في زمننا هذا بات الصدق ممارسة خطيرة!
قالها لي صاحبي في أحد المجالس، وأخذ يهمس «لا تصدّق أحداً يريد رأيك بكل صدق، فاليوم ابتلينا ببشر يرفعون شعارات المثالية، لكن في الحقيقة هم يحاربونها بكل قوة، حتى في البيت ومع أفراد عائلتك لا تقل الصدق ولو طلبوه»!
قلت له: «أفصح، إذ القناعة الأزلية بأن الصدق هو الفعل السوي الذي يجب اتباعه، أولاً امتثالاً لأمر الله والدين، وثانياً لأنه السلوك البشري الصحيح».
قال: «ليس كل إنسان يتقبل الصدق، فكثير من البشر، بالأخص من يخطئون في ممارساتهم أو أفعالهم ولا يعترفون، لا يحبذون معرفة الآراء الصادقة بشأنهم، ولا تصدقهم حتى لو ادعوا ذلك، إذ كم من شخص طلب الصدق ثم استمات ليضر بمن صدقوا معه».
عموماً، هو نقاش لا ينتهي، وقناعات بدأت تزيد في أوساط الناس، وللأسف هي تسير في اتجاه معاكس تماماً للفطرة والسلوك الإنساني السوي. وما أعنيه هنا حينما تغلب الصفات الذميمة على الحميدة، وتصبح هي «النمط السائد»، بحيث تتحول السلوكات الصحيحة إلى «محرمات» في أوساط المجتمع، مجرد ممارستها والالتزام بها يجعل أصحابها عرضة للاستهداف أو التكالب عليهم.
اليوم حينما يُطلب رأيك، ويقول لك طالب الرأي «تحدث بكل صدق وصراحة»، هل ستفكر قبل الإجابة، أم ستجيب بشكل مباشر وتتحدث بكل أريحية ودون تردد أو قلق من تداعيات ما تقول؟!
سيجيب البعض بأن الفعل مرتبط بهوية «السائل» وأسلوب تعامله، إذ مثلاً لو كان مسؤولي في العمل وهو الذي يمتلك كافة الصلاحيات، وقد سألني ذلك، هل سأجيبه بكل صدق؟! وماذا لو كان الصدق يعني حديثي عن أمور أراها أخطاء حصلت؟ هل هذا الكلام سيجعلني في خانة «المزعجين» الذين ينبغي إسكاتهم أو استهدافهم؟! هل لو سكت وقلت «كل الأمور تمام»، هل هذا سيجعلني ضمن أصحاب الحظوة والمقربين؟!
هنا «هوية السائل» تعتبر فيصلاً في الموضوع، إذ لو كان شخصاً معروفاً بتقبل الرأي وساعياً في الإصلاح والخير، ويهمه البشر ومصلحتهم، ويغلب المصلحة العامة على الخاصة، فإنه شخص يجب أن تصدق معه حتى النهاية، لأن الصدق معه مقدر، بل مهم لأنه هو الباحث عنه، ما يعني أنه يبحث عمن ينطبق عليه الوصف «الصادق الأمين»، وتعرفون من وصف بهذا الوصف، رسولنا صلوات الله عليه.
للأسف هذا واقع يحصل، وتحول الصدق إلى صفة مذمومة، وصاحبه إنسان مزعج، وبالفعل لأن أن «الصدق مزعج» للكثيرين، وأغلب البشر يبحثون عن «التبريرات» وما يمكن من خلاله سرد «الذرائع» بدل الصدق الذي قد يجعلهم يصدمون أو ينتبهون لأمور كان يفترض ألا تحصل لو كان من بقربهم «صادقين معهم».
نصيحة لكل شخص مهما كان موقعه، رسولنا أسموه كفار قريش المختلفين معه دينياً بـ«الصادق الأمين» لأنهم عرفوا أن «الحق لا يضيع معه»، بالتالي من يصدق معك ليس عدوك، وكما قالت العرب: «صديقك من صَدَقَك، لا من صَدْقك».
قالها لي صاحبي في أحد المجالس، وأخذ يهمس «لا تصدّق أحداً يريد رأيك بكل صدق، فاليوم ابتلينا ببشر يرفعون شعارات المثالية، لكن في الحقيقة هم يحاربونها بكل قوة، حتى في البيت ومع أفراد عائلتك لا تقل الصدق ولو طلبوه»!
قلت له: «أفصح، إذ القناعة الأزلية بأن الصدق هو الفعل السوي الذي يجب اتباعه، أولاً امتثالاً لأمر الله والدين، وثانياً لأنه السلوك البشري الصحيح».
قال: «ليس كل إنسان يتقبل الصدق، فكثير من البشر، بالأخص من يخطئون في ممارساتهم أو أفعالهم ولا يعترفون، لا يحبذون معرفة الآراء الصادقة بشأنهم، ولا تصدقهم حتى لو ادعوا ذلك، إذ كم من شخص طلب الصدق ثم استمات ليضر بمن صدقوا معه».
عموماً، هو نقاش لا ينتهي، وقناعات بدأت تزيد في أوساط الناس، وللأسف هي تسير في اتجاه معاكس تماماً للفطرة والسلوك الإنساني السوي. وما أعنيه هنا حينما تغلب الصفات الذميمة على الحميدة، وتصبح هي «النمط السائد»، بحيث تتحول السلوكات الصحيحة إلى «محرمات» في أوساط المجتمع، مجرد ممارستها والالتزام بها يجعل أصحابها عرضة للاستهداف أو التكالب عليهم.
اليوم حينما يُطلب رأيك، ويقول لك طالب الرأي «تحدث بكل صدق وصراحة»، هل ستفكر قبل الإجابة، أم ستجيب بشكل مباشر وتتحدث بكل أريحية ودون تردد أو قلق من تداعيات ما تقول؟!
سيجيب البعض بأن الفعل مرتبط بهوية «السائل» وأسلوب تعامله، إذ مثلاً لو كان مسؤولي في العمل وهو الذي يمتلك كافة الصلاحيات، وقد سألني ذلك، هل سأجيبه بكل صدق؟! وماذا لو كان الصدق يعني حديثي عن أمور أراها أخطاء حصلت؟ هل هذا الكلام سيجعلني في خانة «المزعجين» الذين ينبغي إسكاتهم أو استهدافهم؟! هل لو سكت وقلت «كل الأمور تمام»، هل هذا سيجعلني ضمن أصحاب الحظوة والمقربين؟!
هنا «هوية السائل» تعتبر فيصلاً في الموضوع، إذ لو كان شخصاً معروفاً بتقبل الرأي وساعياً في الإصلاح والخير، ويهمه البشر ومصلحتهم، ويغلب المصلحة العامة على الخاصة، فإنه شخص يجب أن تصدق معه حتى النهاية، لأن الصدق معه مقدر، بل مهم لأنه هو الباحث عنه، ما يعني أنه يبحث عمن ينطبق عليه الوصف «الصادق الأمين»، وتعرفون من وصف بهذا الوصف، رسولنا صلوات الله عليه.
للأسف هذا واقع يحصل، وتحول الصدق إلى صفة مذمومة، وصاحبه إنسان مزعج، وبالفعل لأن أن «الصدق مزعج» للكثيرين، وأغلب البشر يبحثون عن «التبريرات» وما يمكن من خلاله سرد «الذرائع» بدل الصدق الذي قد يجعلهم يصدمون أو ينتبهون لأمور كان يفترض ألا تحصل لو كان من بقربهم «صادقين معهم».
نصيحة لكل شخص مهما كان موقعه، رسولنا أسموه كفار قريش المختلفين معه دينياً بـ«الصادق الأمين» لأنهم عرفوا أن «الحق لا يضيع معه»، بالتالي من يصدق معك ليس عدوك، وكما قالت العرب: «صديقك من صَدَقَك، لا من صَدْقك».