ليس من باب القسوة على تلفزيون البحرين ولكن في إطار المحبة نوجه هذا النقد، إذ إن ما نشاهده خلال شهر رمضان المبارك من تراجع كبير في مستوى الخريطة البرامجية أمر يدعو إلى الأسى، حيث غابت الهوية البحرينية عن معظم الأعمال المعروضة من برامج ومسلسلات، فانصرف -وللأسف- قطاع عريض من المواطنين إلى قنوات أخرى، استقطبت عدداً كبيراً من المبدعين البحرينيين من كُتّاب ومخرجين وفنانين ومذيعين.
الأُسر البحرينية اعتادت في هذا الشهر المبارك الالتفاف حول شاشة تلفزيون البحرين لمتابعة البرامج والمسلسلات الدرامية والكوميدية المعبرة عن الثقافة والمجتمع البحريني، فما الذي حدث؟ ولماذا وصل تلفزيوننا إلى هذا الحال؟ فما يتم عرضه برامج معلبة ومكررة، وبرامج المسابقات صارت مستهلكة، والمسلسلات لا يوجد بينها إنتاج بحريني ومستوردة؟ وأصبحت شاشتنا الوطنية بلا روح أو هوية.
لماذا لا نرى على الشاشة الوطنية أعمالاً فنية بقوة «سعدون» و«دروب» و«نيران» وغيرها من الأعمال الخالدة في الذاكرة؟ وهنا لا أقصد فقط الدراما التاريخية ولكن أن يكون لدينا إنتاج بحريني قوي يعبّر عن واقعنا وتطلعاتنا وينطلق من هويتنا؟ فالدراما والإعلام بجانب دورهما الترفيهي والتثقيفي أدوات لحفظ ذاكرة الأوطان، فالسينما المصرية على سبيل المثال أصبحت مرجعاً لتطور المجتمع المصري منذ الثلاثينات وحتى الآن.
وأعتقد أن السبب في هذا التراجع الحاد يعود إلى عدم الاهتمام بالاستثمار في «القوة الناعمة» التي تمتلكها البحرين في مجال الفن والإعلام، فالفن والإعلام بات أحد الأدوات المهمة في خطط واستراتيجيات الدول إقليمياً ودولياً، والبحرين لديها من الإرث الفني والإعلامي والموهوبين الكثير، فأين ذهبوا؟ ولماذا لا نهتم بهم؟ أين بابا ياسين وجمعان الرويعي وفاطمة عبدالرحيم وخليل الرميثي وسعاد علي وأحمد المقلة ومحمد القفاص وأسامة الماجد وبروين حبيب، وغيرهم العشرات من المبدعين البحرينيين الذين لم نحسن الاستفادة منهم فهاجروا وواصلوا نجاحاتهم في الخارج.
وحسناً فعلت الحكومة الموقرة بإدراج بناء مدينة رياضية وبكلفة 199.6 مليون دينار في ميزانيتها للسنتين الماليتين 2023- 2024، فالبحرين فعلاً بحاجة لهذا الاستثمار الرياضي والبنية التحتية الرياضية التي تؤهلها لاستضافة أكبر الأحداث الرياضية كونها إحدى أوجه «القوة الناعمة» أيضاً، ولكن ما كنا نتمناه أن تدرج الحكومة أيضاً مخصصاً لإنشاء مدينة عصرية وحديثة للإنتاج التلفزيوني والإعلامي تتناسب مع تطورات العصر وتكون مسؤولة عن إنتاج وتسويق الأعمال الدرامية البحرينية.
وأتمنى من سعادة الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام، أن يتبنى قيام الوزارة بتشكيل لجنة من كبار الإعلاميين والفنانين البحرينيين من مختلف الأجيال، وأن تكون مسؤوليتها وضع استراتيجية محددة الخطوات والتوقيت الزمني للنهوض مرة أخرى بالفن البحريني والحفاظ على ريادتنا فيه، وأن تتحول مخرجات اللجنة إلى خطوات عمل تنفيذية، فالأمر ليس رفاهية ولكنه ضرورة إذا ما أردنا أن نحمي شبابنا وأجيالنا القادمة من عوامل التغريب والأفكار التي لا تتناسب مع مجتمعنا.. حفظ الله مملكة البحرين وشعبها وأدام عليها الأمن والاستقرار.
الأُسر البحرينية اعتادت في هذا الشهر المبارك الالتفاف حول شاشة تلفزيون البحرين لمتابعة البرامج والمسلسلات الدرامية والكوميدية المعبرة عن الثقافة والمجتمع البحريني، فما الذي حدث؟ ولماذا وصل تلفزيوننا إلى هذا الحال؟ فما يتم عرضه برامج معلبة ومكررة، وبرامج المسابقات صارت مستهلكة، والمسلسلات لا يوجد بينها إنتاج بحريني ومستوردة؟ وأصبحت شاشتنا الوطنية بلا روح أو هوية.
لماذا لا نرى على الشاشة الوطنية أعمالاً فنية بقوة «سعدون» و«دروب» و«نيران» وغيرها من الأعمال الخالدة في الذاكرة؟ وهنا لا أقصد فقط الدراما التاريخية ولكن أن يكون لدينا إنتاج بحريني قوي يعبّر عن واقعنا وتطلعاتنا وينطلق من هويتنا؟ فالدراما والإعلام بجانب دورهما الترفيهي والتثقيفي أدوات لحفظ ذاكرة الأوطان، فالسينما المصرية على سبيل المثال أصبحت مرجعاً لتطور المجتمع المصري منذ الثلاثينات وحتى الآن.
وأعتقد أن السبب في هذا التراجع الحاد يعود إلى عدم الاهتمام بالاستثمار في «القوة الناعمة» التي تمتلكها البحرين في مجال الفن والإعلام، فالفن والإعلام بات أحد الأدوات المهمة في خطط واستراتيجيات الدول إقليمياً ودولياً، والبحرين لديها من الإرث الفني والإعلامي والموهوبين الكثير، فأين ذهبوا؟ ولماذا لا نهتم بهم؟ أين بابا ياسين وجمعان الرويعي وفاطمة عبدالرحيم وخليل الرميثي وسعاد علي وأحمد المقلة ومحمد القفاص وأسامة الماجد وبروين حبيب، وغيرهم العشرات من المبدعين البحرينيين الذين لم نحسن الاستفادة منهم فهاجروا وواصلوا نجاحاتهم في الخارج.
وحسناً فعلت الحكومة الموقرة بإدراج بناء مدينة رياضية وبكلفة 199.6 مليون دينار في ميزانيتها للسنتين الماليتين 2023- 2024، فالبحرين فعلاً بحاجة لهذا الاستثمار الرياضي والبنية التحتية الرياضية التي تؤهلها لاستضافة أكبر الأحداث الرياضية كونها إحدى أوجه «القوة الناعمة» أيضاً، ولكن ما كنا نتمناه أن تدرج الحكومة أيضاً مخصصاً لإنشاء مدينة عصرية وحديثة للإنتاج التلفزيوني والإعلامي تتناسب مع تطورات العصر وتكون مسؤولة عن إنتاج وتسويق الأعمال الدرامية البحرينية.
وأتمنى من سعادة الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام، أن يتبنى قيام الوزارة بتشكيل لجنة من كبار الإعلاميين والفنانين البحرينيين من مختلف الأجيال، وأن تكون مسؤوليتها وضع استراتيجية محددة الخطوات والتوقيت الزمني للنهوض مرة أخرى بالفن البحريني والحفاظ على ريادتنا فيه، وأن تتحول مخرجات اللجنة إلى خطوات عمل تنفيذية، فالأمر ليس رفاهية ولكنه ضرورة إذا ما أردنا أن نحمي شبابنا وأجيالنا القادمة من عوامل التغريب والأفكار التي لا تتناسب مع مجتمعنا.. حفظ الله مملكة البحرين وشعبها وأدام عليها الأمن والاستقرار.