في البحرين حيث اجتمعت ومازالت تجتمع الأديان في سلام يخرج البيان الختامي لملتقى البحرين للحوار فيدعو إمام الأزهر مع رأس الكنيسة الكاثوليكية وجلالة الملك المعظم للسلام ويعلنون من هذه الأرض استعدادهم لرعاية أي حوار دبلوماسي للتفاوض بين الأطراف المتنازعة في أوروبا.
أليست تلك مفارقة غريبة تمثلها دعوة البابا فرانسيسس بابا الفاتيكان من على أرض دولة خليجية عربية شرق أوسطية للسلام في وقت تتزامن هذه الزيارة مع تزايد حدة الصراعات والاضطرابات في أوروبا من حيث أتى البابا؟
حيث تتزايد حدة الانقسامات ويرتفع صوت البنادق ويشهد العالم هجرات أوروبية أوروبية لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، حتى إن البابا أشار إلى هذه المفارقة فقال «نشهد بقلق، وعلى نطاق واسع، ازدياد اللامبالاة والتهم المتبادلة، وتوسع الخصومات والصراعات التي حسبنا يوماً أننا تغلبنا عليها، والشعبوية والتطرف والإمبريالية التي تهدد سلامة الجميع. على الرغم من التقدم والإنجازات العديدة، المدنية والعلمية، فإن المسافة الثقافية بين مختلف أنحاء العالم آخذة في الازدياد، وبدل فرص اللقاءات المفيدة، نجد - مواقف مشينة من المواجهة».
ثم يقارن هذه الحالة الأوروبية بالبحرين فيقول «عكس ذلك، هنا، الجماعات المتعددة القومية والعرقية والدينية التي تعيش معاً تشهد أنه يمكننا ويجب علينا أن نعيش معاً في عالمنا، الذي أصبح منذ عشرات السنين قرية عالمية، حيث تعتبر العولمة أمراً مفروغاً منه، لكن مازال، ولأسباب عديدة، روح القرية غير معروف فيه، مثل الضيافة، والبحث عن الآخر، والأخوة» وهذه المفارقة هي التي تعطي لبيان المنامة المشترك بين شيخ الأزهر والبابا ومملكة البحرين قيمة عظيمة.
فمملكة البحرين دولة أبقت وحافظت على ثوابتها ووضعت الدين أساساً للنظام السياسي في الحكم منذ الأصل والقدم وحتى من قبل صياغة دستورها وحافظت وبقت على هذا المبدأ، وهي الدولة التي أصبحت نموذجاً للتعايش والسلام بين التعدديات، فتعطي تلك السمات مملكة البحرين الحق في تفعيل الأثر الديني وتطلب منه التدخل من أجل إحلال السلام.
والغريب أن يكون هذا الطلب الذي حدث في البحرين يأتي متزامناً مع لجوء دولة علمانية كفرنسا لبابا الفاتيكان رئيس الكنيسة الكاثوليكية وهي الزيارة الثالثة لتطالبه بالتدخل من أجل وقف الحرب الأوكرانية بالتواصل مع الكنيسة الإرثوذكسية الروسية أليست هذه مفارقة أخرى؟
تمسكنا بديننا وقيمنا كأساس ومرجعية لم ننكر أثرها على السلام النفسي والسلام العالمي بين الشعوب واستدعاؤنا له كي يمد يده للمساعدة من أجل السلام، يتثبت أن تمسك البحرين بقيمها أوجد لها دوراً حيوياً عالمياً بالرغم من صغر حجمها وضعف مواردها، فأوروبا اليوم تعود عن الكثير من المبادئ التي روجت لها ونحن في البحرين على العهد باقون، وفي ظل عودة التداخل الديني والدنيوي الذي جهدت أوروبا لفصلهما وخاضت الحروب من أجل تحقيق هذا الهدف فيبدو وكأنه نكوص عن مسار تاريخي، يجتمع ممثلو الأديان في دولة شرق أوسطية خليجية من أجل السلام والأمان والتعايش والتسامح ليكون هذا الاجتماع امتداداً بخط مستقر متواصل منذ قرون إلى يومنا هذا وكأن البحرين نموذج صارخ جميل يثبت أن الأديان مازالت قوة تجاذب لا تنافر بين أتباعها، وأننا قادرون على أن يكون لنا موقع في إرساء ونشر السلام والأمان في العالم.
الدول مواقف لا شعارات، الدول برقي أهدافها، الدول بما تكرس جهودها له، الدول بما تسخر إمكانياتها من أجله، ونحن نملك تاريخاً وحاضراً يمكننا من فعل الكثير والتأثير الكبير في نشر السلام.
أليست تلك مفارقة غريبة تمثلها دعوة البابا فرانسيسس بابا الفاتيكان من على أرض دولة خليجية عربية شرق أوسطية للسلام في وقت تتزامن هذه الزيارة مع تزايد حدة الصراعات والاضطرابات في أوروبا من حيث أتى البابا؟
حيث تتزايد حدة الانقسامات ويرتفع صوت البنادق ويشهد العالم هجرات أوروبية أوروبية لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، حتى إن البابا أشار إلى هذه المفارقة فقال «نشهد بقلق، وعلى نطاق واسع، ازدياد اللامبالاة والتهم المتبادلة، وتوسع الخصومات والصراعات التي حسبنا يوماً أننا تغلبنا عليها، والشعبوية والتطرف والإمبريالية التي تهدد سلامة الجميع. على الرغم من التقدم والإنجازات العديدة، المدنية والعلمية، فإن المسافة الثقافية بين مختلف أنحاء العالم آخذة في الازدياد، وبدل فرص اللقاءات المفيدة، نجد - مواقف مشينة من المواجهة».
ثم يقارن هذه الحالة الأوروبية بالبحرين فيقول «عكس ذلك، هنا، الجماعات المتعددة القومية والعرقية والدينية التي تعيش معاً تشهد أنه يمكننا ويجب علينا أن نعيش معاً في عالمنا، الذي أصبح منذ عشرات السنين قرية عالمية، حيث تعتبر العولمة أمراً مفروغاً منه، لكن مازال، ولأسباب عديدة، روح القرية غير معروف فيه، مثل الضيافة، والبحث عن الآخر، والأخوة» وهذه المفارقة هي التي تعطي لبيان المنامة المشترك بين شيخ الأزهر والبابا ومملكة البحرين قيمة عظيمة.
فمملكة البحرين دولة أبقت وحافظت على ثوابتها ووضعت الدين أساساً للنظام السياسي في الحكم منذ الأصل والقدم وحتى من قبل صياغة دستورها وحافظت وبقت على هذا المبدأ، وهي الدولة التي أصبحت نموذجاً للتعايش والسلام بين التعدديات، فتعطي تلك السمات مملكة البحرين الحق في تفعيل الأثر الديني وتطلب منه التدخل من أجل إحلال السلام.
والغريب أن يكون هذا الطلب الذي حدث في البحرين يأتي متزامناً مع لجوء دولة علمانية كفرنسا لبابا الفاتيكان رئيس الكنيسة الكاثوليكية وهي الزيارة الثالثة لتطالبه بالتدخل من أجل وقف الحرب الأوكرانية بالتواصل مع الكنيسة الإرثوذكسية الروسية أليست هذه مفارقة أخرى؟
تمسكنا بديننا وقيمنا كأساس ومرجعية لم ننكر أثرها على السلام النفسي والسلام العالمي بين الشعوب واستدعاؤنا له كي يمد يده للمساعدة من أجل السلام، يتثبت أن تمسك البحرين بقيمها أوجد لها دوراً حيوياً عالمياً بالرغم من صغر حجمها وضعف مواردها، فأوروبا اليوم تعود عن الكثير من المبادئ التي روجت لها ونحن في البحرين على العهد باقون، وفي ظل عودة التداخل الديني والدنيوي الذي جهدت أوروبا لفصلهما وخاضت الحروب من أجل تحقيق هذا الهدف فيبدو وكأنه نكوص عن مسار تاريخي، يجتمع ممثلو الأديان في دولة شرق أوسطية خليجية من أجل السلام والأمان والتعايش والتسامح ليكون هذا الاجتماع امتداداً بخط مستقر متواصل منذ قرون إلى يومنا هذا وكأن البحرين نموذج صارخ جميل يثبت أن الأديان مازالت قوة تجاذب لا تنافر بين أتباعها، وأننا قادرون على أن يكون لنا موقع في إرساء ونشر السلام والأمان في العالم.
الدول مواقف لا شعارات، الدول برقي أهدافها، الدول بما تكرس جهودها له، الدول بما تسخر إمكانياتها من أجله، ونحن نملك تاريخاً وحاضراً يمكننا من فعل الكثير والتأثير الكبير في نشر السلام.