أعلن بعض نواب المجلس النيابي مؤخراً ترشحهم للمناصب الثلاث الأولى في المجلس وهذا أمر معتاد يحدث في كل دورة جديدة. لكن المستغرب هو تعليقات البعض حول هذه الخطوة التي أقدم عليها النواب. فمثلاً يقول أحدهم «بعد ما كانوا يترجون المواطن علشان صوته الحين يركضون وراء المناصب» وآخر يقول «ظهرت النوايا وبان الطمع» وآخرون تحسبوا وكادوا أن يشتموا.

وهذه التعليقات تأتي من ضمن اعتقاد سائد في أذهان البعض بأن على النائب أن يكون بدون طموح وأيضاً أن يكون خادماً مطيعاً لكل صغير وكبير ليلاً ونهاراً وشخصاً زاهداً في الراتب والامتيازات. بالمختصر يعتقدون أن النائب -وهو بشر- يجب أن يتحلى بصفات أقرب لصفات الملائكة.

ومن جانب آخر تدل التعليقات أيضاً على حالة الغيرة والحسد التي يعاني منها البعض وتظهرها وسائل التواصل للعلن بشكل مقزز يومياً. وهي تؤكد وجود عدد من الذين يفترضون سوء النية دائماً.

والمعلوم أن نظام المجلس النيابي يسمح لأي عضو أن يترشح للمناصب الرئيسة في المجلس لذلك من يرى في نفسه الكفاءة والقدرة فله الحق في ترشيح نفسه. وكل من رشحوا أنفسهم حتى الآن لديهم ما يشفع لتبوء أحد المناصب القيادية في المجلس الجديد فمنهم صاحب خبرة نيابية سابقة وتجربة ناجحة في خدمة الناس ومنهم من يقف خلفه الآلاف من أبناء دائرته ويحظى بتقدير كبير في المجتمع ومنهم من لديه طموح مشروع أن يكون ذا منصب قيادي في المجلس ويحركه حماس الفوز في الانتخابات.

ورداً على من يعترض على إعلان ترشح بعض النواب للمناصب الثلاث فنقول له إنه لا يشير هذا الفعل على وجود طمع أو أهداف شخصية وإنما يعتبر تسلسلاً طبيعياً ومتعارفاً عليه في عملية تشكيل المجلس. وإن وجدت ملامح للأهداف الشخصية كالرغبة في الحصول على مكافأة مالية أكبر ووجاهة اجتماعية أكثر بريقاً فلا بأس أن تتوافق الأهداف الشخصية مع الأهداف العامة فالعبرة في النتيجة وسرعان ما سوف ينكشف المرء «الطماع» والمرء الذي يوازن بين مصلحته والمصلحة العامة.

وهل يريد المنتقدون أن يكون المجلس بلا رئيس مثلاً؟

عموماً، نتمنى أن يحقق المجلس القادم للناس بعض أمانيهم وأن يسعى لإيصال صوتهم وقضاياهم بشكل أفضل بغض النظر عمن سيكون رئيساً أو نائباً للرئيس. وهنيئاً مقدماً لمن سيفوز بالمواقع القيادية في المجلس النيابي.