اللعبة التي تدور بين النظام الإيراني وأوروبا هي أن تحتفظ أوروبا بالحد الأدنى من ردّة الفعل تجاه الإرهاب الإيراني حفظاً لماء الوجه، وأن يُصعِّد النظام الإيراني قمعه على شعبه لعل وعسى تهدأ ثورة الشعب وتمرّ بسلام على النظام، إنها صفقة واضحة.
ما تقدّمه أوروبا للشعب الإيراني، الذي يموت منه يومياً ثوّار شرفاء يدافعون عن حقوقهم، مقابلٌ مضحك بل ومُخزٍ قياساً بادّعاء أوروبا أنها نصيرة حقوق الإنسان وقياساً بحجم التضحيات التي يقدّمها الشعب الإيراني، فأوروبا بإمكانها أن تقدّم أكثر من ذلك لكنها تتمنّع وتكتفي بإجراءات لا تتناسب أبداً مع ما يجري في الواقع الإيراني.
ففي إيران، وجّهت السّلطات الإيرانية الاتهام بقضايا ملفقة، تصل بعضها لحكم الإعدام، لنحو 800 متظاهر بحجّة ضلوعهم في «أعمال شغب وقعت مؤخراً» في محافظات هرمزكان وأصفهان ومركزي، وفق موقع ميزان أونلاين التابع للسلطة القضائية ووكالات محلية.
وبحسب أرقام القضاء الإيراني، تم توجيه الاتهام إلى أكثر من 2200 شخص، نصفهم في طهران، منذ بدء الاحتجاجات قبل شهرين.
وتشير منظّمات تُعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان خارج إيران إلى أن حصيلة التوقيفات تخطّت 15 ألفاً، ما تنفيه السلطات الإيرانية.
ونقل موقع «ميزان» عن المدّعي العام في محافظة هرمزكان إعلانه الأحد توجيه الاتّهام إلى 164 شخصاً «متّهمين (بالضلوع) في أعمال الشغب الأخيرة». (العربية)
فماذا فعلت أوروبا؟
سحبت السفراء؟ نصحت رعاياها بالخروج من طهران؟ قطعت العلاقات؟ أبداً، ومع ذلك إيران تتظاهر بالغضب من أوروبا كي يظهر بأن ما تقوم به شديدٌ ومؤثر!!
فقد وجّه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني انتقادات لاذعة، للمستشار الألماني أولاف شولتس، واصفاً تصريحاته التي تعهّد فيها فرض عقوبات أوروبية على طهران لقمعها الاحتجاجات، بأنها «تدخّلية واستفزازية وغير دبلوماسية».
لاحِظوا مجرّد تصريحات وتعهّدات وحتى اللحظة لم يحدث شيء وإيران تتظاهر بأنها غضبانة.
وهاجم في الوقت نفسه كنعاني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على استقباله ناشطات إيرانيات بينهنّ رويا بيري، ابنة مينو مجيدي، التي قُتلت بنيران قوات الأمن في مدينة كرمانشاه غرب إيران. أما ماكرون فاستقبل سيدات إيرانيات وشجعهنّ وقال كلمات تشجيعية في حقهنّ أغضبت النظام الإيراني، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كنعاني قوله إن لقاء ماكرون الناشطات الإيرانيات يشكّل «انتهاكاً لمسؤوليات فرنسا الدولية في مكافحة الإرهاب وأعمال العنف وترويجاً لهذه الظواهر المشؤومة». وأشاد ماكرون خلال اللقاء بـ«الثورة التي يقُدنها»، وأكد أن فرنسا تكنّ «الاحترام والتقدير» لما يقمن به. (الشرق الأوسط)
لاحظتم حجم الدعم المقدّم للشعب الإيراني؟ استقبال لأهالي الضحايا وقليل من التصريحات!!
لم يَحظَ نظام فاسد إجرامي إرهابي قمعي بدعم غربي كما حظي به النظام الإيراني، محاولات التعتيم على جرائمه، معالجة أخطائه، التهوين من خطره، الإيهام بالقدرة على احتوائه، الترويج بأن به أجنحة معتدلة بالإمكان مساعدتها، كل ذلك سقط عند أقدام الشعب الإيراني الذي كشف حقيقة النظام للعالم، وأجبر أوروبا على أن تستحي على دمها وتُقلّل من دعمها لهذا النظام.
ما يفعله النظام الإيراني هو حرب على شعبه بكل ما تعني الكلمة، قتل في الشارع، وسحل واعتقال وتعذيب وإعدام، أين سمعتم على أحكام إعدام تطال 800 شخص إلا عند هذا النظام؟ وما تفعله أوروبا هو دعم غير مباشر يناقض كل ما تدّعيه عن الحرّية وحقّ الشعوب وحقوق المرأة وغيرها.. إنه النفط الإيراني والصفقات الإيرانية، تلك هي التي تُحدّد مصداقية الدفاع عن حقوق الإنسان.
{{ article.visit_count }}
ما تقدّمه أوروبا للشعب الإيراني، الذي يموت منه يومياً ثوّار شرفاء يدافعون عن حقوقهم، مقابلٌ مضحك بل ومُخزٍ قياساً بادّعاء أوروبا أنها نصيرة حقوق الإنسان وقياساً بحجم التضحيات التي يقدّمها الشعب الإيراني، فأوروبا بإمكانها أن تقدّم أكثر من ذلك لكنها تتمنّع وتكتفي بإجراءات لا تتناسب أبداً مع ما يجري في الواقع الإيراني.
ففي إيران، وجّهت السّلطات الإيرانية الاتهام بقضايا ملفقة، تصل بعضها لحكم الإعدام، لنحو 800 متظاهر بحجّة ضلوعهم في «أعمال شغب وقعت مؤخراً» في محافظات هرمزكان وأصفهان ومركزي، وفق موقع ميزان أونلاين التابع للسلطة القضائية ووكالات محلية.
وبحسب أرقام القضاء الإيراني، تم توجيه الاتهام إلى أكثر من 2200 شخص، نصفهم في طهران، منذ بدء الاحتجاجات قبل شهرين.
وتشير منظّمات تُعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان خارج إيران إلى أن حصيلة التوقيفات تخطّت 15 ألفاً، ما تنفيه السلطات الإيرانية.
ونقل موقع «ميزان» عن المدّعي العام في محافظة هرمزكان إعلانه الأحد توجيه الاتّهام إلى 164 شخصاً «متّهمين (بالضلوع) في أعمال الشغب الأخيرة». (العربية)
فماذا فعلت أوروبا؟
سحبت السفراء؟ نصحت رعاياها بالخروج من طهران؟ قطعت العلاقات؟ أبداً، ومع ذلك إيران تتظاهر بالغضب من أوروبا كي يظهر بأن ما تقوم به شديدٌ ومؤثر!!
فقد وجّه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني انتقادات لاذعة، للمستشار الألماني أولاف شولتس، واصفاً تصريحاته التي تعهّد فيها فرض عقوبات أوروبية على طهران لقمعها الاحتجاجات، بأنها «تدخّلية واستفزازية وغير دبلوماسية».
لاحِظوا مجرّد تصريحات وتعهّدات وحتى اللحظة لم يحدث شيء وإيران تتظاهر بأنها غضبانة.
وهاجم في الوقت نفسه كنعاني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على استقباله ناشطات إيرانيات بينهنّ رويا بيري، ابنة مينو مجيدي، التي قُتلت بنيران قوات الأمن في مدينة كرمانشاه غرب إيران. أما ماكرون فاستقبل سيدات إيرانيات وشجعهنّ وقال كلمات تشجيعية في حقهنّ أغضبت النظام الإيراني، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كنعاني قوله إن لقاء ماكرون الناشطات الإيرانيات يشكّل «انتهاكاً لمسؤوليات فرنسا الدولية في مكافحة الإرهاب وأعمال العنف وترويجاً لهذه الظواهر المشؤومة». وأشاد ماكرون خلال اللقاء بـ«الثورة التي يقُدنها»، وأكد أن فرنسا تكنّ «الاحترام والتقدير» لما يقمن به. (الشرق الأوسط)
لاحظتم حجم الدعم المقدّم للشعب الإيراني؟ استقبال لأهالي الضحايا وقليل من التصريحات!!
لم يَحظَ نظام فاسد إجرامي إرهابي قمعي بدعم غربي كما حظي به النظام الإيراني، محاولات التعتيم على جرائمه، معالجة أخطائه، التهوين من خطره، الإيهام بالقدرة على احتوائه، الترويج بأن به أجنحة معتدلة بالإمكان مساعدتها، كل ذلك سقط عند أقدام الشعب الإيراني الذي كشف حقيقة النظام للعالم، وأجبر أوروبا على أن تستحي على دمها وتُقلّل من دعمها لهذا النظام.
ما يفعله النظام الإيراني هو حرب على شعبه بكل ما تعني الكلمة، قتل في الشارع، وسحل واعتقال وتعذيب وإعدام، أين سمعتم على أحكام إعدام تطال 800 شخص إلا عند هذا النظام؟ وما تفعله أوروبا هو دعم غير مباشر يناقض كل ما تدّعيه عن الحرّية وحقّ الشعوب وحقوق المرأة وغيرها.. إنه النفط الإيراني والصفقات الإيرانية، تلك هي التي تُحدّد مصداقية الدفاع عن حقوق الإنسان.