في الكلمة التي ألقاها الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، في احتفال منظمة D.A.R.E. «دير» الأمريكية، بعيدها الأربعين الذي أقيم بمقر معهد الولايات المتحدة للسلام التابع للكونغرس الأمريكي، وبحضور الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة، وأول عضو بمجلس إدارة المنظمة من خارج الولايات المتحدة، والذي من خلاله تم إطلاق منهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف، في إطار عملية التحديث التي يشهدها برنامج مكافحة العنف والإدمان «معاً»، أوصل معاليه مجموعة من الأفكار البحرينية الخالصة للوفود المشاركة، ومدى نجاحها بشكل رائع. بوصفها تجارب بحرينية وطنية استمدت قوتها من داخلها، لا من الخارج.يحدث كل ذلك في إطار فكرة التعايش السلمي، ومكافحة التطرف، الذي عادة ما يدعو إلى العنف ونشر الكراهية، وفرض الرأي الواحد على بقية الأفكار والمعتقدات الأخرى، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة «بحريننا» كفكرة وطنية، استطاعت البحرين أن تستعرضها بقوة في أمريكا، وأن تصدرها كتجربة ناجحة لبقية دول العالم، وكذلك برنامج «معاً» لمكافحة العنف والإدمان.وفي هذا الخصوص، أشار معالي وزير الداخلية في كلمته لهذه التجارب البحرينية الناجحة وذلك حين قال بأن: «من بين أهداف وزارة الداخلية العمل على تعزيز القيم الأساسية لمكافحة التعصب والتطرف، وهو أمر تعمل عليه الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، والمعروفة باسم «بحريننا» والتي تم إطلاقها عام 2019 وتهدف إلى تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع والهوية الوطنية بين جميع أفراد المجتمع البحريني، وترسيخ مبادئ الوحدة والتنمية والازدهار. وتعد مشاركة المجتمع، أمراً حيوياً في عملنا لتعزيز التسامح ومكافحة التطرف، حيث تحتل شرطة خدمة المجتمع بوزارة الداخلية موقع الصدارة في التعامل مع المجتمع المحلي من خلال تعزيز الشراكة بين المواطنين والشرطة وتطبيق برامج لمواجهة التعصب والتطرف، وعلى سبيل المثال، أطلقت وزارة الداخلية برنامج مكافحة العنف والإدمان «معاً» المعتمد من برنامج D.A.R.E. بالولايات المتحدة، والذي أدى إلى الحد من سوء سلوك الأطفال في المدارس بنسبة 56 في المئة منذ إطلاق البرنامج عام 2011. يعد منهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف أحدث مثال على تنفيذ الشرطة المجتمعية للمبادرات بما يتماشى مع رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، حفظه الله ورعاه، من خلال استخدام التعليم لتعزيز التسامح والسلام والاحترام المتبادل. ومن خلال تعزيز هذه القيم الأساسية في شباب أمتنا، تساعد وزارة الداخلية في تطوير جيل أكثر مقاومة للتطرف ومستعداً لمواجهة الأفكار المتطرفة برسائل التسامح والتعايش السلمي، وكان لبرنامج «معاً» الذي تم تطويره قبل عام 2020 آثار إيجابية كبيرة على أطفال المدارس في البحرين».بهذه الكلمات، وغيرها، استطاعت مملكة البحرين عبر كلمة معالي وزير الداخلية، إرسال مجموعة من الرسائل المهمة للعالم بتبني مفاهيم رائدة في مجال التعايش السلمي، ومكافحة التطرف، وترسيخ مفهوم المواطنة.