قبل أن نهم بالحديث عن المنابر ودورها ومكانتها ورسالتها وأهدافها، سأتحدث عن البحرين وعن نسيجها الاجتماعي وعلاقات أهلها وانصهار مذاهبهم وأطيافهم وانتماءاتهم، سأتحدث عن قلوبهم التي يملؤها الحب وعن أبواب منازلهم المفتوحة للجميع، وعن قوّتهم واتحادهم في الدفاع عن بلدهم وعن مكتسباتهم وعن أي ظاهرة أو عادات دخيلة.
سأتحدث عن مجالسهم التي عرفها الأهالي قبل مدارسهم، عن فرجانهم وأحيائهم، عن أزقتهم والتي وإن صغرت فهي تكبر بقلوب ساكنيها ومن يمر عليها، تلك هي البحرين وأولئك هم أهلها وساكنوها، سأتحدث عن مساجدها ومآتمها ومنابرها التي لم تصدح قط إلا بما يؤلف القلوب ويجمع الكلمة ويوحد الصف، عن أصوات أهلها وعلمائها الأجلاء الذين إن نطقوا قالوا الحكم، وإن خطبوا وحدّوا ولم يفرقوا، هذه هي الصورة الحقيقية للبحرين وأهلها ومنابرها ومساجدها ومآتمها ودور العبادة بها.
بالمقابل هناك ضريبة للحداثة وسوء استغلال الحريات، ونحمد الله أن تلك الحداثة يواجهها في المقابل عقول تعي وقلوب تبصر الخبيث من الطيب، حتى وإن جاء الرويبضة ليعتلي منبراً من منابر الحكمة والدين والعقل، منبراً يحافظ على رسالته النبيلة التي حملها لنا ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو لتوحيد صفوفنا لا لتفرقها، منبراً يحافظ على قدسية دور العبادة وينأى بها عن خطابات الكراهية والبغضاء، منبراً يحمل الخير والعطاء لا يحمل الشر وبذور التفرقة والعداوات والتحريض والافتراءات والأكاذيب.
نعم إننا نعي بأننا في ذاك الزمن الذي حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة)، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة، وإن كانت هناك حالات شاذة لتلك النوعيات والأمثلة على الرويبضة، فإننا نحمد الله على أن المجتمع يرفضها ويعلم حقيقتها بل ويفند ما ينطق به أولئك الخارجون على القانون والمنتهكون لحرمة دور العبادة ومنابرها.
حينما نرى تلك العينة الشاذة عن الحق نعي حينها أن تلك العينة استشهد منها الأدب والأخلاق، وتبقت قلة الأدب التي اعتلت ذلك المنبر المنزّه عنه وعن من هو على شاكلته، حينها نعلم بأن الكارثة هي أخلاقية بحتة وتعمل على هدم النسيج المجتمعي وتدميره، وهنا اختم بقصة الثعلب التي تصف حال من يستغل ألمه وسوء أدبه ومآله السيئ ويحاول أن يعممه على مجتمعه بسوء نية. تقول القصة بأن هناك حجراً وقع على ذيل ثعلب فقطعه، فرآه ثعلب آخر فسأله لم قطعت ذيلك؟ قال له إني أشعر وكأني طائر في الهواء.. ويا لها من متعة! فأغراه أن يقطع ذيله! فلما شعر بألم شديد ولم يجد متعة مثلما زين له، سأله: لم كذبت عليّ ؟ قال: إن أخبرت الثعالب بألمك فلن يقطعوا ذيولهم وسيسخرون منا. فظلوا يخبرون كل من يجدونه بمتعتهم حتى أصبح غالب الثعالب دون ذيل! بل إنهم أصبحوا كلما رأوا ثعلباً بذيل سخروا منه! فإذا عم الفساد صار الناس يعيّرون الصالحين بصلاحهم! والثعلب صاحب الذيل المقطوع هو ذاته من يعتلي المنبر محاولاً نشر الفساد وشق الصف الواحد وهد نسيج المجتمع.
سأتحدث عن مجالسهم التي عرفها الأهالي قبل مدارسهم، عن فرجانهم وأحيائهم، عن أزقتهم والتي وإن صغرت فهي تكبر بقلوب ساكنيها ومن يمر عليها، تلك هي البحرين وأولئك هم أهلها وساكنوها، سأتحدث عن مساجدها ومآتمها ومنابرها التي لم تصدح قط إلا بما يؤلف القلوب ويجمع الكلمة ويوحد الصف، عن أصوات أهلها وعلمائها الأجلاء الذين إن نطقوا قالوا الحكم، وإن خطبوا وحدّوا ولم يفرقوا، هذه هي الصورة الحقيقية للبحرين وأهلها ومنابرها ومساجدها ومآتمها ودور العبادة بها.
بالمقابل هناك ضريبة للحداثة وسوء استغلال الحريات، ونحمد الله أن تلك الحداثة يواجهها في المقابل عقول تعي وقلوب تبصر الخبيث من الطيب، حتى وإن جاء الرويبضة ليعتلي منبراً من منابر الحكمة والدين والعقل، منبراً يحافظ على رسالته النبيلة التي حملها لنا ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو لتوحيد صفوفنا لا لتفرقها، منبراً يحافظ على قدسية دور العبادة وينأى بها عن خطابات الكراهية والبغضاء، منبراً يحمل الخير والعطاء لا يحمل الشر وبذور التفرقة والعداوات والتحريض والافتراءات والأكاذيب.
نعم إننا نعي بأننا في ذاك الزمن الذي حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة)، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة، وإن كانت هناك حالات شاذة لتلك النوعيات والأمثلة على الرويبضة، فإننا نحمد الله على أن المجتمع يرفضها ويعلم حقيقتها بل ويفند ما ينطق به أولئك الخارجون على القانون والمنتهكون لحرمة دور العبادة ومنابرها.
حينما نرى تلك العينة الشاذة عن الحق نعي حينها أن تلك العينة استشهد منها الأدب والأخلاق، وتبقت قلة الأدب التي اعتلت ذلك المنبر المنزّه عنه وعن من هو على شاكلته، حينها نعلم بأن الكارثة هي أخلاقية بحتة وتعمل على هدم النسيج المجتمعي وتدميره، وهنا اختم بقصة الثعلب التي تصف حال من يستغل ألمه وسوء أدبه ومآله السيئ ويحاول أن يعممه على مجتمعه بسوء نية. تقول القصة بأن هناك حجراً وقع على ذيل ثعلب فقطعه، فرآه ثعلب آخر فسأله لم قطعت ذيلك؟ قال له إني أشعر وكأني طائر في الهواء.. ويا لها من متعة! فأغراه أن يقطع ذيله! فلما شعر بألم شديد ولم يجد متعة مثلما زين له، سأله: لم كذبت عليّ ؟ قال: إن أخبرت الثعالب بألمك فلن يقطعوا ذيولهم وسيسخرون منا. فظلوا يخبرون كل من يجدونه بمتعتهم حتى أصبح غالب الثعالب دون ذيل! بل إنهم أصبحوا كلما رأوا ثعلباً بذيل سخروا منه! فإذا عم الفساد صار الناس يعيّرون الصالحين بصلاحهم! والثعلب صاحب الذيل المقطوع هو ذاته من يعتلي المنبر محاولاً نشر الفساد وشق الصف الواحد وهد نسيج المجتمع.