لا يكاد يمر يوم إلا وحملت لنا وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي قصصاً وحكايات عن حالة نصب وسرقة أموال من حسابات الأفراد، رغم سيل الرسائل التحذيرية التي تطلقها الجهات الرسمية والمؤسسات المالية، والتي تقول بوضوح إن البنك لن يطلب أية بيانات للعملاء عبر الهاتف أو عبر روابط إلكترونية.
ورغم كل تلك التحذيرات لاتزال عمليات السرقة والنصب مستمرة.. لماذا؟!
قد لا أملك جواباً شافياً على سؤالي، ولكني أجزم أن الطعم الذي يستخدمه المحتالون من خلف الشاشات قد يسيل لعاب الضحية، خصوصاً عندما يتم تبشيره بالحصول على جوائز أو مكافآت أو أرباح، أو حتى وجود إرث من أحد الأقارب بمئات الآلاف ينتظر من يتسلمه.
أما السبب الثاني في اعتقادي فهو الجهل وغفلة البعض، وربما الثقة غير المبررة بالمتصل المجهول، والذي قد يستخدم اللهجة البحرينية أو الخليجية أو غيرهما للإيقاع بضحيته، حيث يقدم نفسه كممثل لجهة رسمية أو مؤسسة مالية.
ومع تكرار مثل هذه الحوادث وخسارة كثير من الأفراد آلاف الدنانير، فقد سعت الجهات الرسمية ممثلة في وزارة المالية والجرائم الإلكترونية ومصرف البحرين المركزي، إلى جانب البنوك، لأخذ زمام المبادرة عبر مجموعة من الرسائل التحذيرية والتوعوية بمختلف الوسائل والأدوات والطرق، وهو جهد مشكور، ولكنه لم يمنع بشكل كامل من عمليات النصب الإلكتروني واستغلال التكنولوجيا الحديثة والعابرة للقارات في سرقة أموال الناس.
فما هو المطلوب؟!
أعتقد أن الوسيلة الأنجح للقضاء على هذه الظاهرة يكون عبر وضع برنامج وطني شامل بمشاركة كل المؤسسات الرسمية المعنية، إلى جانب منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام ونشطاء المواقع الاجتماعية، حيث يعمل هذا البرنامج على رفع المستوى الثقافي والمعرفي لعموم الجمهور، والالتقاء بهم بمحاضرات وورش عمل ودورات مباشرة لشرح وتوضيح خطورة التهاون في منح بياناتهم ومعلوماتهم المالية لمواقع مشبوهة أو لأشخاص غرباء.
كما يمكن الاستفادة من وضع برامج تعليمية وتثقيفية لطلبة المدارس والجامعات، عبر مناهج تتوافق مع أعمارهم، ليس لتدريبهم على حفظ معلوماتهم المالية فحسب؛ بل للحفاظ على بياناتهم الشخصية، حيث تقوم جهات ومواقع مشبوهة باستهداف هذه البيانات للأطفال والمراهقين من أجل استغلالها لتمرير رسائل وثقافات لا تتوافق مع ديننا وقيمنا وعاداتنا، وهو ما يتم عبر بعض الألعاب والمسابقات، والتي قد تصل إلى خلق أجيال تعاني من الانحراف والانسلاخ الثقافي والديني.
والأهم من كل ذلك؛ قيام أولياء الأمور بدورهم في حماية أبنائهم من هذا الكم من المغريات، ومراقبتهم عن كثب فيما يتابعون ويلعبون عبر الأجهزة الإلكترونية والهواتف وغيرها.
وأخيراً.. اللصوص والمحتالون من خلف الشاشات لا يستهدفون أموال الناس فحسب، بل يسعون أيضاً لاستهداف الدين والأخلاق والقيم والثقافة، من أجل خلق جيل مسخ لا ينتمي لوطنه وأمته.
{{ article.visit_count }}
ورغم كل تلك التحذيرات لاتزال عمليات السرقة والنصب مستمرة.. لماذا؟!
قد لا أملك جواباً شافياً على سؤالي، ولكني أجزم أن الطعم الذي يستخدمه المحتالون من خلف الشاشات قد يسيل لعاب الضحية، خصوصاً عندما يتم تبشيره بالحصول على جوائز أو مكافآت أو أرباح، أو حتى وجود إرث من أحد الأقارب بمئات الآلاف ينتظر من يتسلمه.
أما السبب الثاني في اعتقادي فهو الجهل وغفلة البعض، وربما الثقة غير المبررة بالمتصل المجهول، والذي قد يستخدم اللهجة البحرينية أو الخليجية أو غيرهما للإيقاع بضحيته، حيث يقدم نفسه كممثل لجهة رسمية أو مؤسسة مالية.
ومع تكرار مثل هذه الحوادث وخسارة كثير من الأفراد آلاف الدنانير، فقد سعت الجهات الرسمية ممثلة في وزارة المالية والجرائم الإلكترونية ومصرف البحرين المركزي، إلى جانب البنوك، لأخذ زمام المبادرة عبر مجموعة من الرسائل التحذيرية والتوعوية بمختلف الوسائل والأدوات والطرق، وهو جهد مشكور، ولكنه لم يمنع بشكل كامل من عمليات النصب الإلكتروني واستغلال التكنولوجيا الحديثة والعابرة للقارات في سرقة أموال الناس.
فما هو المطلوب؟!
أعتقد أن الوسيلة الأنجح للقضاء على هذه الظاهرة يكون عبر وضع برنامج وطني شامل بمشاركة كل المؤسسات الرسمية المعنية، إلى جانب منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام ونشطاء المواقع الاجتماعية، حيث يعمل هذا البرنامج على رفع المستوى الثقافي والمعرفي لعموم الجمهور، والالتقاء بهم بمحاضرات وورش عمل ودورات مباشرة لشرح وتوضيح خطورة التهاون في منح بياناتهم ومعلوماتهم المالية لمواقع مشبوهة أو لأشخاص غرباء.
كما يمكن الاستفادة من وضع برامج تعليمية وتثقيفية لطلبة المدارس والجامعات، عبر مناهج تتوافق مع أعمارهم، ليس لتدريبهم على حفظ معلوماتهم المالية فحسب؛ بل للحفاظ على بياناتهم الشخصية، حيث تقوم جهات ومواقع مشبوهة باستهداف هذه البيانات للأطفال والمراهقين من أجل استغلالها لتمرير رسائل وثقافات لا تتوافق مع ديننا وقيمنا وعاداتنا، وهو ما يتم عبر بعض الألعاب والمسابقات، والتي قد تصل إلى خلق أجيال تعاني من الانحراف والانسلاخ الثقافي والديني.
والأهم من كل ذلك؛ قيام أولياء الأمور بدورهم في حماية أبنائهم من هذا الكم من المغريات، ومراقبتهم عن كثب فيما يتابعون ويلعبون عبر الأجهزة الإلكترونية والهواتف وغيرها.
وأخيراً.. اللصوص والمحتالون من خلف الشاشات لا يستهدفون أموال الناس فحسب، بل يسعون أيضاً لاستهداف الدين والأخلاق والقيم والثقافة، من أجل خلق جيل مسخ لا ينتمي لوطنه وأمته.