أصبحنا في حيرة من أمرنا ونحن نعيش وسط هذا الكم الرهيب من المتناقضات في وسطنا الرياضي الذي يعاني من تباطؤ مسيرته التطويرية بسبب هذه المتناقضات !

ففي الوقت الذي « يتباكى « فيه الأغلبية من شح الموارد المالية وبالأخص في الأندية الرياضية نسمع عن نوايا مستقبلية بتكرار تخفيض موازنات هذه الأندية عوضا عن زيادتها بما يتماشى مع ما يسمى بالخطط والاستراتيجيات التطويرية !

وفي الوقت الذي تنعم فيه بعض الرياضات بموارد مالية ومخصصات مجزية نجد بقية الرياضات وبالأخص تلك التي تتمتع بشعبية كبيرة وتندرج تحت الرياضات الأولمبية تعاني من نقص الدعم المادي وهو ما يؤثر سلبا على تطورها وحتى نتائجها الميدانية .

وفي الوقت الذي نتحدث فيه عن أهمية السياحة الرياضية نجد أنفسنا في معاناة من ندرة المنشآت الرياضية التي تتماشى مع هذا الطموح وتجعلنا محطة عالمية تتوافد عليها المنتخبات المونديالية .

نتحدث كثيرا عن الاحتراف كمدخل رئيسي لتحقيق طموحاتنا الأولمبية و المونديالية بينما نحن نعاني من نقص الثقافة الاحترافية بمعناها الحقيقي ولا نرى في محيطنا الرياضي من مظاهر الاحتراف سوى القيمة المادية للعقود ولا نرى في ملاعبنا سوى أسماء أجنبية بلا فاعلية ولا وجود لأي إضافة أو بصمة فنية مميزة.

نتحدث كثيرا عن أهمية الاهتمام بالمواهب الوطنية الشابة بينما تعيش مسابقات الفئات العمرية الكروية حالة من عدم الاستقرار بسبب شح الملاعب وشح الموارد المالية المخصصة لها في الأندية التي تضطر لاختيار الأرخص قيمة مالية من المدربين للإشراف على هذه الفئات..!

في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد الأكاديميات الكروية الخاصة لا نجد أي مخرجات إيجابية من هذه الأكاديميات لرفد الأندية أو المنتخبات ولا ندري إن كان هدف هذه الأكاديميات ماديا وتجاريا أم إنه إلى جانب ذلك هدفا وطنيا يساهم في منظومة التطوير المنشودة .

نتحدث كثيرا عن أهمية التحفيز المادي والمعنوي لرفع درجة إثارة المسابقات المحلية بينما تعاني أغلب مسابقاتنا الجماعية من الدعم المادي السخي الأمر الذي يزيد من معاناة الأندية وبالأخص الأندية الأبطال الذين يتحملون أعباء التكريم المادي مع نهاية كل موسم !

نتحدث كثيرا عن أهمية التخصص وعن تطبيق قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب وعن جهود الأكاديمية الرياضية في تخريج الكوادر الوطنية المتخصصة ، بينما نجد غالبية هؤلاء المتخرجين خارج أسوار الاتحادات والأندية التي تفضل عليهم من تراه يتناسب مع أهوائها !

متناقضات عديدة نعيشها في منظومتنا الرياضية لو استطعنا أن نقضي عليها ستجد قاطرتنا الرياضية طريقها السالك نحو التطور واللحاق بركب المتقدمين ...