كان يوم الاثنين الثاني عشر من يونيو 2023 يوماً حزيناً على الأُسرة الرياضية البحرينية سيطر فيه الحزن على كل محبي الفقيد الغالي حسن إسماعيل، وهم كثر ولله الحمد، سواء بتوافدهم الكبير في مقبرة المنامة أو حضورهم إلى مجلس العزاء بمدينة حمد، وهو ما يجسّد مكانة الفقيد في المنظومة الرياضية ويعزّز من علاقاته الطيبة مع كلّ من يتعامل معه من رياضيين وغير رياضيين.
شخصياً، أول ما عرفته لاعباً بنادي القادسية حين كنت مدرباً للفريق في مطلع الثمانينات من القرن الماضي وكان مدافعاً شرساً وقوياً يتميّز بالجدية والعزيمة والإصرار، وقد حمل معه كلّ هذه الصفات بعد الاعتزال والتوجه إلى العمل الإداري والتنظيمي، واتضح ذلك جلياً خلال عمله في شركة «بتلكو» حين كان يتولّى تنظيم المسابقات الكروية الصيفية، وتواصل تميّزه الإداري في دوري الشركات الصناعية ومن خلال توليه مهام الأمانة العامة بنادي النجمة، قبل أن ينتقل إلى العمل في الاتحاد البحريني لكرة السلة، وكنت شخصياً أتابع نشاطاته الإدارية والإعلامية فاخترته ليكون مساعداً لي في رئاسة القسم الرياضي بجريدة «الوقت»، بعدما وجدتُ فيه الولع بالكتابة وكان خير عون لي في تسيير عمل القسم الرياضي إلى أن وقع عليه اختيار الاتحاد البحريني لكرة القدم ليعمل معهم بدوام كامل في لجنة المسابقات، وتدرّج في عمله حتى وصل إلى الأمانة العامة واستطاع بكفاءته أن تكون له علاقات طيبة، داخلية مع جميع الأندية، وخارجية مع الاتحادين القاري والدولي، وأصبح واحداً من المنظمين الذين يستعين بهم الاتحاد الآسيوي في مسابقاته الكروية.
ظل «بومحمود» وفيّاً مخلصاً لعمله حتى اللحظة التي فوجئ فيها بقرار الاستغناء عن خدماته لأسباب ومبررات غير مقنعة إطلاقاً، ولكنه تقبّل القرار بصدر رحب ولم يتردّد في الرّد على الاستفسارات التي كانت تصل إليه بعد ذلك من زملائه في الاتحاد الذين تربطه بهم علاقات حبّ ومودّة أكبر من علاقة العمل.
هكذا كان «الدينامو» حسن إسماعيل صاحب القلب الأبيض والابتسامة الدائمة حتى بعد ابتعاده عن اتحاد الكرة ظلت «ديناميكيته» بارزة في مجلس شقيقه الأكبر الأخ الصديق والزميل محمد إسماعيل مساء كل خميس، حيث يلتقي لفيف من الرياضيين في هذا المجلس العامر الذي سيفتقد في قادم الأيام «شمعته المضيئة «.
رحم الله فقيدنا الغالي حسن إسماعيل رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.