لن أضيف شيئاً إذا قلت إن شهر رمضان المبارك يحمل في طياته كثيراً من القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية، وله مكانته الخاصة في نفوس مئات ملايين المسلمين حول العالم، ففيه نزل القرآن الكريم، وفيه حقق المسلمون أعظم انتصاراتهم وفتوحاتهم على الإطلاق، إضافة إلى ما فيه من أجر كريم للصائم والقائم والمتصدق.
كل تلك القيم الروحية السامية تساهم في تعزيز علاقة الإنسان بربه، كما تعمل على خلق المودة في النفوس والشعور بالفقراء والمحتاجين، وهو المقصد والمغزى الأول لهذا الشهر الفضيل.
لكن كثيراً منا اليوم، وللأسف الشديد، يعيش رمضان آخر، رمضان لم ينزل به كتاب ولم تأتِ به سنة، يركز في مجمله على ممارسات ومظاهر اجتماعية مصطنعة، تفقد الشهر هيبته ووقاره، بل تحوله إلى مهرجان للتسوق والنفاق والمجاملات، وبالتالي ضغوط اقتصادية ونفسية واجتماعية، تدفع الكثيرين إلى النظر إلى هذا الشهر الفضيل بكثير من الحيرة والخوف والتوجس.
إن الحليم المتأمل يفقد الصواب وهو يرى كيف حولنا بسلوكاتنا المفتعلة هذا الشهر الكريم إلى شهر استهلاكي مرهق اقتصادياً، فلم نعد نرى فيه شهر الرحمة والروحانية بقدر ما نرى فيه شهر الولائم والحفلات والمناسبات والمجالات الكاذبة بمناسبة وبدون مناسبة.
هذا على المستوى الاقتصادي والمادي، أما من الناحية النفسية والاجتماعية، فقد تحول كثير من الصائمين إلى كتلة من الشر والعصبية، وتصاعدت لدى بعضهم المشاعر السلبية، فلا يمكنك مخاطبتهم أو حتى الحديث معهم، ولنا فيما نراه في بعض المؤسسات مثال حي وواقعي، حيث يتعذر كثير من الموظفين بعدم القيام بعملهم بأنهم صائمون، هذا ما نلحظه من زيادة في حالات الخلافات العائلية على أتفه الأسباب.
القيمة الكبرى لشهر رمضان المبارك، والذي فرض فيه الصيام، أنه شهر تهذيب للنفوس، لكننا حولناه بسلوكاتنا المفتعلة إلى شهر للكسل والإهمال في العمل والتبذير ومتابعة برامج ومسلسلات لا تحمل في طياتها أي قيمة حقيقية، بل إنها لا تتوافق مع أي قيمة من قيم هذا الشهر الفضيل.
للأسف الشديد، بأيدينا حولنا الشهر المبارك إلى أكبر ضحية، وجررناه ليكون سلعة للتسويق والترفيه بعد أن ألبسناه قناع الدين، فتكالبت علينا الضغوط النفسية والمادية، فتحول ابتهاجنا بقرب حلول الشهر الفضيل إلى موسم لتفعيل كل الوسائل لمحاولة تدبير مصاريفنا واحتياجاتنا عبر القروض والجمعيات.
نريد رمضاننا.. رمضان الرحمة والمغفرة والمودة.. من دون مكياج ولا تكلف ومغالاة.. نريد رمضاننا الحقيقي.
إضاءة
«أي روحانية يمكن أن يحس بها الصائم في شهر يجسد المادية الطاغية بدءاً بالإعلانات وانتهاء بجوائز المسابقات؟ الحق أقول لكم، أنا، ولا أدري عنكم، أحن إلى رمضان القديم.. كثيراً.. كثيراً..». «المرحوم غازي القصيبي».
كل تلك القيم الروحية السامية تساهم في تعزيز علاقة الإنسان بربه، كما تعمل على خلق المودة في النفوس والشعور بالفقراء والمحتاجين، وهو المقصد والمغزى الأول لهذا الشهر الفضيل.
لكن كثيراً منا اليوم، وللأسف الشديد، يعيش رمضان آخر، رمضان لم ينزل به كتاب ولم تأتِ به سنة، يركز في مجمله على ممارسات ومظاهر اجتماعية مصطنعة، تفقد الشهر هيبته ووقاره، بل تحوله إلى مهرجان للتسوق والنفاق والمجاملات، وبالتالي ضغوط اقتصادية ونفسية واجتماعية، تدفع الكثيرين إلى النظر إلى هذا الشهر الفضيل بكثير من الحيرة والخوف والتوجس.
إن الحليم المتأمل يفقد الصواب وهو يرى كيف حولنا بسلوكاتنا المفتعلة هذا الشهر الكريم إلى شهر استهلاكي مرهق اقتصادياً، فلم نعد نرى فيه شهر الرحمة والروحانية بقدر ما نرى فيه شهر الولائم والحفلات والمناسبات والمجالات الكاذبة بمناسبة وبدون مناسبة.
هذا على المستوى الاقتصادي والمادي، أما من الناحية النفسية والاجتماعية، فقد تحول كثير من الصائمين إلى كتلة من الشر والعصبية، وتصاعدت لدى بعضهم المشاعر السلبية، فلا يمكنك مخاطبتهم أو حتى الحديث معهم، ولنا فيما نراه في بعض المؤسسات مثال حي وواقعي، حيث يتعذر كثير من الموظفين بعدم القيام بعملهم بأنهم صائمون، هذا ما نلحظه من زيادة في حالات الخلافات العائلية على أتفه الأسباب.
القيمة الكبرى لشهر رمضان المبارك، والذي فرض فيه الصيام، أنه شهر تهذيب للنفوس، لكننا حولناه بسلوكاتنا المفتعلة إلى شهر للكسل والإهمال في العمل والتبذير ومتابعة برامج ومسلسلات لا تحمل في طياتها أي قيمة حقيقية، بل إنها لا تتوافق مع أي قيمة من قيم هذا الشهر الفضيل.
للأسف الشديد، بأيدينا حولنا الشهر المبارك إلى أكبر ضحية، وجررناه ليكون سلعة للتسويق والترفيه بعد أن ألبسناه قناع الدين، فتكالبت علينا الضغوط النفسية والمادية، فتحول ابتهاجنا بقرب حلول الشهر الفضيل إلى موسم لتفعيل كل الوسائل لمحاولة تدبير مصاريفنا واحتياجاتنا عبر القروض والجمعيات.
نريد رمضاننا.. رمضان الرحمة والمغفرة والمودة.. من دون مكياج ولا تكلف ومغالاة.. نريد رمضاننا الحقيقي.
إضاءة
«أي روحانية يمكن أن يحس بها الصائم في شهر يجسد المادية الطاغية بدءاً بالإعلانات وانتهاء بجوائز المسابقات؟ الحق أقول لكم، أنا، ولا أدري عنكم، أحن إلى رمضان القديم.. كثيراً.. كثيراً..». «المرحوم غازي القصيبي».