المورد البشري المبدع هو العنصر الأساس في عملية التنمية المستدامة وما تأخرت مشاريع التنمية والخطط في بعض الدول إلا بسبب إبقاء المورد البشري وخاصة الكفاءات المبدعة منها خارج المشهد بيد أن المرحلة القادمة من التنمية المستدامة سوف تفرض أن تتم عملية التنمية المستدامة خارج الصندوق وذلك من خلال الخروج عن التفكير المألوف والتقليدي والمتعارف عليه داخل الصندوق إلى أن تكون الكفاءات البشرية المبدعة هي التي تقود عملية التنمية المستدامة التي هي في خارج الصندوق حيث التفكير غير المألوف والإبداعي وسوف تشهد السوق الاقتصادية تطوراً متسارعاً، حيث إنه بالفترات الماضية كانت الشركات والمؤسسات يقاس نجاحها بمدى امتلاكها الآلات والتكنولوجيا والمواد وغياب العنصر البشري المبدع وجعله غير ذي أهمية وكان يعامل معاملة الآلات دون مراعاة إمكانياته ومشاعره وتطوره وقدراته. أما حالياً فقد ظهرت أهمية هذا العنصر من خلال دوره الأساس في تطور ونماء المنظمات.
وحتى نكون ذوي شفافية ومكاشفة أكثر نقول إن الفساد الإداري الذي ظل لفترة طويلة مستشرياً في الأجهزة الإدارية الحكومية وغير الحكومية المتمثل ومنه عدم تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب وتهميش الكفاءات والعقول المبدعة وهو الذي سبب في ضعف مخرجات الأداء في المؤسسات الحكومية وهروب العقول والكفاءات المبدعة إلى بلدان أخرى وهي نوع من الهجرة القسرية التي فرضت عليها وعصرنا هذا لا يحتمل هذا التوجه إنما يفرض العكس وهو ضرورة الاستقطاب للعقول البشرية المبدعة والمحافظة عليها.
لذا من الواجب على إدارات المـوارد البشـرية إلى الاعتماد على الاسـتقطاب والاختيـار والتعيـين والمحافظـة والتطـوير للكفاءات والعقول البشرية المبدعة ومـن أجـل هـذا تعمـل علـى تطـوير ووضـع الإجـراءات والسياسـات وتحليـل الظـروف التنظيميـة الملائمـة للوصـول إلـى أفضل النتائج حيث تعد عملية التوظيف إحدى أهم الوظائف التي تقوم بها إدارة الموارد البشرية في المنظمة، والتي يجب أن تتم بكفاءة عالية فهي أساس النجاح في كثير من مهام المنظمة، سواء التسويقية والإنتاجية والمالية والتطويرية.
لذا لابد من الاهتمام بالعنصر البشري المبدع والاستثمار فيه، حيث يعد تحقيق الميزة التنافسية من الصعوبات لا بل التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والكبيرة للمحافظة على بقائها وقدرتها على الاستمرار، الأمر الذي يجبر الشركات على تحسين أدائها وتقديم أفضل ما لديها.