كثيرة هي الدول العربية التي يتكوّن شعبها والمقيمون فيها من فسيفساء متنوعة الأعراق والأديان، لبنان كمثال والعراق والبحرين كذلك. فهناك دول تنوّعت فيها الإقامة والعيش لأسباب متعلقة بالموقع الجغرافي، وبعضها لوجود الازدهار الاقتصادي المشجع، وبعضها -وهذا في نظري هو الأهم- الاستقرار والأمن، إنما المؤكد بأنه لولا الأخير لما ازدهر اقتصاد ولولاه لما نفع الموقع الجغرافي المتوسط الذي تمر به الناس وتفكر بالاستقرار فيه. فالنظام الحاكم أي النظام السياسي هو الذي يقرر ما إذا كانت هذه الدولة قابلة للعيش فيها بسلام أم لا طاردة ومنبعاً للهجرات؟
خذ على سبيل المثال لبنان والبحرين يتشابهان في التركيبة الفسيفسائية للمواطنين والمقيمين من مشارب شتى دينياً ومذهبياً وعرقياً، لدينا المسلمون بشتى مذاهبهم، ولدينا المسيحيون كذلك بتعدد مذاهبهم، ولدينا اليهود والبوذيون والهندوس والبهرة والبهائيون، ليس سهلاً أبداً أن تضبط هذا التنوع وصعب جداً أن تجعله ينصهر في بوتقة واحدة مع احتفاظ كل منهم بخصوصيته وحرية ممارسة معتقداته. إنها معادلة تكاد تكون مستحيلة وعصا لا يمكن مسكها بجمود من منتصفها أو من أطرافها. لابد أن تملك مرونة الحركة وبُعدَ النظر وحنكةً ودهاءً سياسياً يمكنك من جعل هذه الفسيفساء تتعايش مع بعضها بسلام، وتحول بينها وبين التقاتل على لقمة العيش.
لبنان والبحرين يتشابهان في صغر المساحة الجغرافية، إنما الفارق هو في كيف تحوّلت تلك الفسيفساء إلى سكين لتقسيم لبنان قطّعت أوصالها إلى كانتونات وأدت إلى صراعات تفاقمت إلى حروب ودفع لبنان ثمنها غالياً، إنما في البحرين إلى نسيج جامع شامل يشكّلها ويمنحها سماتها العريقة التسامحية.
لبنان والبحرين يتعرّضان دوماً لتهديدات خارجية ومحاولات للتدخل وفرض وصاية وهذا بحر خضم حين تكون مواردك محدودة ومحاطاً بأثرياء، حينها الإغراءات والاعتقاد بسهولة النفاذ للنسيج الداخلي تدفع كل الطامعين للمحاولة. إنه تهديد مستمر للاستقرار خاصة إذا استخدمت الأديان والمعتقدات الدينية شعاراً ومظلةً لتلك الاحتواءات، تلك مهددات تاريخية مرّت بها البحرين ومرّ بها لبنان.
موقعك الجغرافي وقربك من البحر يفرضان عليك واقع التعاطي مع العالم الخارجي، أفئدة الناس التي تهوي إليك من مشارب شتى لأنك في طريق تنقلاتهم وأنت مضطر على الانفتاح، ثم يأتي الازدهار الاقتصادي إن نجحت في أدائك كدولة عنصر جذب آخر، فتفد إليك الناس من كل حدب وصوب.
هذه الجوامع العديدة من المشتركات بين لبنان والبحرين، بإمكانها إما أن تكون عنصر استقرار أو عنصراً لاحتدامات الصراع. وهنا يأتي دور النظام الحاكم والنظام السياسي الذي يفرق بين دولة ودولة كيف سيدير هذا التدفق البشري ليحوّل هذا الانفتاح شجرةً إما أن تؤتي ثمارها أو تؤتي حصرمها.
وهنا كان دور الحنكة والدهاء والحكمة كي يُدار هذا المشهد باقتدار ويجعل التنوع فرصةً والتعدد إثراءً ولا تحول الخصوصية بين انصهار المختلفين كما فعل نظام الحكم في البحرين على مدى عقدين من الزمان مقارنة بما جرى في لبنان مع شديد الأسف.
خذ على سبيل المثال لبنان والبحرين يتشابهان في التركيبة الفسيفسائية للمواطنين والمقيمين من مشارب شتى دينياً ومذهبياً وعرقياً، لدينا المسلمون بشتى مذاهبهم، ولدينا المسيحيون كذلك بتعدد مذاهبهم، ولدينا اليهود والبوذيون والهندوس والبهرة والبهائيون، ليس سهلاً أبداً أن تضبط هذا التنوع وصعب جداً أن تجعله ينصهر في بوتقة واحدة مع احتفاظ كل منهم بخصوصيته وحرية ممارسة معتقداته. إنها معادلة تكاد تكون مستحيلة وعصا لا يمكن مسكها بجمود من منتصفها أو من أطرافها. لابد أن تملك مرونة الحركة وبُعدَ النظر وحنكةً ودهاءً سياسياً يمكنك من جعل هذه الفسيفساء تتعايش مع بعضها بسلام، وتحول بينها وبين التقاتل على لقمة العيش.
لبنان والبحرين يتشابهان في صغر المساحة الجغرافية، إنما الفارق هو في كيف تحوّلت تلك الفسيفساء إلى سكين لتقسيم لبنان قطّعت أوصالها إلى كانتونات وأدت إلى صراعات تفاقمت إلى حروب ودفع لبنان ثمنها غالياً، إنما في البحرين إلى نسيج جامع شامل يشكّلها ويمنحها سماتها العريقة التسامحية.
لبنان والبحرين يتعرّضان دوماً لتهديدات خارجية ومحاولات للتدخل وفرض وصاية وهذا بحر خضم حين تكون مواردك محدودة ومحاطاً بأثرياء، حينها الإغراءات والاعتقاد بسهولة النفاذ للنسيج الداخلي تدفع كل الطامعين للمحاولة. إنه تهديد مستمر للاستقرار خاصة إذا استخدمت الأديان والمعتقدات الدينية شعاراً ومظلةً لتلك الاحتواءات، تلك مهددات تاريخية مرّت بها البحرين ومرّ بها لبنان.
موقعك الجغرافي وقربك من البحر يفرضان عليك واقع التعاطي مع العالم الخارجي، أفئدة الناس التي تهوي إليك من مشارب شتى لأنك في طريق تنقلاتهم وأنت مضطر على الانفتاح، ثم يأتي الازدهار الاقتصادي إن نجحت في أدائك كدولة عنصر جذب آخر، فتفد إليك الناس من كل حدب وصوب.
هذه الجوامع العديدة من المشتركات بين لبنان والبحرين، بإمكانها إما أن تكون عنصر استقرار أو عنصراً لاحتدامات الصراع. وهنا يأتي دور النظام الحاكم والنظام السياسي الذي يفرق بين دولة ودولة كيف سيدير هذا التدفق البشري ليحوّل هذا الانفتاح شجرةً إما أن تؤتي ثمارها أو تؤتي حصرمها.
وهنا كان دور الحنكة والدهاء والحكمة كي يُدار هذا المشهد باقتدار ويجعل التنوع فرصةً والتعدد إثراءً ولا تحول الخصوصية بين انصهار المختلفين كما فعل نظام الحكم في البحرين على مدى عقدين من الزمان مقارنة بما جرى في لبنان مع شديد الأسف.