بعيداً عن سيرك الإعلام الخاص بالميليشيات الإيرانية وقنواته التلفزيونية وصحافته وكتابه وحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي التي تحاول الترويج على المفاوضات الجارية الآن بين الحوثيين والسعوديين برعاية سلطنة عمان هي انتصار «للحوثي» فالموضوع كما يعلم الحوثي وغيره أنه لا علاقة له به أصلاً.
فمسار التفاوض معه هذه المرة مسار جديد غير مسبوق تماماً، مسار يأتي تحت مظلة الاتفاق السعودي الإيراني وترعاه الصين هذه المرة كمراقب، هذا المسار مربوط بامتحان إيران في مدى التزامها أمام الصين بالاتفاقية مع المملكة العربية السعودية، ولا علاقة له من قريب أو من بعيد بالحوثي نفسه، لأنه ببساطة شديدة ما الحوثي سوى منفذ وخادم لأجندة إيرانية، فإن اضطرت إيران للتخلي عنه التزاماً باتفاقيتها فإنها ستجبره على وقف إطلاق النار وتنفيذ المطالب السعودية، فهي مزوده الأول والأخير لهذه النيران أصلاً، وستجبره على الموافقة ليعود الصراع يمنياً - يمنياً من جديد.
وهذا ما سيكون عليه حال التفاوض مع بقية الميليشيات اللبنانية منها والعراقية والسورية التي ترعاها إيران، كلها ستعتمد في مسارها على جدية إيران في الاهتمام بشؤونها الخاصة والعودة لحدودها، وإنهاء استراتيجية نقل صراعاتها إلى خارج حدودها، فالكلمة الأولى والأخيرة على تلك الميليشيات وأسلحتها هي لإيران.
سننظر إلى مسار هذه المفاوضات إن كانت ستكتفي بتبريد الجبهة أم اتفاقية شاملة نهائية، هذا كله مربوط بجدية إيران، صحيح أن الدور الصيني في تلك المفاوضات محدود إن كنا نقيسه بشكل مباشر، فقد تركت الصين للإيرانيين والسعوديين مساحة الحراك ويكفيها أنها رعت التفاوض المباشر بينهما بعيداً عن الوساطة الأمريكية التي كانت تستفيد من ذلك الصراع وتديره بدلاً من إنهائه، هذا التفاوض المباشر هو ما سيحدد مسار الجدية الإيرانية، فلن يكون أمام إيران هذه المرة أي شماعة لتعلق عليها ضعف التزاماتها وهشاشة وعودها، كما لن يكون أمام الوسطاء السابقين كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أي دور سوى التشجيع أو التخريب وهذا وارد، فنجاح الاتفاق هذه المرة سيلغي تماماً النفوذ الذي حصلت عليه هاتان الدولتان وسيفتح الطريق أمام الموانئ اليمنية للقوافل الصينية إذ سيمد خيط الحرير من شنغهاي إلى الحديدة بلا عوائق ولا التفافات وصولاً لمضيق باب المندب.
أما إعلام الميليشيات الإيرانية فهو معني بتطمين أتباعه وكوادره ورفع معنوياتهم والتعتيم على المستقبل المظلم والمجهول الذي ينتظرهم وتخفيف مخاوفهم من مصير تركهم في مواجهة مواطنيهم دون سلاح إيراني.
تلك الجماعة في اضطراب كبير والخوف من أن يكون مصيرهم كمصير لافتة «شارع نمر النمر» التي تمت إزالتها تمهيداً لإعادة فتح السفارة السعودية في طهران. فهل وصلت الرسالة؟
فمسار التفاوض معه هذه المرة مسار جديد غير مسبوق تماماً، مسار يأتي تحت مظلة الاتفاق السعودي الإيراني وترعاه الصين هذه المرة كمراقب، هذا المسار مربوط بامتحان إيران في مدى التزامها أمام الصين بالاتفاقية مع المملكة العربية السعودية، ولا علاقة له من قريب أو من بعيد بالحوثي نفسه، لأنه ببساطة شديدة ما الحوثي سوى منفذ وخادم لأجندة إيرانية، فإن اضطرت إيران للتخلي عنه التزاماً باتفاقيتها فإنها ستجبره على وقف إطلاق النار وتنفيذ المطالب السعودية، فهي مزوده الأول والأخير لهذه النيران أصلاً، وستجبره على الموافقة ليعود الصراع يمنياً - يمنياً من جديد.
وهذا ما سيكون عليه حال التفاوض مع بقية الميليشيات اللبنانية منها والعراقية والسورية التي ترعاها إيران، كلها ستعتمد في مسارها على جدية إيران في الاهتمام بشؤونها الخاصة والعودة لحدودها، وإنهاء استراتيجية نقل صراعاتها إلى خارج حدودها، فالكلمة الأولى والأخيرة على تلك الميليشيات وأسلحتها هي لإيران.
سننظر إلى مسار هذه المفاوضات إن كانت ستكتفي بتبريد الجبهة أم اتفاقية شاملة نهائية، هذا كله مربوط بجدية إيران، صحيح أن الدور الصيني في تلك المفاوضات محدود إن كنا نقيسه بشكل مباشر، فقد تركت الصين للإيرانيين والسعوديين مساحة الحراك ويكفيها أنها رعت التفاوض المباشر بينهما بعيداً عن الوساطة الأمريكية التي كانت تستفيد من ذلك الصراع وتديره بدلاً من إنهائه، هذا التفاوض المباشر هو ما سيحدد مسار الجدية الإيرانية، فلن يكون أمام إيران هذه المرة أي شماعة لتعلق عليها ضعف التزاماتها وهشاشة وعودها، كما لن يكون أمام الوسطاء السابقين كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أي دور سوى التشجيع أو التخريب وهذا وارد، فنجاح الاتفاق هذه المرة سيلغي تماماً النفوذ الذي حصلت عليه هاتان الدولتان وسيفتح الطريق أمام الموانئ اليمنية للقوافل الصينية إذ سيمد خيط الحرير من شنغهاي إلى الحديدة بلا عوائق ولا التفافات وصولاً لمضيق باب المندب.
أما إعلام الميليشيات الإيرانية فهو معني بتطمين أتباعه وكوادره ورفع معنوياتهم والتعتيم على المستقبل المظلم والمجهول الذي ينتظرهم وتخفيف مخاوفهم من مصير تركهم في مواجهة مواطنيهم دون سلاح إيراني.
تلك الجماعة في اضطراب كبير والخوف من أن يكون مصيرهم كمصير لافتة «شارع نمر النمر» التي تمت إزالتها تمهيداً لإعادة فتح السفارة السعودية في طهران. فهل وصلت الرسالة؟