بمناسبة قُرب سفر فريق طبي بحريني لسوريا لتقديم المساعدة الطبية لمتضرّري الزلزال، ونعرف أنه سيتمّ الاكتفاء بنشر هذا الخبر في الصحافة وربما بتقرير تلفزيوني لاحقاً، وكان الله غفوراً رحيماً.
يقوم البحرينيون بأعمال تطوّعية إنسانية جبّارة، لكنها لا تُوثَّق ولا يُعلن عنها ولا يتمّ الترويج للبحرين كبلد يتّسم بالطابع الإنساني الرّحوم من خلال تلك الجهود الرسمية والأهلية التي يقدّمها البحرينيون وقت الأزمات وكبلد تميّز نظامه السياسي وشعبه بكرمه وشجاعته وتضحياته.
ليست هناك كارثة أو حدث مأساوي إنساني يقع إلا وتجد البحرينيين قد هبّوا للمساعدة وفِعل الخير، لكننا لا نعرف أبداً كيف نُبرز هذه المزايا الجميلة لهذا الشعب، وفي سماء الأعمال الخيرية تبدو البحرين أنها غائبة لا وجود لها، وذلك غير صحيح أبداً.
وعلى العكس، نُتابع على سبيل المثال ما يقدّمه أشقاؤنا في الكويت من مال وجهد ووقت لخدمة البشرية ومساعدة المتضرّرين من خلال متابعتنا لحسابات على التواصل الاجتماعي، ومنهم عَرَفَ الناس حجم المساعدات التي قدّمها أهل الكويت وحكومة الكويت لمتضرّرين في جميع مناحي الأرض.
فنحن نُتابع عملية تجميع المساعدات العينيّة وفرزها، وذلك جُهد يقوم به نساء وحتى أطفال وحتى ذوو الاحتياجات الخاصة، في قاعات، وفيها تُوزّع المساعدات ويُختار منها ما يصلح ويُطوى ويُصنّف ويوضع في الكراتين، والقاعة كخلية النّحل من المتطوعين، ينقل هذه التفاصيل أصحاب حسابات يتابعها الملايين، فتنتشر عبر تطبيقات عديدة وتصل للجميع من خلال تلك الحسابات، لا من خبر نُشر في صحيفة كويتية عرفنا حجم المساعدات التي تقدّمها الكويت والكويتيون أو تقريرٍ عُرِض على تلفزيون الكويت.
هذا المشهد «تجميع المساعدات وفرزها وتصنيفها» رأيته في البحرين، إنّما عن طريق تصويره من إحدى المتطوعات وهي ابنتي، وليس عن طريق حساب أحد المشاهير، ولم يكن مختلفاً عمّا يجري في الكويت، نفس القاعات ونفس حجم المساعدات وطريقة التصنيف وطريقة التغليف إنّما لا أحد وثّقه ونقله.
ليس العمل الأهلي هو المجهول فقط في البحرين بل حتى الرسمي منه، فقد سافر فريقنا من الحرس الملكي لمناطق الزلزال في تركيا وسوريا وسطّروا بطولات لم نرَ إلا القليلَ منها نقلاً عمن تصادف ومرّ من هناك من قنوات أو أصحاب حسابات على وسائل التواصل من الأتراك أو الإماراتيين، وما ذلك إلا لأننا لم نُولِ اهتماماً لنقل هذه الصورة الحضارية بالشكل المطلوب واكتفينا بنقلها عبر الوسائل التقليدية خبراً في جريدة، فلم يشاهد أحدٌ الجهود والجانب الإنساني لهذه الفِرَق كما فعلت الإمارات مثلاً، حيث انتشرت قصص إنسانية عفوية مع السوريين والأتراك المتضرّرين من تلك الكارثة عبر حسابات إماراتية معروفة على وسائل التواصل الاجتماعي صاحبت فِرَق الإنقاذ الإماراتية الحكومية.
لم تصلنا تلك القصص الإنسانية عبر الصحافة الإماراتية ولا عبر شاشات المحطات التلفزيونية الإماراتية، إنما عبر هواتفنا التي ساهمت بإعادة نشر تلك المشاهد المعبّرة والمؤثرة.
وها نحن في البحرين غداً سيتطوّع أطباء بحرينيون سيتركون أهلهم وأبناءهم ويسافرون لسوريا ويقدّمون المساعدة الطبيّة لأهلها، وأجزم أن قليلاً منكم قرأ هذا الخبر أمس، ومع الأسف سيتكرر المشهد وسيذهب الأطباء ويعودون ولن يعلم أحد بما قدّمته البحرين وما قدّمه الشعب البحريني.
ما نطالب به ليس تفضّلاً أو مِنّة، إنما هو حقٌّ لسمعة البحرين وحقٌّ لتوجيهات ملكية مستمرة أن تكون البحرين في الصدارة حين يتعلّق الأمر بالجانب الإنساني، وعلى صعيد آخر عَرْض تلك الجهود وضمان نشرها ووصول صورها ومقاطعها لأكبر عدد ممكن لأنه تحفيز وتشجيع لمزيد من العطاء ولدفع شبابنا أن يكون دائماً عند حسن الظن.
{{ article.visit_count }}
يقوم البحرينيون بأعمال تطوّعية إنسانية جبّارة، لكنها لا تُوثَّق ولا يُعلن عنها ولا يتمّ الترويج للبحرين كبلد يتّسم بالطابع الإنساني الرّحوم من خلال تلك الجهود الرسمية والأهلية التي يقدّمها البحرينيون وقت الأزمات وكبلد تميّز نظامه السياسي وشعبه بكرمه وشجاعته وتضحياته.
ليست هناك كارثة أو حدث مأساوي إنساني يقع إلا وتجد البحرينيين قد هبّوا للمساعدة وفِعل الخير، لكننا لا نعرف أبداً كيف نُبرز هذه المزايا الجميلة لهذا الشعب، وفي سماء الأعمال الخيرية تبدو البحرين أنها غائبة لا وجود لها، وذلك غير صحيح أبداً.
وعلى العكس، نُتابع على سبيل المثال ما يقدّمه أشقاؤنا في الكويت من مال وجهد ووقت لخدمة البشرية ومساعدة المتضرّرين من خلال متابعتنا لحسابات على التواصل الاجتماعي، ومنهم عَرَفَ الناس حجم المساعدات التي قدّمها أهل الكويت وحكومة الكويت لمتضرّرين في جميع مناحي الأرض.
فنحن نُتابع عملية تجميع المساعدات العينيّة وفرزها، وذلك جُهد يقوم به نساء وحتى أطفال وحتى ذوو الاحتياجات الخاصة، في قاعات، وفيها تُوزّع المساعدات ويُختار منها ما يصلح ويُطوى ويُصنّف ويوضع في الكراتين، والقاعة كخلية النّحل من المتطوعين، ينقل هذه التفاصيل أصحاب حسابات يتابعها الملايين، فتنتشر عبر تطبيقات عديدة وتصل للجميع من خلال تلك الحسابات، لا من خبر نُشر في صحيفة كويتية عرفنا حجم المساعدات التي تقدّمها الكويت والكويتيون أو تقريرٍ عُرِض على تلفزيون الكويت.
هذا المشهد «تجميع المساعدات وفرزها وتصنيفها» رأيته في البحرين، إنّما عن طريق تصويره من إحدى المتطوعات وهي ابنتي، وليس عن طريق حساب أحد المشاهير، ولم يكن مختلفاً عمّا يجري في الكويت، نفس القاعات ونفس حجم المساعدات وطريقة التصنيف وطريقة التغليف إنّما لا أحد وثّقه ونقله.
ليس العمل الأهلي هو المجهول فقط في البحرين بل حتى الرسمي منه، فقد سافر فريقنا من الحرس الملكي لمناطق الزلزال في تركيا وسوريا وسطّروا بطولات لم نرَ إلا القليلَ منها نقلاً عمن تصادف ومرّ من هناك من قنوات أو أصحاب حسابات على وسائل التواصل من الأتراك أو الإماراتيين، وما ذلك إلا لأننا لم نُولِ اهتماماً لنقل هذه الصورة الحضارية بالشكل المطلوب واكتفينا بنقلها عبر الوسائل التقليدية خبراً في جريدة، فلم يشاهد أحدٌ الجهود والجانب الإنساني لهذه الفِرَق كما فعلت الإمارات مثلاً، حيث انتشرت قصص إنسانية عفوية مع السوريين والأتراك المتضرّرين من تلك الكارثة عبر حسابات إماراتية معروفة على وسائل التواصل الاجتماعي صاحبت فِرَق الإنقاذ الإماراتية الحكومية.
لم تصلنا تلك القصص الإنسانية عبر الصحافة الإماراتية ولا عبر شاشات المحطات التلفزيونية الإماراتية، إنما عبر هواتفنا التي ساهمت بإعادة نشر تلك المشاهد المعبّرة والمؤثرة.
وها نحن في البحرين غداً سيتطوّع أطباء بحرينيون سيتركون أهلهم وأبناءهم ويسافرون لسوريا ويقدّمون المساعدة الطبيّة لأهلها، وأجزم أن قليلاً منكم قرأ هذا الخبر أمس، ومع الأسف سيتكرر المشهد وسيذهب الأطباء ويعودون ولن يعلم أحد بما قدّمته البحرين وما قدّمه الشعب البحريني.
ما نطالب به ليس تفضّلاً أو مِنّة، إنما هو حقٌّ لسمعة البحرين وحقٌّ لتوجيهات ملكية مستمرة أن تكون البحرين في الصدارة حين يتعلّق الأمر بالجانب الإنساني، وعلى صعيد آخر عَرْض تلك الجهود وضمان نشرها ووصول صورها ومقاطعها لأكبر عدد ممكن لأنه تحفيز وتشجيع لمزيد من العطاء ولدفع شبابنا أن يكون دائماً عند حسن الظن.