رئيس المجلس الأوروبي وهو الذراع التنفيذي للاتحاد «الأمانة العامة» يزور دول الخليج للمرة الأولى وهو الآن في المملكة العربية السعودية من أجل حضور مؤتمر حول المناخ وسيزور بعدها دولتي الإمارات وقطر، وهو أول رئيس مجلس أوروبي يزور المنطقة!!!!!!
وعلى مدونته الخاصة كتب السيد تشارلز ميشيل أنه التقى بمجموعة من نساء المملكة العربية السعودية وأنه شاكر وممتن لهن لمشاركته استعراض تجاربهن المثيرة للاهتمام ولأنهن نساء ملهمات ويتعلم منهن الإرادة والقوة وفق تعبيره، خاصة لمشاركتهن التطورات التي تجري في بلدهن.
أليس غريباً أنها المرة الأولى التي يفكر بها رئيس المجلس الأوروبي زيارة المنطقة بالرغم من تردده على إيران أكثر من مرة، لهذا نلفت الانتباه أنه يعد هذا تحولاً ملحوظاً في السياسة الأوروبية وزيارته تتماشى مع البيان الذي صدر في شهر يونيو من هذا العام وفيه وردت نقاط للعمل كلها تهدف لتعزيز التعاون للاتحاد الأوروبي مع دول المجلس وكأنه استدراك لخطأ استراتيجي كبير.
من الجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي له ثلاث سلطات، فهناك البرلمان الأوروبي وهو مكون من الأحزاب السياسية الأوروبية والاتحاد الذي يمثل الحكومات والمجلس الذي هو الذراع التنفيذي أو الأمانة العامة كما يقال.
علاقة البرلمان الأوروبي معنا علاقة معقدة وتسوء حين يسيطر اليسار من الأحزاب على مقاعده خاصة وأنهم يتعاملون معنا بمنطق نمطي يقف ضد الملكيات بشكل عام بما فيها الملكيات الأوروبية، ولديه فكرة وتصور غير واضحين عن المنطقة نقلت له غالباً من مجموعات (المعارضة) العربية.
الحكومات الأوروبية نتعامل معها بوضوح أكثر وفقاً للمصالح المشتركة بين دولنا وبين دولهم، لكننا بحاجة لتعزيز هذه العلاقة من خلال مد خيوط التواصل مع كل الأطراف الفاعلة ومنها المجلس.
نحن بحاجة لرسم دبلوماسية جديدة تعمل على تجميع جهود التواصل سواء الرسمي الحكومي أو البرلماني أو مع مؤسسات المجتمع المدني، ومساعدة الجميع على التحرك لملاقاة هذا المتغير الجديد الذي صدر في البيان المذكور وتوظيفه من أجل مصالحنا بدلاً من انتظار خطواتهم.
صحيح أن رئيس المجلس الأوروبي سيزور الدول المصدرة للنفط والغاز من بين دول الخليج ولكنها أول مرة والبحرين ليست ضمن برنامج زيارته لهذا لابد من أن نعمل على استغلال هذا الظرف الذي دفع المجلس الأوروبي وتشجيعه وتحفيزه والتحرك اتجاهه على الجبهات الثلاث (الرسمية والبرلمانية والمدنية) بتنسيق وتفاهم.
وصحيح أن المجلس جهة تنفيذية ولكنها جهة مؤثرة جداً ولها دور كبير في توجيه العلاقات ولدينا أكثر من مدخل يصب في اهتماماتهم منها البيئة والمناخ والأمن والمرأة والشباب، ومنها بالإمكان رسم برنامج متكامل لإطلاع المجلس على صورة واقعية وحقيقية عن البحرين.
يؤسفنا أن تنشط إيران في هذا التواصل منذ زمن طويل وتستفيد منه قدر الإمكان بالرغم من كون نظامها إرهابياً ومزعزعاً للأمن الدولي ولا يهتم بشعبه ولا بتنميته وازدهاره، ولكن دبلوماسيته تجاه أوروبا قوية جداً ساعدته في الحفاظ على مصالحه.
ونحن من نملك حقيقة مغايرة تماماً عن ما ترسمه الذهنية التي تستقي صورتنا من مواقفها السياسية لا نتحرك إلا باتجاه واحد وهو الدبلوماسية الرسمية فقط.