بعد أن هدأت شوارع البحرين من فيضانات الفرح بالانتصار الكروي الكبير والفوز بكأس الخليج في نسخته السادسة والعشرين، وما صاحبه من أحداث كثيرة سواء خلال المباريات أو بين الجماهير في الكويت الشقيقة وبين إخوتنا من دول الخليج الذين نافسوا على البطولة بحب وود، وبين الشقيقة الكويت التي استضافت الحدث وكانت على قدر الضيافة كعادتهم، فهناك الكثير من العمل.

شهدنا كيف كان الدعم الجماهيري الكبير الذي ذهب منذ بداية الدورة، والذي صار أضعافاً مضاعفة في المباراة النهائية، وكيف كانت البحرين قيادة وأفراداً ومؤسسات، على قلب واحد وفريق واحد احتشدوا ليقدموا الدعم لمنتخبنا، وهو في حقيقته لم يكن سوى نتيجة حتمية وواقعية لما نفذته البحرين من مبادرات خاصة بتعزيز الولاء للوطن.

ولا يفوتنا دعم القيادة الكبير لهذا الحدث، والذي كان مؤثراً في تحقيق النصر الكبير، بداية من رأس السلطة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، الذي تابع ووجه، مرورا بسمو ولي العهد رئيس الوزراء الذي رسم ونفذ، وصولاً إلى سمو الشيخ ناصر الذي كانت له لمساته الأخوية الداعمة للمنتخب وحتى للمشجعين كباراً وصغاراً، وكذلك الاهتمام والرعاية من قبل سمو الشيخ خالد، وانتهاء بالدعم المعنوي الكبير في حضور سمو الشيخ محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة نهائي بطولة.

وبعد هذه الأحداث الكثيرة والجميلة، نتوقف عند الأثر الاقتصادي لما تحقق في القطاع الرياضي، ونحاول أن نستجمع أقصى ما يمكن تحقيقه من مكتسبات في هذا الإطار، فمما لا شك فيه أن البحرين كانت على قمة المتابعة في وسائل التواصل الاجتماعي الخليجية والعربية بعد الفوز، وقد التفتت الأنظار إلى هذا التحول في أداء الفريق والذي يمكن وضعه تحت عنوان "حسن الإدارة".

وهذه الإدارة لا تتوقف عند حدود الملعب واللاعبين، ولكنها تخرج "out" لتصل إلى إدارة القطاع الرياضي والشبابي، فهناك خبراء سينظرون إلى ما حدث ويبحثون بعيداً عن الملعب والتدريب واللاعبين، وكيف أن البحرين غيرت في مفاهيم ريادة الأعمال وإدارة الأنشطة.

ولعل أول الغيث في ثمار هذا النجاح والذي يؤكد هذا التوقع، هو ما حدث مع اللاعب محمد مرهون، حيث كشفت تقارير صحفية إماراتية، عن أنه المطلوب رقم 1 من قبل 3 أندية، ترغب في التعاقد معه بعد تألقه الكبير في خليجي 26، وسيكون هناك المزيد في الأيام المقبلة.

لذلك لا يجب أن نتوقف كثيراً عند هذه المرحلة، ونواصل الاستثمار في شباب الوطن، ونركز على الاستثمار الرياضي الذي يمكن أن يحقق عوائد سريعة ومرتفعة، خاصة وأننا حققنا السمعة المطلوبة في هذا النوع من الاستثمار، ولا ننكر ما تقوم به الحكومة برئاسة سمو ولي العهد في هذا الصدد، ولكن يجب أن تتولى الأندية زمام المبادرة وتقتنص الفرصة السانحة، لأن ما تحقق من انتصار خليجي، سيسلط الضوء على تلك الأندية وما تحتضنه من مواهب كروية تحتاج للتدريب والصقل والترويج، وعندها سنرى العوائد.