في مقابلة أجراها ديفيد إغناشيوس من واشنطن بوست مع هنري كسينجر تعليقاً على رعاية الصين للاتفاقية بين السعودية وإيران قال كسينجر جملة لفتت انتباهي.
يقول «كان الصينيون انتهازيين؛ لقد استفادوا من الجهود الدؤوبة «والتي لا تُشكر في الغالب» من قبل الولايات المتحدة لدعم المملكة العربية السعودية ومقاومة المقاتلين الوكلاء لإيران في اليمن والعراق وسوريا».
وفي موقع آخر يقول «لقد بنت الولايات المتحدة طريق التقارب، إذا جاز التعبير، لكن الصينيين قصوا شريط الحفلة في النهاية». انتهى.
طوال العامين الماضيين كانت الوساطة الأمريكية تعمل على إدارة هذا الصراع لا إنهائه، في حين دخلت الصين من مدخل مختلف تماماً عن التوجه الأمريكي وهو الضغط المناسب على إيران وهو الوحيد الذي أجبر شامخاني مبعوث خامنئي على الاعتراف بدعمهم للحوثي والوعد بوقف هذا الدعم.
الوسيط الأمريكي يعلم أن إيران هي من يدعم الحوثي فقد كانت إيران طرفاً في الرحلات المكوكية بين المبعوث الأممي والحوثيين ومع ذلك تصرف على أساس أن الحرب اليمنية هي حرب سعودية يمنية، لا إيرانية سعودية، ولو كانت الصين تبني على الجهود الأمريكية لكنا مازلنا إلى الآن نستثني إيران كطرف من الحرب اليمنية، هذا هو الفرق.
حتى الوساطة العراقية بين إيران والسعودية كانت برعاية أمريكية لذلك لم نصل فيها إلى حل ولم تتمكن من اختراق التعنت الإيراني، إنما الصين دخلت من مدخل مختلف تماماً وهو حاجة إيران اليوم إلى ترتيب أوراقها وتهدئة أوضاعها وما للصين من دلالة على إيران بحكم الاتفاقية الإيرانية الصينية، الصين عقدت المفاوضات المباشرة وهي التي أجبرت إيران على الإقرار.
الذي لم تفهمه الولايات المتحدة الأمريكية أنها طوال فترة تحكمها وانفرادها في التحكم في النظام العالمي فقدت مصداقيتها وقوة تأثيرها لكثرة تضارب مواقفها وتعدد معاييرها وعدم التزامها هي بما تفرضه على الآخرين.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية شرطي العالم لكنه الشرطي الفاسد الذي يقبل الرشاوى والإتاوات لذا فقدت تأثيرها، فالتأثير قوة مكتسبة لا تملكها فقط لأنك الأقوى سلاحاً أو الأقوى اقتصاداً، التأثير يحتاج إلى امتلاك المصداقية أو قليل منها يكفي أحياناً، إنما الولايات المتحدة الأمريكية فقدتها كلها مع الأسف، فليس الأمر كما يقول كسينجر بأن جهودها غالباً غير مشكورة.
إن أكبر دليل على أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت تأثيرها هو زيادة بيانات الترحيب التي تطلقها الخارجية الأمريكية على خطوات تتم في المنطقة للتواصل بين أطراف الصراع دون أن تكون هي وسيطاً لتلك الخطوات، كما حدث في بيان ترحيبها لزيارة وزير الخارجية التركي لمصر ووصفها لها الزيارة المهمة وأنها «خطوة مهمة نحو منطقة أكثر ازدهاراً واستقراراً».
كما هو البيان الترحيبي بالاتفاقية السعودية الإيرانية هو الآخر كان مفاجئاً بل وصادماً لأنه سحب البساط منها كقوة مؤثرة في تسوية الصراعات ونزع فتيلها.
أما إن نجحت زيارة الرئيس الصيني لموسكو وتحدثه مع زيلينسكي مباشرة وتقديم مبادرة لحل هذه الأزمة فإنها ستكون إعلاناً رسمياً لنظام عالمي جديد فشلت فيه الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون شرطي العالم الذي يشرف على الأمن الدولي.
يقول «كان الصينيون انتهازيين؛ لقد استفادوا من الجهود الدؤوبة «والتي لا تُشكر في الغالب» من قبل الولايات المتحدة لدعم المملكة العربية السعودية ومقاومة المقاتلين الوكلاء لإيران في اليمن والعراق وسوريا».
وفي موقع آخر يقول «لقد بنت الولايات المتحدة طريق التقارب، إذا جاز التعبير، لكن الصينيين قصوا شريط الحفلة في النهاية». انتهى.
طوال العامين الماضيين كانت الوساطة الأمريكية تعمل على إدارة هذا الصراع لا إنهائه، في حين دخلت الصين من مدخل مختلف تماماً عن التوجه الأمريكي وهو الضغط المناسب على إيران وهو الوحيد الذي أجبر شامخاني مبعوث خامنئي على الاعتراف بدعمهم للحوثي والوعد بوقف هذا الدعم.
الوسيط الأمريكي يعلم أن إيران هي من يدعم الحوثي فقد كانت إيران طرفاً في الرحلات المكوكية بين المبعوث الأممي والحوثيين ومع ذلك تصرف على أساس أن الحرب اليمنية هي حرب سعودية يمنية، لا إيرانية سعودية، ولو كانت الصين تبني على الجهود الأمريكية لكنا مازلنا إلى الآن نستثني إيران كطرف من الحرب اليمنية، هذا هو الفرق.
حتى الوساطة العراقية بين إيران والسعودية كانت برعاية أمريكية لذلك لم نصل فيها إلى حل ولم تتمكن من اختراق التعنت الإيراني، إنما الصين دخلت من مدخل مختلف تماماً وهو حاجة إيران اليوم إلى ترتيب أوراقها وتهدئة أوضاعها وما للصين من دلالة على إيران بحكم الاتفاقية الإيرانية الصينية، الصين عقدت المفاوضات المباشرة وهي التي أجبرت إيران على الإقرار.
الذي لم تفهمه الولايات المتحدة الأمريكية أنها طوال فترة تحكمها وانفرادها في التحكم في النظام العالمي فقدت مصداقيتها وقوة تأثيرها لكثرة تضارب مواقفها وتعدد معاييرها وعدم التزامها هي بما تفرضه على الآخرين.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية شرطي العالم لكنه الشرطي الفاسد الذي يقبل الرشاوى والإتاوات لذا فقدت تأثيرها، فالتأثير قوة مكتسبة لا تملكها فقط لأنك الأقوى سلاحاً أو الأقوى اقتصاداً، التأثير يحتاج إلى امتلاك المصداقية أو قليل منها يكفي أحياناً، إنما الولايات المتحدة الأمريكية فقدتها كلها مع الأسف، فليس الأمر كما يقول كسينجر بأن جهودها غالباً غير مشكورة.
إن أكبر دليل على أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت تأثيرها هو زيادة بيانات الترحيب التي تطلقها الخارجية الأمريكية على خطوات تتم في المنطقة للتواصل بين أطراف الصراع دون أن تكون هي وسيطاً لتلك الخطوات، كما حدث في بيان ترحيبها لزيارة وزير الخارجية التركي لمصر ووصفها لها الزيارة المهمة وأنها «خطوة مهمة نحو منطقة أكثر ازدهاراً واستقراراً».
كما هو البيان الترحيبي بالاتفاقية السعودية الإيرانية هو الآخر كان مفاجئاً بل وصادماً لأنه سحب البساط منها كقوة مؤثرة في تسوية الصراعات ونزع فتيلها.
أما إن نجحت زيارة الرئيس الصيني لموسكو وتحدثه مع زيلينسكي مباشرة وتقديم مبادرة لحل هذه الأزمة فإنها ستكون إعلاناً رسمياً لنظام عالمي جديد فشلت فيه الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون شرطي العالم الذي يشرف على الأمن الدولي.