مساء الجمعة الماضية خرج عيسى قاسم عبر الفضائيات السوسة بتصريح هو أقرب إلى الاستجداء منه إلى التحريض أملاً في تراجع البعض عن المشاركة في الانتخابات التي تمت ونجحت نجاحاً باهراً قال فيه «يوم السبت هو يوم حزن لشعب البحرين لا يوم فرح، يمكن أن يعده يوم فرح لو قاطع الانتخابات».
هذه كانت ورقتهم الأخيرة في الربع ساعة الأخيرة أضافوا إليها نشر الشائعات عن تأجيل الانتخابات وهاجموا بعض المواقع الإلكترونية، معلنين بذلك عن وصولهم إلى لحظة اليأس والتأكيد على أنه لم يعد في يدهم شيء وأنهم خسروا المعركة وأخسروا النظام الإيراني الذي وقف معهم طوال الفترة الماضية ليؤكد لهم أنه يستحق أن يسيطر على عقولهم وأفهامهم وأن يسيرهم بالشكل الذي يريد.
محاولات تعطيلهم الانتخابات لم تنجح ولم تنل من الإرادة الوطنية والعزيمة التي يتحلى بها شعب البحرين الذي قرر بعد أحداث 2011 أنه لن يقبل أن يلدغ من جحر مرتين وعرف تفاصيل ما يراد له. لم تنفعهم الأخبار الكاذبة التي بثوها ليلة الانتخابات، ولم تنفعهم محاولات قرصنة بعض المواقع الإلكترونية الحكومية، ولم تنفعهم رسائل الضغط على المواطنين الذين لايزالون يعتقدون أنهم يمكن أن يستجيبوا لهم، ولم تنفعهم محاولات الترويج لفكرة أنهم أهل الحق وأن غيرهم ليسوا كذلك وأن كل من يقف معهم يدخل الجنة.
في السبت الماضي تجلت الروح الوطنية لكافة أبناء الشعب البحريني فقال كلمته وشارك في عملية التصويت بقوة راداً بذلك على كل من يتمنى للبحرين السوء وعدم التقدم والازدهار.
من الأمور التي لم ينتبه لها أولئك هي أن محاولاتهم عشية الانتخابات والرسائل السلبية التي أرسلوها من الخارج حفزت المواطنين على المشاركة الإيجابية فتوجهوا جميعاً إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في المجلس النيابي والمجالس البلدية وشاركوا في جعل يوم السبت يوم فرح لهم.. ويوم حزن على الذين حرضوا على التفريط في الاستحقاق الانتخابي.