أسدل الستار على الانتخابات، فاز من فاز، وخسر من خسر، لكن الأهم أننا عرفنا الوجوه التي وصلت، ومن سيكون على عاتقه مسؤولية حمل الأمانة التي وضعها الناس فيهم، ومن سيكون «صادقاً» في تمثيله للناخبين.

وعليه فإن اليوم يشهد مرحلة جديدة من العمل الوطني، إذ هناك عناصر جديدة، وأخرى تمد التجديد لها بثقة الناس، وعلى هذه العناصر مسؤولية «تحقيق الوعود» التي تقدموا بها للناس كشعارات انتخابية، بالتأكيد كثير منها لامس هموم الناس وكثير منها شارك الناس تطلعاتهم بشأنها، إذ يعرف دائماً عن أي انتخابات في أي بقعة من العالم، أن شعاراتها تكون مصوغة بأسلوب يصل مباشرة إلى قلوب الناس بملامسته حاجاتهم ورغباتهم.

اليوم نقولها بشكل صريح ومباشر، وبأسلوب لا ينبغي أن يزعج أي فائز في هذه الانتخابات من الواصلين إلى الكراسي؛ إذ اليوم تبدأ مسيرة «تسديد النواب لديون الناس» عليهم، وديون المواطن للنائب هي صوته وثقته ومنحه الفرصة له ليكون «أهلاً» لما وعد الناس به.

في التجارب السابقة شهدنا حالات عديدة لمترشحين حينما وصلوا إلى المجلس كنواب بفضل أصوات الناس، شهدنا كيف يتغيرون ويتبدلون، سواء في اللهجة والخطاب، أو في الاهتمامات والتركيز، وكيف تختفي بعض الشعارات، وينقرض كثير من الوعود، طبعاً لا تنسوا أيضاً تبدل كثير من أرقام الهواتف التي كانت مفتوحة على مدار الساعة وقت الدعاية الانتخابية وأيام التصويت.

كل نائب وصل إلى الكرسي في رقبته «ديون» هي وعوده ومشاريعه للناخبين. هذه الوعود والمشاريع هي التي قلت للناس عنها إنها «خريطة عمل» لكل واحد منكم، ومن ثم يجب أن تبدأوا بالعمل عليها وتنفيذها بـ»الحرف الواحد»، وإلا لا يوجد أكذب من شعار يوضع لكسب ثقة الناس، ثم عندما يحقق الهدف منه ننساه ونلغيه، بل بعضهم يرميه بعيداً جداً.

من وعد الناس بتحسين أوضاعهم، ابدأ عملك بناءً على هذا الأساس. ومن وعدهم بحلول لمشاكل مجتمعية يتشارك الجميع همهم، مثل البطالة وتحسين الخدمات وغيرها ابدأ بالعمل عليها فوراً. ومن «ضرب صدره» وقال إنه سيتصدى لأي ظاهرة فيها شبهات فساد، الآن وقت فرد العضلات والبدء في تحقيق ذلك بالفعل لا القول.

صوت الناس لم يذهب لصناديق الاقتراع حتى نؤدي واجباً ونكمل وصول 40 شخصاً إلى كراسي البرلمان، ليس هذا الواجب والهدف من ذلك كله؛ بل الهدف هو إيصال كفاءات وأشخاص ثقات يعملون لأجل الناس ولأجل هذا الوطن، وطبعاً يقدمون عملاً يمكن أن يقاس ويلاحظ ويدرك، عبر تأثيراته الإيجابية وتحقيقه حلولاً للمشاكل المختلفة، ونجاحه في تحقيق الوعود والشعارات التي قدمت للناس.

بانتظار بدء عملكم، وبانتظار تحقيقكم وعودكم للناس، ومن صوت لكم يتوسم فيكم الخير والصلاح، فلا تخذلوه، وأثبتوا له أنكم أهل للمسؤولية وأنكم ممن يستحقون وصفهم بنفس صفات أزكى الخلق والبشر رسولنا الكريم صلوات الله عليه، الرجل الذي أسماه أعداؤه «الصادق الأمين»، فما بالكم بأتباعه المخلصين؟

رجاء باسم كل من صوت وانتخب، كونوا صادقين مع ناخبيكم، كونوا أمناء على مصلحة هذا الوطن الغالي.