس التعاون، فلأننا نؤمن بأنه دعامة من دعامات الكيان العربي الكبير الذي تعتز البحرين بانتمائها القومي إليه مع جميع الأشقاء»، أما على المستوى الإقليمي فقد قال جلالته نصاً «بحكم موقع البحريـن الحيوي فـي هذه المنطقة، فـإن البحرين تعتبر استقرار المحيـط الإقليمي في الخليـج من أبرز أولوياتها». وترى أنه مازال أمام جميع الأطراف الإقليمية والدولية جهداً كبيراً لتحقيق ذلك بالاعتدال والحكمة، وبما يزيل التوتر في المنطقة، وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية فقال جلالته نصاً «أما على الصعيد الدولي، فإن علاقات البحرين المتميزة مع الأصدقاء والحلفاء، قد جعلت لها مكانة في المجتمع الدولي، مما يدعو إلى الاعتزاز، ومواصلة تطوير هذا الدور الذي لا غنى عنه لسـلام العالم وأمنه، هذا دون أن نُغْفِل تقدير دور القوى الحليفـة في الحفاظ على الأمن المشترك لأصدقائها كافة في هذه المنطقة».

إن المتعمق في تحليل خطابات صاحب الجلالة سيجد أن الحكمة الدبلوماسية لدى جلالة الملك المعظم «نهجاً» ثابتاً وراسخاً، فعلى الرغم من أن ما تم اقتباسه من الخطابات السابقة كان قبل 23 عاماً، مازال النهج الدبلوماسي هو ذاته.

رأيي المتواضع

زيارات رسمية يقوم بها جلالة الملك المعظم، وتحركات دبلوماسية دولية تأكد جميعها على الدور المحوري الذي تلعبه مملكة البحرين على الساحة العالمية، ومن وجهة نظري المتواضعة، بأن الوقوف على هذه الزيارات وأهدافها وما يدور خلالها يعد جزءاً أصيلاً من العمل الإعلامي الاحترافي لكي ننقل للعالم أجمع والمواطنين بكل أخص هذه الجهود وانعكاساتها على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي.