من غير المقبول أن تستمر أزمة الزحام التي تشهدها الطرق والشوارع الرئيسية في مملكة البحرين، وبخاصة في فترة الذروة الصباحية وفي الظهيرة، من دون التوصل إلى حلول جذرية لها، تحمي المواطنين ومرتادي الطرق من الضغوط النفسية والعصبية، والتي تتزايد بشكل واضح، فضلاً على خسائرها الجمة على الاقتصاد الوطني، إذ إن هدر كل هذا الكم من الدقائق والساعات بصورة يومية يؤثر بلا شك على عجلة الإنتاج ويعطل المصالح العامة سواء في المؤسسات الحكومية أو الخاصة.
الحكومة الموقرة بتوجيهات ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ومن خلال وزارة الأشغال تقوم بجهود جبارة في عمليات توسعة الطرق وإقامة الجسور والأنفاق وإعادة تأهيل الشوارع، كما تقوم من خلال وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للمرور بضبط حركة السير لضمان الانسيابية، ورغم ذلك، لا يزال الزحام صباحاً وظهراً هو السائد، ومشهد تكدس السيارات لا تخطئه العين، فأين لُب المشكلة؟ ألا توجد حلول ناجعة لها؟!
أعتقد أنه يجب أن يكون هناك إجراءات جديدة لفك الارتباط بين مواعيد الحضور والانصراف للموظفين بالمؤسسات العامة والخاصة وطلاب المدارس والجامعات، وإعادة جدولتها وفق دراسات تراعي حالة الطرق والشوارع والاستفادة من تجارب الدول الأخرى الناجحة، لأن هذه هي إحدى أكبر مسببات أزمة الزحام وتكدس السيارات، فخروج الموظفين وحافلات الطلاب وأولياء الأمور في الوقت نفسه يؤدي إلى «شلل» للطرق، والمسافة التي تستغرق 15 دقيقة تطول إلى ما يزيد عن ساعة ونصف وربما أكثر، لأن حركة السير تسير ببطء السلحفاة، فلماذا لا نجعل مثلاً «دوامات» الموظفين في السابعة صباحاً، وفتح أبواب المدارس في الثامنة، وأن يكون موعد الانصراف وفقاً لذلك، وقتها ستقل حدة الازدحام بشكل واضح.
تشجيع ثقافة استخدام النقل الجماعي والإسراع في تنفيذ مشروع «مترو» الأنفاق، من شأنه أن تسهم في تقليل حالة التكدس، ولكنها حلول على المدى الطويل تحتاج إلى تغيير ثقافة المجتمع أولا، وتوفير ميزانيات كبيرة لإنشاء مشروع «المترو» قد لا تكون مناسبة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، ولذلك يجب البدء بالقرارات والإجراءات التي يمكن تطبيقها؛ لأن المشكلة تتزايد كل يوم، وأصبحت القيادة في شوارع البحرين الرئيسية بمثابة «وقت ضائع» سواء على المواطن أو الدولة واقتصادها.
يمكن أيضاً وضع شروط أكثر حزماً في منح رخص القيادة وتغيير القواعد المعمول بها حالياً، فذلك من شأنه أن يقلل عدد السيارات في طرقاتنا، فمهما قمنا بتوسعتها فإنها لن تستوعب كل هذه الزيادة في أعداد السيارات؟! المشلكة ليست معقدة أو عصية على الحل، ولكنها تحتاج إلى أفكار إبداعية وسرعة في التنفيذ، ولا سيما أننا على أعتاب شهر رمضان المبارك الذي يشهد بطبيعة الحال ازدحاماً كل عام.. حفظ الله مملكة البحرين وأنعم عليها بالأمن والاستقرار.
{{ article.visit_count }}
الحكومة الموقرة بتوجيهات ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ومن خلال وزارة الأشغال تقوم بجهود جبارة في عمليات توسعة الطرق وإقامة الجسور والأنفاق وإعادة تأهيل الشوارع، كما تقوم من خلال وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للمرور بضبط حركة السير لضمان الانسيابية، ورغم ذلك، لا يزال الزحام صباحاً وظهراً هو السائد، ومشهد تكدس السيارات لا تخطئه العين، فأين لُب المشكلة؟ ألا توجد حلول ناجعة لها؟!
أعتقد أنه يجب أن يكون هناك إجراءات جديدة لفك الارتباط بين مواعيد الحضور والانصراف للموظفين بالمؤسسات العامة والخاصة وطلاب المدارس والجامعات، وإعادة جدولتها وفق دراسات تراعي حالة الطرق والشوارع والاستفادة من تجارب الدول الأخرى الناجحة، لأن هذه هي إحدى أكبر مسببات أزمة الزحام وتكدس السيارات، فخروج الموظفين وحافلات الطلاب وأولياء الأمور في الوقت نفسه يؤدي إلى «شلل» للطرق، والمسافة التي تستغرق 15 دقيقة تطول إلى ما يزيد عن ساعة ونصف وربما أكثر، لأن حركة السير تسير ببطء السلحفاة، فلماذا لا نجعل مثلاً «دوامات» الموظفين في السابعة صباحاً، وفتح أبواب المدارس في الثامنة، وأن يكون موعد الانصراف وفقاً لذلك، وقتها ستقل حدة الازدحام بشكل واضح.
تشجيع ثقافة استخدام النقل الجماعي والإسراع في تنفيذ مشروع «مترو» الأنفاق، من شأنه أن تسهم في تقليل حالة التكدس، ولكنها حلول على المدى الطويل تحتاج إلى تغيير ثقافة المجتمع أولا، وتوفير ميزانيات كبيرة لإنشاء مشروع «المترو» قد لا تكون مناسبة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، ولذلك يجب البدء بالقرارات والإجراءات التي يمكن تطبيقها؛ لأن المشكلة تتزايد كل يوم، وأصبحت القيادة في شوارع البحرين الرئيسية بمثابة «وقت ضائع» سواء على المواطن أو الدولة واقتصادها.
يمكن أيضاً وضع شروط أكثر حزماً في منح رخص القيادة وتغيير القواعد المعمول بها حالياً، فذلك من شأنه أن يقلل عدد السيارات في طرقاتنا، فمهما قمنا بتوسعتها فإنها لن تستوعب كل هذه الزيادة في أعداد السيارات؟! المشلكة ليست معقدة أو عصية على الحل، ولكنها تحتاج إلى أفكار إبداعية وسرعة في التنفيذ، ولا سيما أننا على أعتاب شهر رمضان المبارك الذي يشهد بطبيعة الحال ازدحاماً كل عام.. حفظ الله مملكة البحرين وأنعم عليها بالأمن والاستقرار.