بعد أقل من 48 ساعة من الآن؛ ستفتح المراكز الانتخابية أبوابها في جميع المحافظات لاستقبال مئات الآلاف من المواطنين ليرسموا ملامح المرحلة المقبلة من المسيرة الديمقراطية، عبر اختيارهم الحر والمباشر لممثليهم في مجلس النواب والمجالس البلدية.
وبعد أقل من 24 ساعة ستدخل البحرين مرحلة الصمت الانتخابي، حيث يلزم القانون جميع المرشحين بوقف حملاتهم الانتخابية، بكافة أشكالها، وهي فرصة مواتية أن نعيد تقييم ودراسة خياراتنا ولمن سنعطي صوتنا، وأن نختار من يمثلنا في الفصل التشريعي السادس، من سيحمي حقوقنا ويحافظ على مكتسبات الوطن والمواطن.
شخصياً؛ أعتقد أنه وبعد أكثر من 20 عاماً من انطلاقة المسيرة الديمقراطية وخمس دورات انتخابية؛ وصل المجتمع البحريني إلى مرحلة متقدمة من الثقافة والوعي السياسي الكافي لتجنب الوقوع في أخطاء وممارسات غير ناضجة في اختيار النائب الأكفأ، والذي يستطيع أن يكون بالفعل صوته وصوت الوطن كله تحت قبة البرلمان دون مزايدات أو دغدغة للمشاعر أو إثارة للعواطف.
ما آمله من الجميع أن يحسموا أمرهم في المشاركة ليكون لهم دور حقيقي ووجود فاعل في العمل السياسي، وأن نضع جميعنا نصب أعيننا مصلحة الوطن أولاً، دون النظر لأي اعتبارات أو تصنيفات دينية أو طائفية أو عرقية.
كانت الأسابيع الأربعة الماضية كافية للتعرّف على عشرات المترشحين في مختلف الدوائر الانتخابية، عبر برامجهم ومقارهم ورسائلهم الإعلامية، وبالتالي فلا يمكن أن يُعذر أحد لسوء اختياره أو خطأ تقديراته. ما نريده في المجلس القادم أن يكون النائب ممثلاً للمواطنين جميعهم بمختلف مدنهم وقراهم وفرجانهم، وأن يمتلك من العلم والوعي والثقافة ما يؤهله للقيام بواجباته ومسؤولياته في الرقابة والتشريع، بالدرجة الأولى، وأن يعمل على ترجمة ما جاء في برنامجه الانتخابي بشكل واعٍ وحقيقي بعيداً عن المجاملات و«الضحك على الذقون».
ما نريده في المجلس القادم أن يخلو من أصحاب الأصوات العالية والمحبين لإثارة الضجيج والباحثين عن الـ»شو الإعلامي»، دون نتائج واقعية وإنجازات حقيقية تمس المواطن في مختلف جوانب حياته.
ما نريده من النواب الجدد أن ينجحوا في استخدام أدواتهم الرقابية والتشريعية، وأن يكونوا دائماً صوت العقل والمنطق والضمير في الدفاع عن مصالح ومكتسبات الوطن والمواطن، وألا تأخذهم في الله لومة لائم لقول كلمة حق أو إحقاق حق.
ما نريده في المجلس القادم أن يخلو من أصحاب المصالح والباحثين عن المكاسب الشخصية، وأن يكون فقراء الوطن أقرب إليهم من متطلبات الوجاهة والبرستيج الاجتماعي.
إضاءة
«رصيد الديمقراطية الحقيقي ليس في صناديق الانتخابات فحسب؛ بل في وعي الناس». «جان جاك روسو».