من الأقوال والحكم التي نحفظها منذ بواكير شبابنا قول المفكر الراحل جبران خليل جبران «ويلٌ لأمة تأكل مما لا تزرع، وتلبس مما لا تخيط، وتشرب مما لا تعصر».
والمعنى من هذه المقولة واضح، وينطبق على أمتنا العربية التي تواجه مصاعب غذائية واقتصادية، وكل هذا بسبب سوء التخطيط المتوارث الذي لم تفلح أي حكومة عربية في معالجته.
ورحم الله الوالد، فقد كان رغم فقره حريصاً على زراعة نخلة أو نخلتين في حوش المنزل نأكل من بلحها ورطبها طوال فصل الصيف، وكان يربّي بحوش المنزل بعض الأغنام التي نأكل من لحمها ونشرب لبنها، وكانت الوالدة رحمها الله تربّي في ركن من الحوش بعض الدجاجات التي نأكل من لحمها ونستمتع بأكل بيضها.
وللأسف فإن ظاهرة أحواش المنازل قد اختفت تماماً بعد أن استنّت الدولة وبعض التجار سياسة بناء العمارات التي تخلو من الأحواش ولم تعد الزراعة إلا في أُصُص صغيرة للزينة فقط في البلكونات وواجهات المنازل، ولذلك فإننا ندعو الدولة إلى بناء البيوت التي لها فناءات وأحواش يستطيع مالكها أن يزرع فيها ويأكل من ثمرها.
ولاشك أن الأمّة لن تستقل بنفسها وتملك قرارها إذا كانت محتاجة للغرب في كل شيء من طعامها ولباسها، بل سيظل التهديد بالحصار الاقتصادي واقعاً عليها دائماً وتظل خاضعة لما يُملى عليها من طرف المستعمر.
فويلٌ لنا إذا وجدنا أنفسنا مرهونين بنجاح أو فشل محاصيل الأرز والشاي في الهند وباكستان وسيلان، وارتفاع أسعار البنّ في البرازيل والقمح في أمريكا.. ولنفترض أن حرباً قامت في هذه الدول وتعطّل تصدير هذه المواد الأساسية إلينا فماذا سنعمل؟ وماذا سنأكل؟ وهل سنعود لأكل «التوت والمتوت» كما يقول المثل السائر.
في السابق وقبل أكثر من أربعين سنة كنّا نعتمد على أنفسنا في المأكل والمشرب، فقد كانت في أحواش بيوتنا نخلة أو نخلتان وشجرة لوز، وفي ركن الحوش كنا نزرع بعض الخضروات.. فكنا نأكل من هذه الثمار، وكانت في بعض البيوت أو أكثرها تربّى الأغنام والدجاج والبط أو ما كنّا نسميه «البش» وكنا نأكل من لحومها وبيضها ونشرب حليبها، لكن اليوم اختفت تلك الأمور من منازلنا، وأصبحنا نعتمد على اللحوم المستوردة والألبان المُبسترة والتي تسبّب الكثير من الأمراض التي لم تكن معروفة من قبل.
أي أننا بعبارة أخرى أصبحنا أبعد ما نكون عن الاستقلال الاقتصادي الذي يعني تحقيق إنتاج حقيقي في السلع والبضائع لتغطية حاجات المجتمع وتصدير الفائض منه.. لكن -للأسف- إنّ معظم دولنا العربية إن لم تكن جميعها مازالت تعتمد على الشرق والغرب في توفير كل شيء، بعد أن كانت قبل سنوات ليست بالبعيدة تُنتج وتنسج وتحصد، وأصبح المواطن العربي يبحث عن لقمة العيش ولو كانت مغموسة بالدم والفساد.
فهل تنتبه الدول العربية إلى هذه الأوضاع، وتضع استراتيجيات اقتصادية جديدة وناجحة تُعيد لنا ذلك الزمن الجميل؟
والمعنى من هذه المقولة واضح، وينطبق على أمتنا العربية التي تواجه مصاعب غذائية واقتصادية، وكل هذا بسبب سوء التخطيط المتوارث الذي لم تفلح أي حكومة عربية في معالجته.
ورحم الله الوالد، فقد كان رغم فقره حريصاً على زراعة نخلة أو نخلتين في حوش المنزل نأكل من بلحها ورطبها طوال فصل الصيف، وكان يربّي بحوش المنزل بعض الأغنام التي نأكل من لحمها ونشرب لبنها، وكانت الوالدة رحمها الله تربّي في ركن من الحوش بعض الدجاجات التي نأكل من لحمها ونستمتع بأكل بيضها.
وللأسف فإن ظاهرة أحواش المنازل قد اختفت تماماً بعد أن استنّت الدولة وبعض التجار سياسة بناء العمارات التي تخلو من الأحواش ولم تعد الزراعة إلا في أُصُص صغيرة للزينة فقط في البلكونات وواجهات المنازل، ولذلك فإننا ندعو الدولة إلى بناء البيوت التي لها فناءات وأحواش يستطيع مالكها أن يزرع فيها ويأكل من ثمرها.
ولاشك أن الأمّة لن تستقل بنفسها وتملك قرارها إذا كانت محتاجة للغرب في كل شيء من طعامها ولباسها، بل سيظل التهديد بالحصار الاقتصادي واقعاً عليها دائماً وتظل خاضعة لما يُملى عليها من طرف المستعمر.
فويلٌ لنا إذا وجدنا أنفسنا مرهونين بنجاح أو فشل محاصيل الأرز والشاي في الهند وباكستان وسيلان، وارتفاع أسعار البنّ في البرازيل والقمح في أمريكا.. ولنفترض أن حرباً قامت في هذه الدول وتعطّل تصدير هذه المواد الأساسية إلينا فماذا سنعمل؟ وماذا سنأكل؟ وهل سنعود لأكل «التوت والمتوت» كما يقول المثل السائر.
في السابق وقبل أكثر من أربعين سنة كنّا نعتمد على أنفسنا في المأكل والمشرب، فقد كانت في أحواش بيوتنا نخلة أو نخلتان وشجرة لوز، وفي ركن الحوش كنا نزرع بعض الخضروات.. فكنا نأكل من هذه الثمار، وكانت في بعض البيوت أو أكثرها تربّى الأغنام والدجاج والبط أو ما كنّا نسميه «البش» وكنا نأكل من لحومها وبيضها ونشرب حليبها، لكن اليوم اختفت تلك الأمور من منازلنا، وأصبحنا نعتمد على اللحوم المستوردة والألبان المُبسترة والتي تسبّب الكثير من الأمراض التي لم تكن معروفة من قبل.
أي أننا بعبارة أخرى أصبحنا أبعد ما نكون عن الاستقلال الاقتصادي الذي يعني تحقيق إنتاج حقيقي في السلع والبضائع لتغطية حاجات المجتمع وتصدير الفائض منه.. لكن -للأسف- إنّ معظم دولنا العربية إن لم تكن جميعها مازالت تعتمد على الشرق والغرب في توفير كل شيء، بعد أن كانت قبل سنوات ليست بالبعيدة تُنتج وتنسج وتحصد، وأصبح المواطن العربي يبحث عن لقمة العيش ولو كانت مغموسة بالدم والفساد.
فهل تنتبه الدول العربية إلى هذه الأوضاع، وتضع استراتيجيات اقتصادية جديدة وناجحة تُعيد لنا ذلك الزمن الجميل؟