بالرغم من مضي حوالي نصف قرن على رحيل عميد الأدب العربي طه حسين، فإنه لا يزال قادراً على إثارة الأسئلة الصعبة التي ما نزال نطرحها منذ بدايات القرن العشرين حتى اليوم، حول الهوية والحداثة والأصالة والمعاصرة والحرية والعقلانية، وغيرها من القضايا التي لم نحسم أمرها إلى اليوم، ما يجعل فكره مشروعا للمستقبل.
وبالرغم من أنه عاصر عمالقة الفكر والأدب في عصره، من أمثالِ أحمد حسن الزَّيات والرَّافعي والمازني والعقاد وعلي عبد الرازق، وزكي مبارك وأحمد أمين، وقاسم أمين، فإن فكره، ما يزال الأكثر حيوية وحضوراً؛ لأن القضايا التي كتب فيها ما تزال تلفت انتباه القارئ العربي بجدتها وتجددها وحيويتها.
والحقيقة أن الاهتمام بطه حسين يأتي في إطار الثقافة العربية الحديثة متجاوزاً معنى الاحتفاء به وبفكره أو حتى حدود الانتقاد والتهجم عليه، ليكون متعلقاً بأسئلة حياتنا الفكرية الراهنة. فيبدو فكره اليوم متقدماً علينا في بعض الجوانب، وخاصة بالنسبة للقضايا المتعلقة بحياتنا وثقافتنا ونظمنا التعليمية وبعقولنا وذاكرتنا.
وأيًّا كان موقفنا من رؤى طه حسين للثقافة والسياسة والتعليم واللغة والعلاقة مع الآخر، فإننا بعد مضى خمسين عاماً على رحيله، وحوالي قرن على أطروحاته حول مستقبل الثقافة العربية والتراث والنقد والتاريخ والعقل، فإننا ما نزال نكرر ذات الأسئلة بصياغات مختلفة ولكنها بأقل جرأة وقدرة على الحسم وأقل شجاعة في المعالجة والحسم.
نحن واقع جامد، نكرر نفس الأسئلة، وندور حول نقطة واحدة لا نقوى على الفكاك منها، بل لعلنا في ظل الأوضاع الحالية المتسمة بالنكوص، قد قبلنا أن نتراجع بشكل مأساوي عن الدور التنويري للمثقف، في ظل الترهيب والتخويف والتخوين وفقد الجرأة. ولذلك عندما نعود إلى فكر طه حسين، مع اختلافنا مع بعض أطروحاته، نجده بالضرورة فكراً للمستقبل، يصلح لمعالجة قضايا ذات تأصل في الواقع الراهن وذات ارتباط بتطلعاتنا المستقبلية، مثل رؤيته لحضارة البحر الأبيض المتوسط والعلاقة بالآخر المختلف أو المؤتلف وتواصل الحضارات. كذلك أطروحته في مقدمة كتابه المثير للجدل «مستقبل الثقافة في مصر» التي تضمنت الدعوة إلى الاندماج في حياة العالم الحديث على أسس تضمن حقوقنا وتلبي مطالبنا، وتتفق مع حركة العصر وتوجهاته في العقلانية والحداثة وتطوير التعليم وبسط الحرية لتكون هواء يتنفسه المواطن العربي، وجميعها رؤى صالحة للحاضر وللمستقبل؛ حتى يتم تجاوز الانعزالية والتخلف والحرفية.
إن قراءة موضوعية متبصرة لفكر طه حسين تكشف أنه وهو المبشر بثقافة البحر المتوسط، هو أيضاً المصري العربي المسلم بكل ما يعنيه ذلك من دلالات الارتباط بالهوية الوطنية والروحية، والارتباط أيضاً بالدائرة الإنسانية الكبرى، وتبديد الأوهام الداعية للعزلة والانكفاء على الذات.
وبالرغم من أنه عاصر عمالقة الفكر والأدب في عصره، من أمثالِ أحمد حسن الزَّيات والرَّافعي والمازني والعقاد وعلي عبد الرازق، وزكي مبارك وأحمد أمين، وقاسم أمين، فإن فكره، ما يزال الأكثر حيوية وحضوراً؛ لأن القضايا التي كتب فيها ما تزال تلفت انتباه القارئ العربي بجدتها وتجددها وحيويتها.
والحقيقة أن الاهتمام بطه حسين يأتي في إطار الثقافة العربية الحديثة متجاوزاً معنى الاحتفاء به وبفكره أو حتى حدود الانتقاد والتهجم عليه، ليكون متعلقاً بأسئلة حياتنا الفكرية الراهنة. فيبدو فكره اليوم متقدماً علينا في بعض الجوانب، وخاصة بالنسبة للقضايا المتعلقة بحياتنا وثقافتنا ونظمنا التعليمية وبعقولنا وذاكرتنا.
وأيًّا كان موقفنا من رؤى طه حسين للثقافة والسياسة والتعليم واللغة والعلاقة مع الآخر، فإننا بعد مضى خمسين عاماً على رحيله، وحوالي قرن على أطروحاته حول مستقبل الثقافة العربية والتراث والنقد والتاريخ والعقل، فإننا ما نزال نكرر ذات الأسئلة بصياغات مختلفة ولكنها بأقل جرأة وقدرة على الحسم وأقل شجاعة في المعالجة والحسم.
نحن واقع جامد، نكرر نفس الأسئلة، وندور حول نقطة واحدة لا نقوى على الفكاك منها، بل لعلنا في ظل الأوضاع الحالية المتسمة بالنكوص، قد قبلنا أن نتراجع بشكل مأساوي عن الدور التنويري للمثقف، في ظل الترهيب والتخويف والتخوين وفقد الجرأة. ولذلك عندما نعود إلى فكر طه حسين، مع اختلافنا مع بعض أطروحاته، نجده بالضرورة فكراً للمستقبل، يصلح لمعالجة قضايا ذات تأصل في الواقع الراهن وذات ارتباط بتطلعاتنا المستقبلية، مثل رؤيته لحضارة البحر الأبيض المتوسط والعلاقة بالآخر المختلف أو المؤتلف وتواصل الحضارات. كذلك أطروحته في مقدمة كتابه المثير للجدل «مستقبل الثقافة في مصر» التي تضمنت الدعوة إلى الاندماج في حياة العالم الحديث على أسس تضمن حقوقنا وتلبي مطالبنا، وتتفق مع حركة العصر وتوجهاته في العقلانية والحداثة وتطوير التعليم وبسط الحرية لتكون هواء يتنفسه المواطن العربي، وجميعها رؤى صالحة للحاضر وللمستقبل؛ حتى يتم تجاوز الانعزالية والتخلف والحرفية.
إن قراءة موضوعية متبصرة لفكر طه حسين تكشف أنه وهو المبشر بثقافة البحر المتوسط، هو أيضاً المصري العربي المسلم بكل ما يعنيه ذلك من دلالات الارتباط بالهوية الوطنية والروحية، والارتباط أيضاً بالدائرة الإنسانية الكبرى، وتبديد الأوهام الداعية للعزلة والانكفاء على الذات.