تطالعنا الصحافة بين الحين والأخر عدد من التصريحات التي يدلي بها بعض المسؤولين المتخصصين عن وزاراتهم أو هيئاتهم، وبعض تلك التصريحات يساء فهمها أحياناً سواء بسبب عدم قدرة المسؤول على إيصال الفكرة أو بسبب عد التحضير الجيد لذلك اللقاء الصحفي، وأحياناً بسبب عدم تأقلم المسؤول على التعاطي الإعلامي والخبرة في التحدث مع وسائل الإعلام.أحياناً يذهب البعض من خلال حديثهم إلى طرح المقارنات مع الدول المجاورة حول نوعية الخدمات وأسعارها المدعومة للمواطنين، وتلك المقارنات مرفوضة جملة وتفصيلاً، كونها تفتح أبواب عديدة تضع الذي يدلي بأي تصريح بين المنطقة والسندان، فباب المقارنات سيفتح حينها، هذا من جانب، أما الجانب الأخر فلا يجب طرح المقارنات التي تستعرض المنجزات مع الدول المحيطة كونها دول داعمة ومساندة فلربما تؤل تأويلا خاطئا وتتسبب في إشكالات نحن في غنى عنها.أحد التصريحات التي أثارت الضجة بين المواطنين أن هيئة الكهرباء والماء لا تحتاج إلى الدعم الحكومي، وأن مشروع الميزانية العامة للدولة لن يتضمن دعماً لهيئة الكهرباء، النص السابق من الجانب اللغوي نصاً مميزاً ويدعو للفخر ويعتبر من ضمن المنجزات التي تدعو للتفاؤل، ولكن هذا التفسير لم يصل إلى العامة، بل لم يصل إلى شريحة كبيرة من المجتمع، وتم تفسيره تفسيراً مخالفاً للحقيقة، وهو أن الدعم سيلغى، مما أثار حفيظة مواقع التواصل الاجتماعي، وتفننت بعض الحسابات المعروفة باتجاهاتها الغير وطنية بتحوير المعنى الحقيقي لتتربح من خلال ذلك التعريف بآلاف التعليقات الساخطة.تصريح المسؤول كان بحاجة إلى أسلوب مغاير، ومعلومات وحقائق مباشرة، وهي أن الدعم مستمر ولن يلغى، وأن الوزارة أو الهيئة باتت قادرة على دفاع التزاماتها من خلال تحصيلها لقيمة المنتج التي تسوقه، تصريح كهذا كان من المفترض أن يكون إيجابياً لولا الأسلوب الذي حور الحقائق وقدم التفسير المعاكس.لذلك نأمل أولاً التأني قبل إطلاق أي تصريح، كما نأمل اختيار الوقت المناسب لإطلاق أي تصريح ومعرفة توجهات الرأي العام، ثانياً يجب تحري الدقة في حالات التصريح والابتعاد عن الجمل التي من الممكن أن تفسر تفسيرات أخرى أو سلبية، واختيار الكلمات التي تدل على السياق ذاته ولا تحتمل أي تفسيرات عكسية.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90