المكان غير المكان والزمان غير الزمان، هنا بدأت في الرياض ملامح القوة والشجاعة والحكمة والتخطيط لمستقبل أجيال قادمة من دول مجلس التعاون الخليجي.
نعم سيكون اللقاء التاريخي الصيني السعودي والصيني الخليجي والصيني العربي، نعم دول المجلس تنظر إلى الطريق الصحيح، الطريق الواعد، ومن حق دول المجلس أن تخلع عباءتها القديمة وترتدي عباءة الرؤية المباركة لمستقبل واعد يكفل لأبناء وشعوب المجلس التنوع في كل الاتجاهات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، مع دولةٍ أثبتت للعالم مكانتها الاقتصادية والصناعية فكانت تسابق عقارب الساعة، ومع اجتياح آفة الكورونا لهذا البلد الذي انطلقت هذه الآفة منه، إلا أنها لم تتوقف عن البناء والتطوّر والنماء، إنها جمهورية الصين الشعبية الشريك الاستراتيجي القادم لدول المجلس بل للدول العربية.
لقد مرت بالدول العربية سنوات عجاف اجتاحتها أمريكا بشرارة الربيع العربي التي قلبت الموازين على عقب ومهّدت لعدو الأمتين العربية والإسلامية وهي إيران، واحتلال العراق وسوريا ولبنان، والتدخل في شؤون اليمن بمساعدة ميليشيات إرهابية وهي الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان، وأنشأت الحشد الشعبي في العراق.
لقد ذاق الشارع العربي الأمرّين من أمريكا، بدءاً من عام 1979 سنة تسليم إيران إلى الخميني وزمرته ملالي إيران الفاسدة، والذين عاثوا في الأرض فساداً وقتلوا الأبرياء واعتقلوا الإعلاميين واعتدوا على النساء، حتى ذاق الشعب الإيراني منهم ويلات يليها دمار، فقامت المظاهرات التي تطالب بسقوط هذه الثورة الإرهابية، وقبلها القاعدة وزعيمها بن لادن، ثم الدواعش وزعيمهم البغدادي.
الآن هناك اتجاهات عدة في خليجنا العربي بعد عودة العلاقات من جديد، هناك توجهات لأن نكون خليجاً عربياً جديداً، خليجاً معاصراً، خليجاً به كل المقومات الصناعية ويعتمد على اقتصاد قوي تحتاجه كل الدول. بإذن المولى القدير ستُكلّل هذه القِمم الثلاث بالتوفيق والنجاح، في ظل قيادة ملوك وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي.
كاتب ومحلل سياسي