ما كدنا نصدق رؤيتنا لبصيص ضوء في نهاية النفق وإخماد نار الحروب المستعرة في عقر دارنا والتفاوض الطويل والشاق لتحجيم دور الميليشيات وعودة اليمن والانفتاح على سوريا ودمج العراق في محيطه العربي، فإذا بنا نصحو على صوت أزيز الراجمات والصواريخ وجعجعة السلاح وأعمدة الدخان المتصاعد وهي تغطي سماء الخرطوم بعد أن حزمت قوى الشر معداتها لتنتقل من قارة آسيا بعد أن أنجزت مهمتها في شل وتدمير دول بعينها وإخراجها من المعادلة كمجموعة قوى مؤثرة وشعوب عربية، لتحط في قلب قارة إفريقيا وتحديداً في عقر دارنا وفي بلد عربي مسلم «السودان» كالعادة بعد أن أشرفت وغذت الصراع بين الفرقاء ووصلت بهم إلى حافة الانهيار باندلاع صراع بإمرة جنرالات ورجالات حروب بقلوب جلفة يدعي كل منهم وصله بليلى ولا داعي للخوض في أسمائهم وعناوينهم.
الكثير من المراقبين للوضع السياسي في السودان كانوا يتوقعون حدوث صدام بين الفرقاء لكن ليس بهذا التوقيت ولا بهذا الحجم من التصعيد الخطير، فمنذ عقود والوضع السياسي مرتبك ومتلبك، والتناحر الخفي بين الأقطاب على التمسك بالسلطة هو كالنار تحت الهشيم فما أن هبت رياح صفراء خفيفة من فوقه حتى تطاير الرماد وتعالت النيران، بعد أن أرسى قواعد الصراع وهيأ الأجواء فيها الديكتاتور المخلوع «عمر البشير»، فضلا عن اتخاذ شماعة التطبيع مع إسرائيل بين مؤيد ومعارض لشحن ودغدغة مشاعر الجماهير، والمماطلة بل التعمد بالحنث عن الوعود الكاذبة بنقل الحكم إلى سلطة مدنية، وما زاد الطين بلة وأجج الصراع بين الأجنحة العسكرية هو التخابر مع بعض الدول والأنظمة من أجل كسب التأييد وتدفق المزيد من المال والسلاح، فجميع تلك العوامل شكلت أرضية مناسبة لنشوب الصراع بعد تفكك الجيش النظامي والذي تم اختراقه من قبل الميليشيات التي اتخذت عدة عناوين ومواقع داخل جسم الجيش والسلطة المفككة أساساً وكل ذلك شكل عقبة كأداء في طريق التفاوض والجلوس إلى مائدة مستديرة لتغليب مصلحة السودان على المصالح الحزبية والشخصية.
إن الانزلاق إلى حرب أهلية هو أمر متوقع وسيكون من الصعب تداركه وله تداعياته وهو أشد تعقيداً من أي مشهد مماثل نظراً لما يشكله موقع السودان الجغرافي في القارة الإفريقية، ويكاد يشبه موقع العراق في موقعه وتأثيره في قارة آسيا والخليج العربي التي ما زالت المنطقة تدفع ثمناً باهظاً بالتغافل عن احتوائه في حينها حتى خرجت عن السيطرة واكتوى بنارها الجميع.
اليوم جميع الدول المحيطة بالسودان تعيش أجواء الحرب حتى وإن لم تعلن ذلك صراحة، والأنظمة فيها تستشعر الخطر لكن دون أن تتحوط أو تضع أي خطط عملية لتفاديها وإنقاذ شعوبها، مع غياب تام لأي مبادرات وحلول لاحتوائها.
وما يثير الدهشة حقاً أن الدول العربية ومنظماتها وجامعتها ما زالت مكتوفة الأيدي والنار تقترب من ديارها وكأنها غير معنية بشررها!
وأخيراً فلقد قرع ومن الغرب ناقوس الخطر مدوياً، فلم يمض على الصراع في السودان سوى عدة أيام حتى بادرت أغلب الدول بغلق سفاراتها وإجلاء رعاياها وهذا ما لم يحدث حتى في أوكرانيا مركز الصراع وبذرته لحرب عالمية هي على الأبواب، والتي مضى على اندلاع الحرب فيها أكثر من عام، وهذا يعطينا مؤشراً خطيراً أن الجميع بات متيقناً أن الصراع سيتفاقم وستتدفق بسببه حشود هائلة من اللاجئين والمشردين، وستنصب آلاف الخيام، وسيطول الصراع أكثر مما هو متوقع، ولن ينتهي إلا بتقسيم هذا البلد إلى كاتونات ودويلات ستبقى متصارعة، ولا نستبعد أن يمتد شرره لعدة عواصم من القارة الإفريقية.
ألا يشكل كل ذلك خطراً محدقاً بالشعوب ودخاناً أسودَ فوق كل الدول العربية؟
الكثير من المراقبين للوضع السياسي في السودان كانوا يتوقعون حدوث صدام بين الفرقاء لكن ليس بهذا التوقيت ولا بهذا الحجم من التصعيد الخطير، فمنذ عقود والوضع السياسي مرتبك ومتلبك، والتناحر الخفي بين الأقطاب على التمسك بالسلطة هو كالنار تحت الهشيم فما أن هبت رياح صفراء خفيفة من فوقه حتى تطاير الرماد وتعالت النيران، بعد أن أرسى قواعد الصراع وهيأ الأجواء فيها الديكتاتور المخلوع «عمر البشير»، فضلا عن اتخاذ شماعة التطبيع مع إسرائيل بين مؤيد ومعارض لشحن ودغدغة مشاعر الجماهير، والمماطلة بل التعمد بالحنث عن الوعود الكاذبة بنقل الحكم إلى سلطة مدنية، وما زاد الطين بلة وأجج الصراع بين الأجنحة العسكرية هو التخابر مع بعض الدول والأنظمة من أجل كسب التأييد وتدفق المزيد من المال والسلاح، فجميع تلك العوامل شكلت أرضية مناسبة لنشوب الصراع بعد تفكك الجيش النظامي والذي تم اختراقه من قبل الميليشيات التي اتخذت عدة عناوين ومواقع داخل جسم الجيش والسلطة المفككة أساساً وكل ذلك شكل عقبة كأداء في طريق التفاوض والجلوس إلى مائدة مستديرة لتغليب مصلحة السودان على المصالح الحزبية والشخصية.
إن الانزلاق إلى حرب أهلية هو أمر متوقع وسيكون من الصعب تداركه وله تداعياته وهو أشد تعقيداً من أي مشهد مماثل نظراً لما يشكله موقع السودان الجغرافي في القارة الإفريقية، ويكاد يشبه موقع العراق في موقعه وتأثيره في قارة آسيا والخليج العربي التي ما زالت المنطقة تدفع ثمناً باهظاً بالتغافل عن احتوائه في حينها حتى خرجت عن السيطرة واكتوى بنارها الجميع.
اليوم جميع الدول المحيطة بالسودان تعيش أجواء الحرب حتى وإن لم تعلن ذلك صراحة، والأنظمة فيها تستشعر الخطر لكن دون أن تتحوط أو تضع أي خطط عملية لتفاديها وإنقاذ شعوبها، مع غياب تام لأي مبادرات وحلول لاحتوائها.
وما يثير الدهشة حقاً أن الدول العربية ومنظماتها وجامعتها ما زالت مكتوفة الأيدي والنار تقترب من ديارها وكأنها غير معنية بشررها!
وأخيراً فلقد قرع ومن الغرب ناقوس الخطر مدوياً، فلم يمض على الصراع في السودان سوى عدة أيام حتى بادرت أغلب الدول بغلق سفاراتها وإجلاء رعاياها وهذا ما لم يحدث حتى في أوكرانيا مركز الصراع وبذرته لحرب عالمية هي على الأبواب، والتي مضى على اندلاع الحرب فيها أكثر من عام، وهذا يعطينا مؤشراً خطيراً أن الجميع بات متيقناً أن الصراع سيتفاقم وستتدفق بسببه حشود هائلة من اللاجئين والمشردين، وستنصب آلاف الخيام، وسيطول الصراع أكثر مما هو متوقع، ولن ينتهي إلا بتقسيم هذا البلد إلى كاتونات ودويلات ستبقى متصارعة، ولا نستبعد أن يمتد شرره لعدة عواصم من القارة الإفريقية.
ألا يشكل كل ذلك خطراً محدقاً بالشعوب ودخاناً أسودَ فوق كل الدول العربية؟