بداية لا بد لنا من أن نبارك لأنفسنا وللأشقاء في المملكة المغربية بالفوز التاريخي الذي حققه المنتخب المغربي وتأهله، كأول منتخب عربي، إلى ربع نهائي في مونديال كأس العالم 2022.الفوز الكبير الذي حققه المنتخب المغربي على نظيره الإسباني، يوم الثلاثاء الماضي يعكس ما يحققه شبابنا العربي، إذا ما توافرت لهم الإمكانات والرعاية والاهتمام والدعم، لتحقيق نتائج تضاهي أفضل دول العالم.ما حققه شباب المغرب أدخل الفرحة إلى كل بيت عربي، من الخليج إلى المحيط، وعكس بجلاء حقيقة مشاعرنا التي تجاوزت الحدود وتخطت خلافاتنا السياسية واختلافاتنا الدينية والعرقية.مسيرات الفرح التي خرجت في شوارع المنامة وجدت صدى لها في الكويت وعمّان والقاهرة والجزائر. وفي كل عاصمة عربية، حيث اتشح الجميع بالعلم المغربي مرددين هاتفاً واحداً يحيي أسود الأطلسي، الذين أثبتوا فعلاً أننا قادرن على مقارعة الكبار والانتصار عليهم.الانتصار المغربي في المونديال يفتح أمامنا المجال للحديث عن إمكانات وقدرات شبابنا العربي، ليس في الرياضة فحسب، بل في كل المجالات، فما يملكه الشباب من طموح وعلم ورغبة في تحقيق الذات وخدمة أوطانهم هو المفتاح الرئيس لأي إنجاز إذا ما توافرت لهم الظروف المناسبة.وبمناسبة الحديث عن الشباب، لا بد لنا من تسجيل الفخر والاعتزاز بما حققه ويحققه الشباب البحريني من إنجازات محلية وإقليمية ودولية، والتي لم يكن لها أن تتحقق لولا الدعم والمساندة والثقة التامة التي يوليها جلالة الملك المعظم لأبنائه الشباب، وإيمان جلالته المطلق بقدراتهم وإبداعاتهم.واليوم ونحن على بعد أيام من انطلاق الفصل التشريعي السادس لا بد من أن نستذكر كلمات جلالة الملك المعظم في افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الخامس، والتي أكد فيها جلالته إيمانه وثقته المطلقة بأبنائه الشباب، حيث قال جلالته: «ومن منطلق إيماننا بأن أبناءنا وبناتنا من الشباب البحريني المنجز والطموح مصدر ثرائنا ورهاننا المضمون للمستقبل الواعد، فقد جعلنا مسألة تمكين الشباب أولوية وطنية لتحفيز مشاركتهم الفعالة كقوة عمل وبناء تساهم في التطوير الإيجابي لنهضتنا الوطنية وفق أهداف التنمية المستدامة بمسؤولية وتكافؤ حقيقيين».الثقة بالشباب البحريني انعكست على كافة مناحي حياتنا، وخصوصاً بعد تبني الحكومة برنامجاً وطنياً داعماً لتمكين الشباب في مختلف القطاعات الحكومية والأهلية، وهو ما انعكس بشكل جلي في تشكيلة الحكومة الأخيرة، حيث كان للشباب النصيب الأوفر من المقاعد الوزارية، إلى جانب وجودهم الفعلي في مختلف المناصب الحكومية.وذات الثقة بقدرة وإمكانات الشباب آمن بها أيضاً المجتمع البحريني بكافة تلاوينه وأشكاله، وهو ما انعكس على تركيبة السلطة التشريعية، حيث نجح عدد من الشباب في انتزاع ثقة المجتمع ليكونوا ممثلين عنه في مجلس النواب والمجالس البلدية.إضاءةتحية لشبابنا في كل مكان، صناع اليوم وأمل المستقبل.