هلّت تباشير العيد السعيد، وما أجمل العيد بعد مضمار العبادة والطاعة التي شمّر فيها المؤمن عن سواعده ليتقرب إلى المولى الكريم. أظهروا الفرح والسرور في يوم العيد تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتلذذوا بتباشيره وانشروا البشر والأمل وجمال الحياة وصلوا الأرحام والأصحاب والأحباب والتقوا معهم على مائدة الخير، وعانقوا النفوس المحبة لكم وادعوا لهم بقبول العمل «تقبل الله منا ومنكم». عيشوا لحظات العيد بفرحة الطاعة وتلذذوا بمعاني الفرح والسعادة التي تناساها البعض في ظل تيهانه في بحور الهم والحزن وحالات الفقد. قطار الحياة يسير، ومن تخلف عن اللحاق به خسر حياته كلها، وسيجد نفسه بعيداً عن «إيجابية العيش». جاء العيد وهلّت أفراحه وتباشير السعد.
- تتفقون معي بلاشك بأن شهر رمضان لهذا العام جاء في ثوب قشيب جميل جداً بجميع أجوائه ومميز بأيامه وبركاته، لدرجة أنه مرَّ سريعاً كسرعة الزمان الذي نعيشه. هي محطة متجددة أخرى من محطات الحياة التي مازلنا نتعلم فيها الجديد، ونجدد ذلك «الإيمان» المتقد الذي يحتاج إلى تعاهده بين الفينة والأخرى حتى لا يفتر بلا نتاج حقيقي في الحياة. سيبقى رمضان «محطة التغيير الحقيقية» التي بها نرتقي للخير ونغير «كيان النفس» المتعطل في مسير الأثر. اللهم أعد رمضان علينا أعواماً عديدة.
- هناك من الأصحاب والخلان من يحرص على وصالك والالتقاء بك في محطات إيمانية دائمة في الحياة، وبخاصة في شهر رمضان المبارك، فاللقاء فيه متعة كبيرة لا توصف، تتنافس فيه النفوس من أجل استثمار الأوقات في طاعة الله عز وجل وبخاصة في العشر الأواخر. نفوس اعتادت أن تجدد إيمانها مع أحبابها ولو لمرة واحدة من خلال هذه المحطة السنوية، فلم تنقطع عن عادتها السنوية التي اعتادت أن تحط رحالها في بيت من بيوت الله تعالى تتنفس فيه القيام والذكر وقراءة القرآن وتجدد المحبة في الله تعالى مع روّاد المسجد. تبقى النفوس «الوفية» هي الذكرى المتجددة في الحياة ووصال الخير من أجل «الفردوس الأعلى».
- مشروع جميل أنهيته منذ فترة من خلال تجميع الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي وردت في البرنامج التلفزيوني «أجمل دعاء» للشيخ مشاري الخراز. وتيسرت الأمور بحمد الله تعالى ومع بدء العشر الأواخر من رمضان في الحصول على دعم من بعض المحسنين من بعض العوائل -جزاهم الله خيراً- لطباعة الكتيب وتوزيعه على بعض المصلين في المساجد. أدعية نبوية في جميع جوانب الحياة تمس حياة المسلم وتحفظه من شرور الحياة، وتنير له «مسير الخير»، وهي بلاشك «رفيق الدرب» لكل مؤمن يحب أن يكون سعيداً في الحياة بأذكار تنير له طريقه. فرحة لا تدانيها فرحة كلما أنجزت بعض مشروعات «الأثر» ويسّر الله من يقف معك لنشره وتعميم الفائدة منه. ونسأل الله عز وجل التوفيق في مشروعات ذات الأثر التربوي في النفوس.
- ليس لسرعة «انقضاء الأوقات» في مسير الحياة أي مبرر بأن يقصر الإنسان في أداء واجباته الأخروية والدنيوية، وأن يجعلها «شمّاعة» للتقصير الحياتي. منذ أن ولدنا في هذه الحياة ونتعلم بأن من صفات الوقت «سرعة الانقضاء» ومع ذلك فإن سعينا ومبادرتنا في الحياة كانت على كافة الصعد. صحيح أن الوقت الآن ليس كالأمس كصورة يتصورها العقل البشري، ولكن في الوقت ذاته بإمكاننا تنظيم الأولويات والدفع من جديد بتلك الأحلام «المُعطلة» والتواصل مع الكون كله، فهي الخلافة الحقيقية في هذه الحياة كما كلفنا المولى عز وجل بها.
باختصار لابد أن تعي أنك «ضيف» في هذه الحياة ولابد أن تسرع للاستفادة من وقت وجودك القصير فيها حتى تؤتي في مستقبلك الثمار اليانعة، ولك أن تتخيل مكانتك في الغد القريب جداً في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
ومضة أمل
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وعيدكم مبارك وعساكم من عوّاده وكل عام وأنتم بخير.