في العنوان أعلاه نوعان من أنواع كثيرة، لكنهما النوعان الأشهر، وأيضاً هما النوعان الأخطر. فأي نوع من المسؤولين أنت؟!
أحد النوعين للأسف يعتبر الظاهرة السائدة، وهي الظاهرة التي تجعل العملية الإدارية تنحرف، وبموجب هذا الانجراف تسود مظاهر الظلم والإجحاف وغياب العدالة وظلم البشر، وأيضاً تجد انهياراً للعمل وفشلاً في تحقيق الأهداف، لأن «السمع» وحده لا يكفي، خاصة لو كانت الآذان مفتوحة لمن يريد إقحام أي شيء فيها يخدم مصلحته.
مسؤول «الأذون» كما نقولها باللهجة البحرينية، هو ذاك الجالس في كرسيه، ولا يعرف شيئاً عما يدور في قطاعه والبشر العاملين فيه إلا من خلال «السمع» وعبر ما يُنقل إليه من مقربين أو حاشية أو أتباع. والكارثة حينما يسلم بما ينقل دون تحقيق أو تدقيق أو تأكد.
إن كان لدينا «مسؤول أذون» يعمل بهذه الطريقة، وتحصل بأن يتواجد حوله متمصلحون ومستفيدون، فثق تماماً بأن هذا المسؤول سيتحول إلى مسؤول «بلا عيون»، لأنه لا يعرف تماماً حقيقة ما يحصل، وسيتخذ قرارات بناء على ما ينقل إليه، والخطر أن يكون ما ينقل إليه خاطئاً كاذباً مظللاً.
في مثل هذه الوضعيات ستجد أن حول هذا المسؤول ستحوم «ضباع بشرية»، ستفهم أولاً تركيبة المسؤول، وأنه لا يحب أن يتحرّك بنفسه ويجول في أرجاء قطاعه ويتحدث للموظفين مباشرة، ويسألهم عن أحوالهم وأوضاعهم المهنية، بل قد لا يعرف عن نتائج عمل قطاعه إلا عبر ما تزوده به تلك «الضباع». ولماذا أقول «ضباع»؟! لأن المسؤول لو اكتفى في معرفة الحقائق على من حوله دون التحقق بنفسه، فإنه بالضرورة سيكون «فريسة» لمن يريد استغلاله أو تضليله، أو لمن يريد تنفيذ أجندات بحق آخرين عبر إيقاع الظلم بهم والتضييق عليهم.
كلنا نعرف القصة الشهيرة للخليفة الراشد المبشر بالجنة، الرجل القوي العادل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والتي تحكي عن تخفيه ليلاً بملابس لا تكشف هويته وتجوله بالليل متفقداً أوضاع الناس، حينما سمع أمّاً تقول لابنتها اخلطي الماء باللبن حتى تزيد الكمية، فردت البنت بأن عمر بن الخطاب نهى عن ذلك، فقالت الأم وأين عمر الآن؟! فردت البنت: إن كان عمراً لا يراك فرب العالمين يراك. هنا عمر علم بهذه الحادثة بنفسه، ولم ينقلها له أحد، سمعها بأذنه المجردة ولم يضعها أحد في أذنه.
لذلك فإن كنت مسؤولاً تسمع، فلا تكن «مسؤول أذون» فقط يضع الكلام فيها ممن هم بقربه، اذهب بنفسك واسمع لجميع الناس. وهذا ما فعله أحد المسؤولين الذين تُروى قصصهم في أدبيات علم الإدارة، إذ حينما مسك القطاع أمر بجمع جميع الموظفين، وطلب خروج كبار المسؤولين، وجلس مع الموظفين وطلب منهم الحديث بحرية ليسمع ويعرف تماماً ما يجول بخاطرهم، وحتى لا يكون عرضة للتضليل من قبل أي مسؤول تحته يحاول «دس» الكلام في أذنه.
طبعاً المسؤول «بوعيون» يفترض أن يكون في موقع أفضل، طالما أنه بنفسه يتابع ويراقب أداء الجميع، ويبدأ أولاً بالمسؤولين تحته مروراً بالعاملين. بل الميزة الأهم أنه يعتمد الحقائق والشواهد التي يراها «بأم عينه»، ولا يعتمد الكلام والنقل الذي قد يشوّه صورة أناس أكفاء من خلال تلكم الضباع.
النصيحة هنا، كن مسؤولاً لديه آذان تستمع للجميع وتعرف الحق من الباطل، وكن مسؤولاً ذا عين ثاقبة تُميز الخبيث من الطيّب.
أحد النوعين للأسف يعتبر الظاهرة السائدة، وهي الظاهرة التي تجعل العملية الإدارية تنحرف، وبموجب هذا الانجراف تسود مظاهر الظلم والإجحاف وغياب العدالة وظلم البشر، وأيضاً تجد انهياراً للعمل وفشلاً في تحقيق الأهداف، لأن «السمع» وحده لا يكفي، خاصة لو كانت الآذان مفتوحة لمن يريد إقحام أي شيء فيها يخدم مصلحته.
مسؤول «الأذون» كما نقولها باللهجة البحرينية، هو ذاك الجالس في كرسيه، ولا يعرف شيئاً عما يدور في قطاعه والبشر العاملين فيه إلا من خلال «السمع» وعبر ما يُنقل إليه من مقربين أو حاشية أو أتباع. والكارثة حينما يسلم بما ينقل دون تحقيق أو تدقيق أو تأكد.
إن كان لدينا «مسؤول أذون» يعمل بهذه الطريقة، وتحصل بأن يتواجد حوله متمصلحون ومستفيدون، فثق تماماً بأن هذا المسؤول سيتحول إلى مسؤول «بلا عيون»، لأنه لا يعرف تماماً حقيقة ما يحصل، وسيتخذ قرارات بناء على ما ينقل إليه، والخطر أن يكون ما ينقل إليه خاطئاً كاذباً مظللاً.
في مثل هذه الوضعيات ستجد أن حول هذا المسؤول ستحوم «ضباع بشرية»، ستفهم أولاً تركيبة المسؤول، وأنه لا يحب أن يتحرّك بنفسه ويجول في أرجاء قطاعه ويتحدث للموظفين مباشرة، ويسألهم عن أحوالهم وأوضاعهم المهنية، بل قد لا يعرف عن نتائج عمل قطاعه إلا عبر ما تزوده به تلك «الضباع». ولماذا أقول «ضباع»؟! لأن المسؤول لو اكتفى في معرفة الحقائق على من حوله دون التحقق بنفسه، فإنه بالضرورة سيكون «فريسة» لمن يريد استغلاله أو تضليله، أو لمن يريد تنفيذ أجندات بحق آخرين عبر إيقاع الظلم بهم والتضييق عليهم.
كلنا نعرف القصة الشهيرة للخليفة الراشد المبشر بالجنة، الرجل القوي العادل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والتي تحكي عن تخفيه ليلاً بملابس لا تكشف هويته وتجوله بالليل متفقداً أوضاع الناس، حينما سمع أمّاً تقول لابنتها اخلطي الماء باللبن حتى تزيد الكمية، فردت البنت بأن عمر بن الخطاب نهى عن ذلك، فقالت الأم وأين عمر الآن؟! فردت البنت: إن كان عمراً لا يراك فرب العالمين يراك. هنا عمر علم بهذه الحادثة بنفسه، ولم ينقلها له أحد، سمعها بأذنه المجردة ولم يضعها أحد في أذنه.
لذلك فإن كنت مسؤولاً تسمع، فلا تكن «مسؤول أذون» فقط يضع الكلام فيها ممن هم بقربه، اذهب بنفسك واسمع لجميع الناس. وهذا ما فعله أحد المسؤولين الذين تُروى قصصهم في أدبيات علم الإدارة، إذ حينما مسك القطاع أمر بجمع جميع الموظفين، وطلب خروج كبار المسؤولين، وجلس مع الموظفين وطلب منهم الحديث بحرية ليسمع ويعرف تماماً ما يجول بخاطرهم، وحتى لا يكون عرضة للتضليل من قبل أي مسؤول تحته يحاول «دس» الكلام في أذنه.
طبعاً المسؤول «بوعيون» يفترض أن يكون في موقع أفضل، طالما أنه بنفسه يتابع ويراقب أداء الجميع، ويبدأ أولاً بالمسؤولين تحته مروراً بالعاملين. بل الميزة الأهم أنه يعتمد الحقائق والشواهد التي يراها «بأم عينه»، ولا يعتمد الكلام والنقل الذي قد يشوّه صورة أناس أكفاء من خلال تلكم الضباع.
النصيحة هنا، كن مسؤولاً لديه آذان تستمع للجميع وتعرف الحق من الباطل، وكن مسؤولاً ذا عين ثاقبة تُميز الخبيث من الطيّب.