اكتمل المشهد الختامي بعد أن تشكَّلت الحكومة الجديدة، وبعد معرفة الفائزين بمقاعد المجلس النيابي، لتقترب وتكتمل الصورة تماماً، وهي الحديث عن ضرورة بناء المستقبل على أكتاف شبابه المخلصين، سواء من خلال هذه التشكيلات الشبابية التي شاهدناها، أم من خلال المواطنين بشكل عام، حيث إن لكل مواطن صوتاً، كما لكل مسؤول أو نائب صوت لا يقل عنه أهمية.

اليوم، وبعد أن استقرت التشكيلة الوزارية النهائية، ومعرفة كافة أعضاء المجلسين أيضاً، يمكن لنا الحديث بهدوء عمَّا يمكن له أن يخلق فرصاً تكاملية بين الحكومة ومجلس النواب تحديداً. وأن تكون علاقتهما علاقة تكاملية، وليست علاقة مواجهة. نعم، قد نؤمن بالاختلاف في بعض وجهات النظر بين السلطتين، لكن كل هذا لا يعني أن تُختلق حالة من الاحتراب والتنافر والصراع غير المبرر بينهما، وإنما يجب أن يكون الاختلاف يصب في مصلحة الوطن والمواطنين بالدرجة الأولى والثانية والثالثة.

نحن كمواطنين، نراهن على هذا المجلس وعلى الخامات الشبابية التي تمثله وتمثلنا، كما نراهن في الجانب الآخر على الخامات الشابة من الوزاراء والوكلاء وبقية المسؤولين في الدولة، ليكون العمل «شاباً» من خلال كل هذه العناصر الشابة. العناصر التي تمتلك وهج الشغف والجدية والعطاء والسير الحثيث نحو فكرة «المستقبلية» لأجل البناء والعطاء.

كما ذكرنا في مقالنا السابق بعد فوز النواب بمقاعد المجلس النيابي، بأنه ذهبت «سكرة» ونشوة الفوز، لتأتي فكرة العمل والعطاء والجدية، وهذا الوعي يجب أن يتجدد اليوم مع اكتمال عقد نِصَاب السلطتين، التنفيذية والتشريعية، وبعدها لا عذر لكل متكاسل أو متذمر، لأنْ لا خيار للجميع سوى النظر لمصلحة هذا الوطن، وذلك بعيداً عن الشعارات والوعود غير الحقيقية، إذ لا مجال عند هؤلاء وهؤلاء سوى العمل المشترك وفق المصلحة المشتركة والرؤية المنسجمة مع المصلحة العليا.

نتمنى كل التوفيق لأعضاء السلطتين، كما نطالبهم أن يبذلوا قصارى جهدهم وأكثر من أجل البحرين ومستقبل البحرين وشعب البحرين، وأن يكون القسم الذي أقسم به الجميع بعد اختيارهم، هو الضمير الوطني الحيّ والحرّ الذي يجب أن يمتد معهم للأعوام الأربعة القادمة، وهذا هو ما نأمله وما نراهن عليه، لأن سواعد شبابنا هي سر تقدمنا، وبناء مستقبلنا.