برنامج طالعنا بـ«حِكايةُ وعدٌ» على محطة الـ«إم بي سي»، بهرنا منذ انطلاق أولى حلقاته اليومية مع بداية شهر رمضان الكريم، برنامج يسرد لنا قصة حلم تحولت من رؤيا مستنيرة إلى صحوة إنجاز حقيقية، ونقلة نوعية في مدة قياسية.
منذ نصف عقد ونيّفٍ أطلعَتنا محطة الـ«إم بي سي 1»، في سلسلة برنامج على قصة حلم لأمير شابّ، كانت تبدو باعتبار الواقع، هي إلى الخيال أقرب، إذ كانت تخبر عن تغيير وإعادة تشكيل والقيام بِإِصلاحٍ جِذرِيّ.
اليوم تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود غداة تقلّده ولاية العهد، يُضمّنها برنامج «حِكايةُ وعد» في قالب العودة بالذاكرة «ما يعرف بفلاش باك» بعد أن يستعرض مجموعة وقائع لمنجزات وأوجه إيجابية تغيرات، من خلال أرقام وصور حية، وشهود عيان، يستدل بها على تنفيذٍ للأقوال وتصريحات، والوفاء بوعدٍ تمّ أخذه على مَحملِ العهدِ.
وبذلك نحن أمام مشهَدٍ لمراجعة الأداء وتقييم لعمل رسمي، لكن وفق سلّم عكسي، ليس من قبل المدير أو المسؤول على رأس الهرم، وإنما من المرؤوسين، بل حتى العامة، باعتبار أنها مقامة علناً مفتوحة على الهواء، لكل أفراد المجتمع المحلي وكذلك المجتمع الدولي، من خلال القنوات الفضائية، أو وسائل التواصل الاجتماعي، ما يعكس أبعاداً أخرى من الإنجاز تمثلت في الشفافية، وجسّدت الديمقراطية، وبرهنت على الثقة بالنّفس العالية.
حقيقة هي سابقة فريدة ومميزة، ضرب بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مثلاً، لم يسبق لها أي قائد أو رئيس دولة أو حاكم حتى من تلك الدول التي سنَّت للعالم الديمقراطية أو رفعت راية الشفافية، أن تقيم مراجعة علنية تبث على الهواء، ذاك هو برهان على قوة الدولة، فالقوة الاقتصادية، أو القوة العسكرية، أو قوة امتلاك الموارد، لا تسدي من الأمر شيئاً إن لم يكن هناك قوة امتلاك قوة مهارات القيادة.
كفو لقيادة عربية تميزت بأداء حصري، وحققت إنجازاً باهراً، واستثمرت لتطوير وطنها، ونهضت بشعبها إلى الأفضل. لقد تغنينا كثيراً بالحلم العربي فلِم لا نتغنّى اليوم بإنجاز عربي؟ إن كان الحلم فرض جماعة فحريٌّ إنجازه أن يكون فرض كفاية.
بعض النظريات تنحو بالقول إلى «النقد من أجل النقد»، وأخرى تذهب بالقول إلى «النقد من أجل البناء» وبين هذه وتلك يجدُرُ لنا القول «أفلا نشدُّ على سواعد من بنى؟».