كجهات تعمل تحت مظلة الحكومة، فإن «خدمة المواطن» هي أساس العمل كله.

الموظفون الحكوميون يخضعون تحت مظلة «الخدمة المدنية» ويُحكمون بحسب لوائحها وقوانينها، أي بما معناه هم «يخدمون» في هذه القطاعات، ووصف «الخدمة» هنا ليس وصفاً دونياً أو يقلل من شأن أي شخص؛ بل «خدمة الناس» وتحقيق تطلعاتهم وتلبية رغباتهم وتسهيل أمرهم هي «كل الشرف».

بالتالي مثل هذه المفاهيم لا نقول بأن لها تصحيحاً اليوم بما يتعلق بإدراك معانيها ومضامينها، لأنها يفترض مفاهيم متأصلة مداركها في مجتمعنا منذ عقود طويلة، هذا المجتمع البحريني الشهير بتلاحمه وتراحمه وتعاضد الجميع لأجل خدمة الجميع. بل نقول إن هذه المفاهيم لابد وأن يكون لها توضيح دقيق حتى يدركها من لم يتوقف عندها ويتمعن فيها، ولماذا وضعت أصلاً.

لذلك نكرر القول لكل من يعمل في الحكومة في أي قطاع تحت مظلتها، بأن الهدف الأسمى من كل هذا الحراك والعمل هو «خدمة الوطن» وذلك عبر «خدمة المواطن»، وأن هذه الخدمة هي «شرف المهنة»، بل تحقيقها هو «الإنجاز الحقيقي».

وعليه نقول وبكل إنصاف، وبعد ملاحظة عمل عديد من القطاعات، بأن هناك تنامياً واضحاً في الاهتمام بهذا الجانب، وما أعنيه هو الحرص على «خدمة الناس» قدر المستطاع من خلال تحقيق نتائج أداء تستقطب رضا المواطن، ومن خلال تسهيل عمليات وإجراءات توفر على المتعاملين عناء كانوا يشكون منه سابقاً لدى مراجعتهم لمراكز الخدمات أو الدوائر الحكومية، إضافة للذكاء في استخدام التكنولوجيا الحديثة في تطويع المتاح من آليات للتوفير على المواطن عناء الجهد والتعب.

بالفعل هناك جهات اليوم قدمت أمثلة إيجابية على تطوير عملياتها وتحقيق نسبة رضا مرتفعة لدى المتعاملين، وصنفت بالتالي كجهات تستحق وصفها بنماذج مشرّفة لأفضل الممارسات، والنقطة الهامة هنا في تقييمها أو رفع تصنيفها مرتبطة بشكل أساسي بالعنصر الذي تعمل من أجله، ونعني هنا العميل أو الناس الذين هم من يقيمون تجاربهم ويعربون إما عن رضاهم أو يقدمون انتقاداتهم.

أي جهة ناجحة في عملها، في أي قطاع كانت، عاماً أو خاصاً، لابد ستجد لديها أسلوب عمل مرتبطاً بشكل أساسي ولصيق بالعملاء أي الناس، تدرس التجارب السابقة وتقييمها من وجهة نظر الناس. تحدد السلبيات وتنظر للملاحظات بعناية فائقة، وتبني على الاحتياجات والمطالبات شكل العمليات وكيفية تحقيق الأهداف بشكل أسرع وأفضل، والمعيار أولاً وأخيراً «رضا الناس».

وهذا ما يدفعنا للقول بأن المعادلة في «خدمة الناس» لابد وأن تفضي في نهايتها إلى تحقيق «رضا الناس»، لأنها إن لم تحقق هذا الهدف، فهي لم تصل لتحقيق هدف «خدمتهم» أبداً.

التقدير والتحية لكل جهة تعمل على هذا الأساس، أي تضع «خدمة الناس» هدفاً لها وتقيم لرأيهم وزناً، وتطور من عملها بناء على احتياجاتهم ومطالبهم.