لم يعد سراً أن تأثير هذه اللعبة «كرة القدم» في تلاحم الشعوب وذوبان جليد التقاطعات بين الأنظمة يفوق بمراحل جميع مؤتمرات القمم والزيارات المكوكية.
تتجه أنظار العالم والشعوب العربية اليوم نحو العراق الذي يحتضن بطولة كأس الخليج بنسخته «خليجي 25»، وقد راهن الكثير على فشله نظراً لما علق في أذهان البعض من أن العراق غير مؤهل لتنظيم مثل هذا النوع من البطولات بعد غيابه عن الساحة منذ عقود والتي تحتاج إلى إمكانيات ضخمة وبيئة آمنة وتوافر كل مستلزمات التقنية واللوجستية.
لكن ما حدث من نجاح قد فاق التصور وقلب الموازين، فقد عمل اتحاد الكرة العراقي والجهات الساندة له وبصمت طوال سنين ليشيدوا مدينة رياضية متكاملة تحتوي على أجمل الملاعب والتي تضاهي بل تتفوق حتى على ملاعب بعض الدول الأوربية بحداثتها، وقد شاهد العالم بأسره وانبهر في حفل الافتتاح الذي جرى فوق إستاد جذع النخلة من مدينة البصرة الفيحاء، على الرغم من حدوث بعض الإشكال قبيل الافتتاح من زخم وتدافع الجماهير الزاحفة شوقاً لدخول الملعب وهذه تحدث في أغلب البطولات وقد تم استدراكها لاحقاً، هذا من الجانب التنظيمي.
ودعونا ننتقل بكم سادتي إلى الشارع البصري، فهنا يعجز القلم عن أن يصف وينصف ما قام به أهل البصرة الكرام في التعامل مع ضيوفهم فقد ضربوا للعالم أروع الأمثلة في الكرم والضيافة والطيبة والتي ستُعجِز من يأتي من بعدهم، وكيف لا وهم من بطون قبائل العرب!.
فتحركت مجاميع منهم صَوبَ مطار البصرة الدولي وآخرون إلى منفذ سفوان الحدودي لاستقبال أشقائهم الخليجيين القادمين جواً وبراً ليتنافسوا في اصطحابهم إلى بيوتهم ومضايفهم ودواوينهم ويتساوى في ذلك الأثرياء منهم والبسطاء الذين لا يملكون إلا قوت يومهم.
وشاهدنا جميعاً من خلال الفضائيات صدق تلك الأم العراقية البسيطة التي زارها مراسل قناة أبو ظبي وكلامها السيال الذي يدخل القلب دون استئذان على تواضع وبساطة بيتها، وكذلك ما دار في قناة المجلس عندما أغرقوهم بالكرم العراقي حتى توجه المقدم خالد الجاسم شاكراً لأهل البصرة طالباً منهم التوقف عن إرسال المزيد من واجب الضيافة لعدم اتساع المجلس له. فضلاً عن نحر الذبائح والعزائم والمطاعم والمقاهي والمواصلات التي تقدم كل ما تجود به النفس وعلى مدار الساعة للضيوف مجاناً.
أما في شارع الكورنيش المطل على شط العرب فذلك فصل مشرق آخر؛ إذ أقيمت عليه أجمل الفعاليات، وكان هو الآخر رديفاً لإستاد جذع النخلة عندما توافد إليه الزوار من كل أطياف ومحافظات الشعب العراقي وانصهارهم مع إخوانهم الخليجيين حيث لا وجود للطائفية ولا للعنصرية ولا المناطقية لتظهر المعدن الحقيقي للشعب العراقي والخليجي الذي سعى أعداؤه وراهنوا على تمزيق هذا النسيج ففشلوا بذلك فشلاً ذريعاً.
وأخيراً فقد أغاظ النظام الإيراني نجاح البطولة، فأبدى امتعاضه واعتراضه على إطلاق تسمية الخليج العربي وقدم بذلك شكوى إلى الفيفا!
لكنه سيبقى خليجاً عربياً رغم أنفهم.
«خليجي 25» في البصرة كشف لنا عن المعدن الناصع للشعب العراقي العربي الأصيل.
تتجه أنظار العالم والشعوب العربية اليوم نحو العراق الذي يحتضن بطولة كأس الخليج بنسخته «خليجي 25»، وقد راهن الكثير على فشله نظراً لما علق في أذهان البعض من أن العراق غير مؤهل لتنظيم مثل هذا النوع من البطولات بعد غيابه عن الساحة منذ عقود والتي تحتاج إلى إمكانيات ضخمة وبيئة آمنة وتوافر كل مستلزمات التقنية واللوجستية.
لكن ما حدث من نجاح قد فاق التصور وقلب الموازين، فقد عمل اتحاد الكرة العراقي والجهات الساندة له وبصمت طوال سنين ليشيدوا مدينة رياضية متكاملة تحتوي على أجمل الملاعب والتي تضاهي بل تتفوق حتى على ملاعب بعض الدول الأوربية بحداثتها، وقد شاهد العالم بأسره وانبهر في حفل الافتتاح الذي جرى فوق إستاد جذع النخلة من مدينة البصرة الفيحاء، على الرغم من حدوث بعض الإشكال قبيل الافتتاح من زخم وتدافع الجماهير الزاحفة شوقاً لدخول الملعب وهذه تحدث في أغلب البطولات وقد تم استدراكها لاحقاً، هذا من الجانب التنظيمي.
ودعونا ننتقل بكم سادتي إلى الشارع البصري، فهنا يعجز القلم عن أن يصف وينصف ما قام به أهل البصرة الكرام في التعامل مع ضيوفهم فقد ضربوا للعالم أروع الأمثلة في الكرم والضيافة والطيبة والتي ستُعجِز من يأتي من بعدهم، وكيف لا وهم من بطون قبائل العرب!.
فتحركت مجاميع منهم صَوبَ مطار البصرة الدولي وآخرون إلى منفذ سفوان الحدودي لاستقبال أشقائهم الخليجيين القادمين جواً وبراً ليتنافسوا في اصطحابهم إلى بيوتهم ومضايفهم ودواوينهم ويتساوى في ذلك الأثرياء منهم والبسطاء الذين لا يملكون إلا قوت يومهم.
وشاهدنا جميعاً من خلال الفضائيات صدق تلك الأم العراقية البسيطة التي زارها مراسل قناة أبو ظبي وكلامها السيال الذي يدخل القلب دون استئذان على تواضع وبساطة بيتها، وكذلك ما دار في قناة المجلس عندما أغرقوهم بالكرم العراقي حتى توجه المقدم خالد الجاسم شاكراً لأهل البصرة طالباً منهم التوقف عن إرسال المزيد من واجب الضيافة لعدم اتساع المجلس له. فضلاً عن نحر الذبائح والعزائم والمطاعم والمقاهي والمواصلات التي تقدم كل ما تجود به النفس وعلى مدار الساعة للضيوف مجاناً.
أما في شارع الكورنيش المطل على شط العرب فذلك فصل مشرق آخر؛ إذ أقيمت عليه أجمل الفعاليات، وكان هو الآخر رديفاً لإستاد جذع النخلة عندما توافد إليه الزوار من كل أطياف ومحافظات الشعب العراقي وانصهارهم مع إخوانهم الخليجيين حيث لا وجود للطائفية ولا للعنصرية ولا المناطقية لتظهر المعدن الحقيقي للشعب العراقي والخليجي الذي سعى أعداؤه وراهنوا على تمزيق هذا النسيج ففشلوا بذلك فشلاً ذريعاً.
وأخيراً فقد أغاظ النظام الإيراني نجاح البطولة، فأبدى امتعاضه واعتراضه على إطلاق تسمية الخليج العربي وقدم بذلك شكوى إلى الفيفا!
لكنه سيبقى خليجاً عربياً رغم أنفهم.
«خليجي 25» في البصرة كشف لنا عن المعدن الناصع للشعب العراقي العربي الأصيل.