أسدل الستار عن فعالية "ريترو المنامة" التي أقيمت ضمن فعاليات أعياد البحرين الوطنية والتي هدفت إلى الاحتفاء بإرث المنامة التاريخي والاقتصادي والاجتماعي التي نظمتها هيئة البحرين للسياحة والمعارض بالتعاون مع عدد من المؤسسات في القطاع الخاص.
ما اجمل أن تعود بنا السنون إلى الوراء ولو للحظة لنستذكر عبق التاريخ في تلك الأيام الخوالي فقد كنا جزءاً من الماضي الجميل في حقب شكلت ثقافة المجتمع البحريني وامتدادها من الماضي إلى الحاضر، ففعالية "ريترو المنامة" كانت كفيلة بأن تعود بنا إلى سنوات كانت أبعادها واضحة لحضارة البحرين الحديثة وما تركته من أثر واضح على أعلى المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، فريترو المنامة ليست مجرد فعالية ترفيهيه وإنما صورة مبدعة عكست وجه مملكة البحرين وسنوات تقدمها وتطورها وازدهارها في حقبة سيطرت المملكة على مفاهيم عديدة كانت كفيلة بأن تكون مركزاً هاماً بين دول المنطقة تركت بصمة تاريخية في مجال التجارة والتعليم والصحة والكثير من المجلات التي انطلقت من البحرين لؤلؤة الخليج إلى العالم.
"فلاش باك" في ريترو المنامة هو استحضار لزمن الإصرار على مسايرة التقدم ومواكبة كل ما هو جديد على مختلف الأصعدة وهذا ما حاول القائمين على الفعالية إبرازه في الحقب التي سبقت الألفية، في استحضار أهم ما يميز كل حقبة الاقتصادية الثقافية التكنولوجية البيئية حتى في الموروث الشعبي والعادات والتقاليد واهم الأزياء والموسيقى والمطاعم والمقاهي في تلك الفترة – التراث المادي وغير المادي- وهذا بالتأكيد له أهمية كبيرة في فهم تاريخ البحرين واثره على الحاضر في ترسيخ الهوية الثقافية والارتباط بالتراث الوطني مما يسهم في الحفاظ على التقاليد والممارسات الثقافية من أدب وفنون وموسيقى، كذلك نقل المعرفة لتطوير المجتمع وفهم العالم من حولنا وتأثيره علينا.
"ريترو المنامة" تجربة جداً جميلة استمتع الزائرون من المواطنين والمقيمين والسواح خاصة من دول المنطقة بكل التفاصيل الدقيقة، جهد واضح يشكر القائمين عليه على الفكرة الرائعة وعلى الإبداع في التنفيذ، وأمنياتنا أن تستمر الفعالية في نسخ متوالية كل عام لتشمل مساحات أكبر من سوق المنامة وتسليط الضوء على بعض الفرجان مثل فريج الفاضل وأول محكمة نظامية في المنامة وأول فندق في البحرين ودور السينما والكثير من الأماكن التي تعد مركزاً هاماً للسياحة والترفيه والتجارة في بدايات التطور الحضاري للبحرين، فالمملكة غنية بتاريخها الطويل، القديم والحديث، من المهم ومن خلال هذه الفعاليات إبراز التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي عاصرها المجتمع البحريني واثرها عليهم للأجيال القادمة.
كلمة من القلب
شكراً من القلب لوزارة السياحة ولهيئة السياحة والمعارض وللقطاع الخاص وللشباب المبدع على هذه الفعالية القيمة وعلى اختيار المنامة لتكون حاضرة بعبق الماضي في الأعياد الوطنية، فالمنامة مدينة تعددت فيها الثقافات وعاصرت تغيرات كثيرة ساهمت في تشكيل الهوية الحديثة المرتكزة على الهوية الوطنية، فقد كانت المنامة مركزاً هاماً للتجارة ومركزاً للتعليم والثقافة ساهم ذلك تقبل المجتمع البحريني بالتنوع الثقافي أدى إلى النمو الاقتصادي بشكل ملحوظ إقليمياً ودولياً.