أقبل الصيف.. ودخلنا شهر يوليو ويعقبه شهر أغسطس وهما أشدّ شهور العام حرارة وأكثرها رطوبة، وإن كانت الرطوبة هذا العام أقل من الأعوام التي مضت.
وكلّما جاء الصيف تذكّرتُ صيف لوّل قبل أكثر من ستين عاماً عندما كنّا أطفالاً نبحث عن نسمة هواء على شواطئ البحر وفي «البرايح» المنتشرة على سواحله.
وكلّما جاءنا الحرّ والقيظ في هذه الأيام فزعنا إلى المكيّفات التي تصدح بأصواتها ليلاً ونهاراً لننعم بنسمة باردة، وهرعنا إلى الثلاجات لنشرب ماءً بارداً يُطفئ لهيب الشمس، وترحّمنا على العلماء الذين اخترعوا لنا المكيّفات والثلاجات بدلاً من «المهفة» و«الليحلة» و«الحِب» التي كنّا نشرب منها الماء صغاراً.
كنّا نعرف أن الصيف قد أقبل عندما نرى «العكاكير» أي المزارعين «ينبتون» النخل حتى يُثمر، وكنّا نعرف اقترابه عندما يظهر بائع الخضروات «الخضّار» وهو يذرع الأزقة والحواري والفرجان وهو يحمل على حماره كميّات من «الجلايد» المشكوكة في عقد أخضر جميل تنبيهاً لنا بأن «الخَلال» و«البِسر» قد بدأ موسمه وأن «الخَلال» الأخضر قد بدأ في التحوّل إلى رُطَب جنيّ وشهيّ بألوانه الصفراء والحمراء والسوداء.
كان الرُطَب ومازال هو فاكهة الصيف المحبّبة إلى النفوس، وكان الخضّار ينادي من فوق حماره «لوز ولومي ورمان وبمبر وخلاص ومرزبان».
كان الحرّ يعني لنا نحن الأطفال آنذاك بدء الإجازة الصيفية، ويعني الانتشار والفرح والانشراح على السواحل والاستحمام في البحر حيث تعلّمنا فيه السباحة منذ الصغر، وكان الطفل عندما يتمّ ختانه يُؤخذ للبحر حتى يلتئم جرح الختان وحتى تسقط القماشة التي وضعت لحماية الجُرح.
وكان الصيف يعني الذهاب إلى السواحل «لنحدق» لصيد الحواسيم والشعوم والكركفان، وكان يعني السهر في «البرايح» ذات الرمال الناعمة على شواطئه. لقد اختفت اليوم كل تلك الشواطئ وأصبحنا نسمع بها ولا نراها، ولَمْ نعد نستطيع اصطياد حتى «عفطي» أو «نباط» على هذه السواحل.
أما اليوم فإن العوائل الغنية تهرب من لهيب الصيف إلى البلدان الباردة كالدول الإسكندنافية والأوروبية، والعوائل التي أقلّها يُسراً تذهب إلى لبنان والأردن والمغرب، أمّا الأُسر الفقيرة فالله رحمها بعيوننا الطبيعية كعين عذاري وعين أم شعوم وغيرها من العيون الطبيعية المنتشرة في البحرين، وكانت العوائل والأُسر في السابق «تقيّظ» في عرشان عراد واليابور والزلاق. فاللهم ألطف بنا في هذه الشهور الحارَّة.
{{ article.visit_count }}
وكلّما جاء الصيف تذكّرتُ صيف لوّل قبل أكثر من ستين عاماً عندما كنّا أطفالاً نبحث عن نسمة هواء على شواطئ البحر وفي «البرايح» المنتشرة على سواحله.
وكلّما جاءنا الحرّ والقيظ في هذه الأيام فزعنا إلى المكيّفات التي تصدح بأصواتها ليلاً ونهاراً لننعم بنسمة باردة، وهرعنا إلى الثلاجات لنشرب ماءً بارداً يُطفئ لهيب الشمس، وترحّمنا على العلماء الذين اخترعوا لنا المكيّفات والثلاجات بدلاً من «المهفة» و«الليحلة» و«الحِب» التي كنّا نشرب منها الماء صغاراً.
كنّا نعرف أن الصيف قد أقبل عندما نرى «العكاكير» أي المزارعين «ينبتون» النخل حتى يُثمر، وكنّا نعرف اقترابه عندما يظهر بائع الخضروات «الخضّار» وهو يذرع الأزقة والحواري والفرجان وهو يحمل على حماره كميّات من «الجلايد» المشكوكة في عقد أخضر جميل تنبيهاً لنا بأن «الخَلال» و«البِسر» قد بدأ موسمه وأن «الخَلال» الأخضر قد بدأ في التحوّل إلى رُطَب جنيّ وشهيّ بألوانه الصفراء والحمراء والسوداء.
كان الرُطَب ومازال هو فاكهة الصيف المحبّبة إلى النفوس، وكان الخضّار ينادي من فوق حماره «لوز ولومي ورمان وبمبر وخلاص ومرزبان».
كان الحرّ يعني لنا نحن الأطفال آنذاك بدء الإجازة الصيفية، ويعني الانتشار والفرح والانشراح على السواحل والاستحمام في البحر حيث تعلّمنا فيه السباحة منذ الصغر، وكان الطفل عندما يتمّ ختانه يُؤخذ للبحر حتى يلتئم جرح الختان وحتى تسقط القماشة التي وضعت لحماية الجُرح.
وكان الصيف يعني الذهاب إلى السواحل «لنحدق» لصيد الحواسيم والشعوم والكركفان، وكان يعني السهر في «البرايح» ذات الرمال الناعمة على شواطئه. لقد اختفت اليوم كل تلك الشواطئ وأصبحنا نسمع بها ولا نراها، ولَمْ نعد نستطيع اصطياد حتى «عفطي» أو «نباط» على هذه السواحل.
أما اليوم فإن العوائل الغنية تهرب من لهيب الصيف إلى البلدان الباردة كالدول الإسكندنافية والأوروبية، والعوائل التي أقلّها يُسراً تذهب إلى لبنان والأردن والمغرب، أمّا الأُسر الفقيرة فالله رحمها بعيوننا الطبيعية كعين عذاري وعين أم شعوم وغيرها من العيون الطبيعية المنتشرة في البحرين، وكانت العوائل والأُسر في السابق «تقيّظ» في عرشان عراد واليابور والزلاق. فاللهم ألطف بنا في هذه الشهور الحارَّة.