تقدّمت الصين بمبادرة من اثنتيْ عشرةَ نقطةً لحل الأزمة الأوكرانية الروسية، وشاركتها البحرين بدعوة للحوار السلمي أطلقها وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف الزياني قبل يومين، أما زيارة وزير الخارجية السعودي لأوكرانيا فتعد نقطة تحوّل. فهل هي للمساعدة الإنسانية فقط أم إنها رسالة لروسيا أيضاً؟! فتلك خطوة بالغة الأهمية لا بدَّ من الوقوف عندها لمعرفة أبعادها وتبعاتها.
لا شك في أن الجميع يسعون لإيقاف هذه الحرب، فلا أحد يتمنى استمراريتها أبداً، وقد اتخذت دول مجلس التعاون جميعها موقفاً حيادياً، ودعت للحوار منذ الأيام الأولى، كما أنها لم تشارك في الدعوة التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية لمقاطعة روسيا، ولم تقبل المملكة العربية السعودية الضغوط الأمريكية بزيادة الإنتاج النفطي من أجل عزل روسيا وزيادة خسائرها.
كل ذلك كان واضحاً منذ بداية الحرب إلى الآن، ناهيك عن عدم اقتناع أحد بأن موقف الناتو وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية من مساعدة أوكرانيا هو الدفاع عن الديمقراطية، بل هي حرب بالوكالة ضد روسيا.
استمرار الحرب له آثار سلبية على الجميع بما في ذلك دول خارج الإقليم، وهي مؤثرة على التضخم، وعلى سلسلة الإمدادات، وعلى الأمن الدولي بشكل عام، وكذلك يؤلمنا جميعاً ما يعانيه الشعب الأوكراني الذي استُخْدِم كبشَ فداء من أجل مصالح أمنية لا علاقة له بها.
لذا، الجميع متفقون على أهمية وقف الحرب، كما أن المساعدات الإنسانية هي ديدن الموقف الخليجي عموماً، وبالأخص المملكة العربية السعودية، فلا أحد يختلف على أن المساعدات السعودية للشعب الأوكراني ليست بمستغربة.
إنما هي الزيارة الأولى التي يقوم بها مسؤول سعودي كبير المستوى كوزير الخارجية مصطحباً معه وفداً من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من أجل التفاهم والاتفاق على كيفية إنفاق 400 مليون دولار هي حجم المساعدات التي وعدت بها المملكة في أكتوبر الماضي.
واصطحاب الوفد والتفاهم وتوقيع الاتفاقيات تؤكد من جهة أن السياسة السعودية لمنح المساعدات هي التوثّق من إنفاقها على من يستحقها وضمان وصولها للأهداف المحددة لها وعدم استخدامها في أغراض أخرى.
كما أن للسعودية دوراً في عمليات تبادل الأسرى بين الطرفين الروسي والأوكراني مما عزّز من موقفها الحيادي، وهي واحدة من 141 دولة دعت لانسحاب روسيا في بداية الحرب.
هذا من جهة، إنما هناك من جهة أخرى احتمال أن تكون هذه رسالة موجهة لروسيا أيضاً بأن اندفاعها تجاه إيران مفهوم في حدود المصالح الروسية، إنما إنْ شكَّلَ هذا الاندفاع خطراً على أمن المنطقة فلا بد من أن تكون له تبعات!!
فروسيا وفقاً لمعلومات استخبارية أمريكية وإسرائيلية ستزود إيران بطائرات سوخوي 35، كما طالبت إيران بشراء معدات عسكرية إضافية من روسيا من بينها مروحيات هجومية ورادارات وطائرات تدريب قتالية. وإجمالاً تسعى إيران للحصول على معدات عسكرية بمليارات الدولارات».
هذه الطلبات -إن تحققت- فإنها تشكل تهديداً لأمن منطقتنا الخليجية حتماً، وهو موقف لا يتفق أبداً مع موقف المملكة الذي بسببه تعرضت لضغوط أمريكية، ويضر كثيراً بنا، فهذا التعاون لا يراعي أبداً أمن المنطقة ولا مصالحنا المشتركة.
لذا قد تكون تلك الزيارة هي من أجل إنفاذ تدابير إنفاق المساعدات الإنسانية فقط، ولكنها قد تكون أيضاً رسالة لروسيا مفادها أنّ التحالفات قابلة للتغير إن لم تضمن معها المصالح المشتركة.
لا شك في أن الجميع يسعون لإيقاف هذه الحرب، فلا أحد يتمنى استمراريتها أبداً، وقد اتخذت دول مجلس التعاون جميعها موقفاً حيادياً، ودعت للحوار منذ الأيام الأولى، كما أنها لم تشارك في الدعوة التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية لمقاطعة روسيا، ولم تقبل المملكة العربية السعودية الضغوط الأمريكية بزيادة الإنتاج النفطي من أجل عزل روسيا وزيادة خسائرها.
كل ذلك كان واضحاً منذ بداية الحرب إلى الآن، ناهيك عن عدم اقتناع أحد بأن موقف الناتو وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية من مساعدة أوكرانيا هو الدفاع عن الديمقراطية، بل هي حرب بالوكالة ضد روسيا.
استمرار الحرب له آثار سلبية على الجميع بما في ذلك دول خارج الإقليم، وهي مؤثرة على التضخم، وعلى سلسلة الإمدادات، وعلى الأمن الدولي بشكل عام، وكذلك يؤلمنا جميعاً ما يعانيه الشعب الأوكراني الذي استُخْدِم كبشَ فداء من أجل مصالح أمنية لا علاقة له بها.
لذا، الجميع متفقون على أهمية وقف الحرب، كما أن المساعدات الإنسانية هي ديدن الموقف الخليجي عموماً، وبالأخص المملكة العربية السعودية، فلا أحد يختلف على أن المساعدات السعودية للشعب الأوكراني ليست بمستغربة.
إنما هي الزيارة الأولى التي يقوم بها مسؤول سعودي كبير المستوى كوزير الخارجية مصطحباً معه وفداً من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من أجل التفاهم والاتفاق على كيفية إنفاق 400 مليون دولار هي حجم المساعدات التي وعدت بها المملكة في أكتوبر الماضي.
واصطحاب الوفد والتفاهم وتوقيع الاتفاقيات تؤكد من جهة أن السياسة السعودية لمنح المساعدات هي التوثّق من إنفاقها على من يستحقها وضمان وصولها للأهداف المحددة لها وعدم استخدامها في أغراض أخرى.
كما أن للسعودية دوراً في عمليات تبادل الأسرى بين الطرفين الروسي والأوكراني مما عزّز من موقفها الحيادي، وهي واحدة من 141 دولة دعت لانسحاب روسيا في بداية الحرب.
هذا من جهة، إنما هناك من جهة أخرى احتمال أن تكون هذه رسالة موجهة لروسيا أيضاً بأن اندفاعها تجاه إيران مفهوم في حدود المصالح الروسية، إنما إنْ شكَّلَ هذا الاندفاع خطراً على أمن المنطقة فلا بد من أن تكون له تبعات!!
فروسيا وفقاً لمعلومات استخبارية أمريكية وإسرائيلية ستزود إيران بطائرات سوخوي 35، كما طالبت إيران بشراء معدات عسكرية إضافية من روسيا من بينها مروحيات هجومية ورادارات وطائرات تدريب قتالية. وإجمالاً تسعى إيران للحصول على معدات عسكرية بمليارات الدولارات».
هذه الطلبات -إن تحققت- فإنها تشكل تهديداً لأمن منطقتنا الخليجية حتماً، وهو موقف لا يتفق أبداً مع موقف المملكة الذي بسببه تعرضت لضغوط أمريكية، ويضر كثيراً بنا، فهذا التعاون لا يراعي أبداً أمن المنطقة ولا مصالحنا المشتركة.
لذا قد تكون تلك الزيارة هي من أجل إنفاذ تدابير إنفاق المساعدات الإنسانية فقط، ولكنها قد تكون أيضاً رسالة لروسيا مفادها أنّ التحالفات قابلة للتغير إن لم تضمن معها المصالح المشتركة.