أتعرفون من الذي كان يجب أن يُكرَّم و يُحتَفَى به في قصة مشعل بن بندر الشهراني الطفل السعودي الذي اشتهر بحمله لحقائب أختيه الصغيرتين؟ إنه ذلك الجندي المجهول الذي نشرها في حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، هو الذي يجب أن تبرزه وسائل الإعلام وتحتفي به وتجعله قدوة لأصحاب الحسابات، إنه النموذج الذي نحتاج له بشدة.
ولمن لم يتابع قصة صورة الطفل السعودي، فإن مشعل يبلغ من العمر تسع سنوات من منطقة خميس مشيط في السعودية والذي التقط صورته أول مرة هو أبوه إذ يقول بندر الشهراني «عوَّدتُ ابني على حمل حقيبته عنه في كل صباح؛ فما كان منه إلا أن بادر عند لقاء شقيقتَيْه “نورة وسارة”، اللتين التحقتا بالمدرسة هذا العام، بحمل حقيبتَيْهما. وقد شاهدته وهو بهذا المنظر بعد أن كنت أتجاذب أطراف الحديث مع والد إحدى الطالبات؛ فما كان مني إلا أن بادرت بالتقاط الصورة، وإرسالها لقروبات العائلة، إلا أنها سرعان ما انتشرت وسط إعجاب كل من شاهدها».
وحظي مشعل باهتمام إعلامي بعد أن احتفت به الحسابات لكونه نموذجاً لرجل صغير ولتحمله المسؤولية كرجل كبير رغم صغر سنه وضآلة حجمه، فَكُرِّمَ من قبل المحافظ والأندية وأمراء وقيلت فيه أشعار ونال العديد من الهدايا ورُسِمَت لوحات لصورته وهو يحمل الحقيبتين.
إنه نموذج يستحق هذا الاهتمام وهذا التكريم بلاشك، ولكن الذي غاب عن الاهتمام هو الحساب العام الأول الذي أخذ هذه الصورة واستلهم منها المعنى الحقيقي للمروءة والشهامة ونشرها، تلك الالتقاطة الذكية من قبل صاحب الحساب هي التي يجب أن تكون قدوة ونموذجاً يحتذى بها بين حسابات التواصل الاجتماعي للتعلم منه كيف يمكن الترويج لمحتوى ذي قيمة، لرفع شأن من يستحق أن يُرفع شأنه، هذا الحساب هو الذي يجب أن يُكرَّم وينال الحظوة والاحتفاء تشجيعاً لبقية الحسابات أن تحذو حذوه ويتذكرون أنهم يحملون أمانة فليكونوا على قدرها.
سئمنا من الاهتمام بالنكرات شكلاً ومضموناً، سئمنا من تحول الفراغ والسطحية والتفاهة إلى مشاهير، أصحاب الحسابات العامة هم من يساعدون هذه النماذج على الانتشار، لا يجتهدون في محتواهم، ليست لديهم رسالة يريدون توصيلها، زيادة عدد المتابعين فقط هو مسعاهم، ومن أجل ذلك يلتقطون صوراً و فيديوهات مَن هبَّ ودبَّ ويعلقون عليها وساهموا بانتشار تلك النماذج الفارغة.
إنما من التقط هذه الصورة من حساب خاص ونشرها على حساب عام وأشاد بفعل الطفل شذ عن القاعدة، واختار نموذجاً مغايراً حقاً لكنه نموذج يستحق الاقتداء به، حمل رسالة هادفة المحتوى وساهم في إشهار أخلاق تكاد تكون قد اندثرت وطواها الزمن.
كرموا الحسابات الأولى على وسائل التواصل الاجتماعي التي نشرت صورة مشعل الشهراني ونقلتها للعالم، كرموا الحس الاجتماعي الذكي، أصحاب المحتوى الراقي الذين يحملون رسالة هادفة لها معنى يريدونها أن تنتشر، اخلقوا التنافس بين أصحاب الحسابات كي يتمايزوا ونعرف منهم الصالح من الطالح، خصصوا الجوائز فلهم دور في توجيه النسق الأخلاقي للأجيال القادمة شئنا أم أبينا.
ولمن لم يتابع قصة صورة الطفل السعودي، فإن مشعل يبلغ من العمر تسع سنوات من منطقة خميس مشيط في السعودية والذي التقط صورته أول مرة هو أبوه إذ يقول بندر الشهراني «عوَّدتُ ابني على حمل حقيبته عنه في كل صباح؛ فما كان منه إلا أن بادر عند لقاء شقيقتَيْه “نورة وسارة”، اللتين التحقتا بالمدرسة هذا العام، بحمل حقيبتَيْهما. وقد شاهدته وهو بهذا المنظر بعد أن كنت أتجاذب أطراف الحديث مع والد إحدى الطالبات؛ فما كان مني إلا أن بادرت بالتقاط الصورة، وإرسالها لقروبات العائلة، إلا أنها سرعان ما انتشرت وسط إعجاب كل من شاهدها».
وحظي مشعل باهتمام إعلامي بعد أن احتفت به الحسابات لكونه نموذجاً لرجل صغير ولتحمله المسؤولية كرجل كبير رغم صغر سنه وضآلة حجمه، فَكُرِّمَ من قبل المحافظ والأندية وأمراء وقيلت فيه أشعار ونال العديد من الهدايا ورُسِمَت لوحات لصورته وهو يحمل الحقيبتين.
إنه نموذج يستحق هذا الاهتمام وهذا التكريم بلاشك، ولكن الذي غاب عن الاهتمام هو الحساب العام الأول الذي أخذ هذه الصورة واستلهم منها المعنى الحقيقي للمروءة والشهامة ونشرها، تلك الالتقاطة الذكية من قبل صاحب الحساب هي التي يجب أن تكون قدوة ونموذجاً يحتذى بها بين حسابات التواصل الاجتماعي للتعلم منه كيف يمكن الترويج لمحتوى ذي قيمة، لرفع شأن من يستحق أن يُرفع شأنه، هذا الحساب هو الذي يجب أن يُكرَّم وينال الحظوة والاحتفاء تشجيعاً لبقية الحسابات أن تحذو حذوه ويتذكرون أنهم يحملون أمانة فليكونوا على قدرها.
سئمنا من الاهتمام بالنكرات شكلاً ومضموناً، سئمنا من تحول الفراغ والسطحية والتفاهة إلى مشاهير، أصحاب الحسابات العامة هم من يساعدون هذه النماذج على الانتشار، لا يجتهدون في محتواهم، ليست لديهم رسالة يريدون توصيلها، زيادة عدد المتابعين فقط هو مسعاهم، ومن أجل ذلك يلتقطون صوراً و فيديوهات مَن هبَّ ودبَّ ويعلقون عليها وساهموا بانتشار تلك النماذج الفارغة.
إنما من التقط هذه الصورة من حساب خاص ونشرها على حساب عام وأشاد بفعل الطفل شذ عن القاعدة، واختار نموذجاً مغايراً حقاً لكنه نموذج يستحق الاقتداء به، حمل رسالة هادفة المحتوى وساهم في إشهار أخلاق تكاد تكون قد اندثرت وطواها الزمن.
كرموا الحسابات الأولى على وسائل التواصل الاجتماعي التي نشرت صورة مشعل الشهراني ونقلتها للعالم، كرموا الحس الاجتماعي الذكي، أصحاب المحتوى الراقي الذين يحملون رسالة هادفة لها معنى يريدونها أن تنتشر، اخلقوا التنافس بين أصحاب الحسابات كي يتمايزوا ونعرف منهم الصالح من الطالح، خصصوا الجوائز فلهم دور في توجيه النسق الأخلاقي للأجيال القادمة شئنا أم أبينا.