الإقبال الأوروبي على منطقة الخليج غير مسبوق والسبب أزمة الطاقة المقبلة بسبب المقاطعة الأوروبية للغاز الروسي.
إنما ليس هذا المهم، المهم هو أن «المواقف السياسية» مسألة غير ثابتة بل هي قابلة للتبدل والانتقال من اليمين إلى اليسار ومن العداء إلى الصداقة، ومن التعالي إلى التواضع ومن موقع إعطاء الدروس إلى موقع تلقي النصح، كل ذلك بسبب تبدل المصالح وأطرافها وقانون العرض والطلب، ولا علاقة لتلك التبدلات بالأخلاق أو القيم أو المبادئ، هذه هي أهم الدروس التي تعلمناها من الغرب مؤخراً، وهنا فرصة لا يجب أن تفوت لإعادة رسم خارطة العلاقات الدولية مع الجميع.
فإن كانت الحاجة هي التي تفرض الموقف السياسي فليكن، إنما هذا يتطلب منا نحن إعادة النظر في مواقفنا والتجاوب مع قدر العرض والطلب، فلا نمنح بلا مقابل، تلك كانت من شيم الأخلاق العربية الأصيلة التي استغلت إلى أبعد حد.
اليوم على دول المنطقة أن تضع مطالبها ومصالحها السياسية جنباً إلى جنب على الطاولة إلى جانب سعر الغاز والنفط وكمية الإنتاج.
هذه فرص قد لا تتكرر والكل يعرف موقف الاتحاد الأوروبي بل والألماني الداعم لإيران في المفاوضات النووية، والأهم موقفها من الأذرع الإيرانية في المنطقة وأذرعها التي تتحرك بأريحية في أوروبا وألمانيا.
فإيران تمارس الإرهاب في العالم كله بلا رداع، بل يغض الأوروبيون بصرهم حتى عن الإرهاب الإيراني على أرضهم، وأكثر من هذا تعقد الاتفاقيات المخزية بين بلجيكا على سبيل المثال وبين إيران لتبادل السجناء، حيث يُطلق سراح الإرهابيين الذين نقلوا المواد المتفجرة إلى أوروبا، كل ذلك من أجل مصالح اقتصادية صرفة تحتاجها أوروبا.
اكتشفت أوروبا فجأة خطر الحوثيين على السعودية واكتشفت خطر الإيرانيين على حقول النفط والغاز السعودية والإماراتية!!
وكانت ألمانيا في 2018، قد قررت منع توريد السلاح للسعودية، ثم الآن فقط في هذا العام، تم التراجع عن هذا القرار.
هذه الاكتشافات قد تعود للنوم حين تختفي الحاجة، لذلك فإن هذه الزيارات المتكررة والمتلاحقة للمنطقة لابد وأن ترسخ هذه الاكتشافات في عقول الأوروبيين حتى لا ينسوها مرة أخرى.
المستشار الألماني قادم للمملكة العربية السعودية الأسبوع القادم وهي الزيارة الأولى له، وقد كان وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك في الرياض في مارس الماضي. وقبل أولاف شولتز بأيام زار رئيس المجلس الأوروبي أيضاً الرياض.
المفارقة أن شولتز أكد للصحافة الألمانية أنه سيثير موضوع خاشقجي مع ولي العهد السعودي.
وكلنا في تشوق لسماع شولتز وهو يفتح هذا الموضوع وكم سيستغرق هذا الموضوع من وقت الجلسة كي يتعرّف الرأي العام الألماني والأوروبي إلى أي حد يتم الضحك عليه بأن القصة تمسك بالمبادئ والقيم وليست حاجة تبرر تغيير المواقف!!
هناك تحوّل دعته وفرضته الحاجة الملحة للطاقة، إلى تبدل المواقف السياسية، تلك التي جعلت من دول الخليج محطة أساسية للزيارات، فإن لم نُحسن استغلالها هذه المرة فنستحق ما نناله من عدم اهتمام.
{{ article.visit_count }}
إنما ليس هذا المهم، المهم هو أن «المواقف السياسية» مسألة غير ثابتة بل هي قابلة للتبدل والانتقال من اليمين إلى اليسار ومن العداء إلى الصداقة، ومن التعالي إلى التواضع ومن موقع إعطاء الدروس إلى موقع تلقي النصح، كل ذلك بسبب تبدل المصالح وأطرافها وقانون العرض والطلب، ولا علاقة لتلك التبدلات بالأخلاق أو القيم أو المبادئ، هذه هي أهم الدروس التي تعلمناها من الغرب مؤخراً، وهنا فرصة لا يجب أن تفوت لإعادة رسم خارطة العلاقات الدولية مع الجميع.
فإن كانت الحاجة هي التي تفرض الموقف السياسي فليكن، إنما هذا يتطلب منا نحن إعادة النظر في مواقفنا والتجاوب مع قدر العرض والطلب، فلا نمنح بلا مقابل، تلك كانت من شيم الأخلاق العربية الأصيلة التي استغلت إلى أبعد حد.
اليوم على دول المنطقة أن تضع مطالبها ومصالحها السياسية جنباً إلى جنب على الطاولة إلى جانب سعر الغاز والنفط وكمية الإنتاج.
هذه فرص قد لا تتكرر والكل يعرف موقف الاتحاد الأوروبي بل والألماني الداعم لإيران في المفاوضات النووية، والأهم موقفها من الأذرع الإيرانية في المنطقة وأذرعها التي تتحرك بأريحية في أوروبا وألمانيا.
فإيران تمارس الإرهاب في العالم كله بلا رداع، بل يغض الأوروبيون بصرهم حتى عن الإرهاب الإيراني على أرضهم، وأكثر من هذا تعقد الاتفاقيات المخزية بين بلجيكا على سبيل المثال وبين إيران لتبادل السجناء، حيث يُطلق سراح الإرهابيين الذين نقلوا المواد المتفجرة إلى أوروبا، كل ذلك من أجل مصالح اقتصادية صرفة تحتاجها أوروبا.
اكتشفت أوروبا فجأة خطر الحوثيين على السعودية واكتشفت خطر الإيرانيين على حقول النفط والغاز السعودية والإماراتية!!
وكانت ألمانيا في 2018، قد قررت منع توريد السلاح للسعودية، ثم الآن فقط في هذا العام، تم التراجع عن هذا القرار.
هذه الاكتشافات قد تعود للنوم حين تختفي الحاجة، لذلك فإن هذه الزيارات المتكررة والمتلاحقة للمنطقة لابد وأن ترسخ هذه الاكتشافات في عقول الأوروبيين حتى لا ينسوها مرة أخرى.
المستشار الألماني قادم للمملكة العربية السعودية الأسبوع القادم وهي الزيارة الأولى له، وقد كان وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك في الرياض في مارس الماضي. وقبل أولاف شولتز بأيام زار رئيس المجلس الأوروبي أيضاً الرياض.
المفارقة أن شولتز أكد للصحافة الألمانية أنه سيثير موضوع خاشقجي مع ولي العهد السعودي.
وكلنا في تشوق لسماع شولتز وهو يفتح هذا الموضوع وكم سيستغرق هذا الموضوع من وقت الجلسة كي يتعرّف الرأي العام الألماني والأوروبي إلى أي حد يتم الضحك عليه بأن القصة تمسك بالمبادئ والقيم وليست حاجة تبرر تغيير المواقف!!
هناك تحوّل دعته وفرضته الحاجة الملحة للطاقة، إلى تبدل المواقف السياسية، تلك التي جعلت من دول الخليج محطة أساسية للزيارات، فإن لم نُحسن استغلالها هذه المرة فنستحق ما نناله من عدم اهتمام.