أول أعمال السلطة التشريعية من بعد انتخاب رئيس البرلمان ومن بعد تشكيل لجنة الرد على الخطاب الملكي ستعرض عليكم الحكومة برنامجها لتقروه، لذا نتمنى من السادة النواب وأعضاء الشورى الجدد أن يبدؤوا بقراءة مضابط الجلسات السابقة ومضابط اجتماعات اللجان السابقة في هذا الاختصاص ويقرؤوا اللائحة الداخلية جيداً كي لا يبدؤوا من الصفر، فمن خلالها ستعلمون أين أوجه النقص والتقصير وأين أحسن النواب والأعضاء السابقون فلقراءة البرنامج الحكومي أسس بعضها جرى عليها خلاف وبعضها تم الاتفاق عليه مثل هل تقدم الحكومة الخطوط العريضة أم تقدم التفاصيل في عرضها للبرنامج؟ وهل تكتفي الحكومة بالتفاصيل الواردة في مشروع الميزانية عن إيرادها في البرنامج؟ وهو المشروع الذي سيلي عرض البرنامج، أم أن عرض البرنامج بذاته لابد أن يحوي على التفاصيل؟ هذا جدل أعيد أكثر من مرة لأن الحكومة تعودت أن تقدم الخطوط العريضة جداً جداً، والعناوين فقط كبرنامج وتترك التفاصيل لتناقش أثناء مراجعة الميزانية لإقرارها.
هذان العرضان يعتبران من أهم الأعمال النيابية والاستعداد لهما يجب أن يكون على درجة من الاطلاع والمعرفة لمناقشتهما مناقشة العارف الفاهم وهما يأتيان في بداية الفصول التشريعية والأعضاء الجدد مزهوين بانتصاراتهم وبجلوسهم على الكرسي وعدم تعودهم الجلوس مع الوزراء وجهاً لوجه فتجري المناقشات دائماً على استحياء وخجل.
في الدول الديمقراطية لجنة الميزانية ضمن اللجان الثابتة لأن عملها يتواصل طوال الفصل التشريعي لا حين إقرار المشروع فقط من اللجنة المالية كما هو الحال عندنا، فمراقبة أوجه الصرف وتقييم سير العمل من السلطة النيابية لا ينتهي بالإقرار فحسب.
على العموم تطوير الأداء الرقابي في يدكم ورفع مستوى النقاش والمساءلة في يدكم والارتقاء بالعمل النيابي في يدكم، قصة الأداء المسرحي في الجلسات العامة والاستهانة بعمل اللجان عملية مكشوفة جداً ولم تعد تؤتي أكلها والناس لفظتها، نحن اليوم بصدد تقييم الأداء المهني لكيفية استخدامكم سلطاتكم بما يخدم المصلحة العامة، فإن وافقتم فلا توافقوا إلا بعد السؤال والتمحيص وإن رفضتم فبرروا رفضكم كما تبررون موافقتكم للناخبين الذين أوصلوكم.
كونوا صرحاء مع الناس ودعوا عنكم دغدغة مشاعر الناس واللعب على عواطفهم، فالمواطن يحترم من يملك جرأة شرح موقفه وقراره -أياً كان الموقف- أكثر مما يحترم من يدعي حبه والخوف عليه دون أن يقدم له بديلاً.
نتمنى أن نرى استخداماً راقياً عالي المستوى للأدوات الرقابية ليس فيه استعجال للنتائج وتسابق على الظهور وليس فيه استهانة بعقول الناس، إنما استخدام شجاع يملك جرأة الاعتراض والشرح الوافي الذي يكسب فيه عقول الناس قبل قلوبهم.
هنا هو امتحانكم الذي عليكم أن توازنوه مع طلبات أبناء دائرتكم والتي تحثكم على بذل جهود فيما لا يعنيكم ولا يخصكم كما جرت العادة، وأنتم بين نارين نار استرضاء من صوت لكم ونار عدم الاختصاص، فلا ينتهي بكم المطاف نواب خدمات تقفون على أبواب الوزراء تطالبونهم بما لا يعنيكم ويؤثر ذلك على اختصاصكم الرقابي الأصيل.
وفقكم الله لما فيه خير وصلاح البحرين وأهلها.
{{ article.visit_count }}
هذان العرضان يعتبران من أهم الأعمال النيابية والاستعداد لهما يجب أن يكون على درجة من الاطلاع والمعرفة لمناقشتهما مناقشة العارف الفاهم وهما يأتيان في بداية الفصول التشريعية والأعضاء الجدد مزهوين بانتصاراتهم وبجلوسهم على الكرسي وعدم تعودهم الجلوس مع الوزراء وجهاً لوجه فتجري المناقشات دائماً على استحياء وخجل.
في الدول الديمقراطية لجنة الميزانية ضمن اللجان الثابتة لأن عملها يتواصل طوال الفصل التشريعي لا حين إقرار المشروع فقط من اللجنة المالية كما هو الحال عندنا، فمراقبة أوجه الصرف وتقييم سير العمل من السلطة النيابية لا ينتهي بالإقرار فحسب.
على العموم تطوير الأداء الرقابي في يدكم ورفع مستوى النقاش والمساءلة في يدكم والارتقاء بالعمل النيابي في يدكم، قصة الأداء المسرحي في الجلسات العامة والاستهانة بعمل اللجان عملية مكشوفة جداً ولم تعد تؤتي أكلها والناس لفظتها، نحن اليوم بصدد تقييم الأداء المهني لكيفية استخدامكم سلطاتكم بما يخدم المصلحة العامة، فإن وافقتم فلا توافقوا إلا بعد السؤال والتمحيص وإن رفضتم فبرروا رفضكم كما تبررون موافقتكم للناخبين الذين أوصلوكم.
كونوا صرحاء مع الناس ودعوا عنكم دغدغة مشاعر الناس واللعب على عواطفهم، فالمواطن يحترم من يملك جرأة شرح موقفه وقراره -أياً كان الموقف- أكثر مما يحترم من يدعي حبه والخوف عليه دون أن يقدم له بديلاً.
نتمنى أن نرى استخداماً راقياً عالي المستوى للأدوات الرقابية ليس فيه استعجال للنتائج وتسابق على الظهور وليس فيه استهانة بعقول الناس، إنما استخدام شجاع يملك جرأة الاعتراض والشرح الوافي الذي يكسب فيه عقول الناس قبل قلوبهم.
هنا هو امتحانكم الذي عليكم أن توازنوه مع طلبات أبناء دائرتكم والتي تحثكم على بذل جهود فيما لا يعنيكم ولا يخصكم كما جرت العادة، وأنتم بين نارين نار استرضاء من صوت لكم ونار عدم الاختصاص، فلا ينتهي بكم المطاف نواب خدمات تقفون على أبواب الوزراء تطالبونهم بما لا يعنيكم ويؤثر ذلك على اختصاصكم الرقابي الأصيل.
وفقكم الله لما فيه خير وصلاح البحرين وأهلها.