التقارير التي أشارت إلى استمرار تدفق التعزيزات العسكرية الأمريكية إلى الخليج العربي، لحماية ناقلات النفط التي تعبر مياه الخليج، من أي تدخل عسكري إيراني ضدها، قد يعتبر البعض هذا الحدث فرصة لإزالة بعض التوترات التي شهدتها العلاقات بين دول المنطقة مع الولايات المتحدة، والتي بدأت تحديداً بعد تولي بايدن الرئاسة الأمريكية.
ولكن ما الذي يستفيده النظام الإيراني من ذلك؟ وهو غير الحريص وغير المهتم أبداً بالعلاقات الخليجية الأمريكية، بل هو أول نظام يتمنى تدهور تلك العلاقات، ولماذا لا تكون تلك التهديدات الإيرانية لناقلات النفط تمت أصلاً بالتنسيق مع النظام الأمريكي؟ وهذا في حال تأييد ما يذهب إليه البعض، من أن النظامين الإيراني والأمريكي على وفاق تام في الخفاء، بخلاف العلن الذي يشعرك أن هناك حرباً قد تندلع بينهما في أي لحظة.
أعتقد أن النظامين الإيراني والأمريكي من الممكن استفادتهما معاً من تلك الأحداث التي مصدرها مياه الخليج العربي، فالأول يرغب في تحرير أمواله المجمدة من الولايات المتحدة، وهذه الأخيرة ترغب في «تنفس» الجو الخليجي مجدداً، بعدما شعرت أن هناك من يسرق أوكسيجين الخليج منها، وتحديداً روسيا والصين، وبالتالي فإنهما يلعبان أدواراً لتحريك المياه الخليجية الراكدة، فإيران تهدد الولايات المتحدة «تفزع» لدول الخليج العربي وحماية النفط الخليجي.
أما دول الخليج العربي فهي بالتأكيد تحرص على تعزيز تعاونها وتفعيل اتفاقياتها مع الولايات المتحدة، بشأن أمن المنطقة واستقرارها، ويشمل ذلك ما يتعلق بحماية مياه الخليج العربي، التي تشهد عبور ناقلات نفط تحمل ما نسبته 20% من النفط الخليجي إلى دول العالم، وأن من مصلحة جميع الأطراف عدم تعطل وصول هذا النفط لدول في الشرق والغرب، ومنها الولايات المتحدة نفسها، والذي سيؤدي -هذا التعطل بالتأكيد- إلى تأثر الصناعات القائمة عليه في تلك الدول وبالتالي تضرر اقتصادها، وهذا ما لا تريده أي دولة.
لذلك فإن حماية مياه الخليج العربي واجب والتزام دولي، لا يخص الولايات المتحدة فقط، التي ربما حظيت بأدوار تتعلق بحماية المياه الخليجية، بحكم العلاقات التاريخية التي تجمعها بدول الخليج العربي، والتي رجحت كفتها دون سواها تقريباً لتلك الحماية، ولكن يبقى السؤال الأهم هنا وهو، إن كانت دول مثل الصين تستورد نفطها من دول الخليج العربي، أوليس من حقها إرسال تعزيزات عسكرية هي الأخرى لحماية مصالحها، أم أن التهديدات الإيرانية لا تشمل ناقلات النفط المتجهة إلى الصين؟
على كل حال، إن كانت التهديدات الإيرانية تصب في مصلحة للولايات المتحدة، فإنها بالتأكيد ستستفيد هذه الأخيرة منها، لترميم بعض ما تصدّع في جدار العلاقات بينها وبين بعض دول الخليج العربي، وهذا الترميم لابد أن يكون قوياً ومتماسكاً لمنع سقوط أجزاء أكبر من جدار العلاقات في المستقبل، والذي ربما قد يصعب ترميمه أو إعادته إلى سابق عهده.
ولكن ما الذي يستفيده النظام الإيراني من ذلك؟ وهو غير الحريص وغير المهتم أبداً بالعلاقات الخليجية الأمريكية، بل هو أول نظام يتمنى تدهور تلك العلاقات، ولماذا لا تكون تلك التهديدات الإيرانية لناقلات النفط تمت أصلاً بالتنسيق مع النظام الأمريكي؟ وهذا في حال تأييد ما يذهب إليه البعض، من أن النظامين الإيراني والأمريكي على وفاق تام في الخفاء، بخلاف العلن الذي يشعرك أن هناك حرباً قد تندلع بينهما في أي لحظة.
أعتقد أن النظامين الإيراني والأمريكي من الممكن استفادتهما معاً من تلك الأحداث التي مصدرها مياه الخليج العربي، فالأول يرغب في تحرير أمواله المجمدة من الولايات المتحدة، وهذه الأخيرة ترغب في «تنفس» الجو الخليجي مجدداً، بعدما شعرت أن هناك من يسرق أوكسيجين الخليج منها، وتحديداً روسيا والصين، وبالتالي فإنهما يلعبان أدواراً لتحريك المياه الخليجية الراكدة، فإيران تهدد الولايات المتحدة «تفزع» لدول الخليج العربي وحماية النفط الخليجي.
أما دول الخليج العربي فهي بالتأكيد تحرص على تعزيز تعاونها وتفعيل اتفاقياتها مع الولايات المتحدة، بشأن أمن المنطقة واستقرارها، ويشمل ذلك ما يتعلق بحماية مياه الخليج العربي، التي تشهد عبور ناقلات نفط تحمل ما نسبته 20% من النفط الخليجي إلى دول العالم، وأن من مصلحة جميع الأطراف عدم تعطل وصول هذا النفط لدول في الشرق والغرب، ومنها الولايات المتحدة نفسها، والذي سيؤدي -هذا التعطل بالتأكيد- إلى تأثر الصناعات القائمة عليه في تلك الدول وبالتالي تضرر اقتصادها، وهذا ما لا تريده أي دولة.
لذلك فإن حماية مياه الخليج العربي واجب والتزام دولي، لا يخص الولايات المتحدة فقط، التي ربما حظيت بأدوار تتعلق بحماية المياه الخليجية، بحكم العلاقات التاريخية التي تجمعها بدول الخليج العربي، والتي رجحت كفتها دون سواها تقريباً لتلك الحماية، ولكن يبقى السؤال الأهم هنا وهو، إن كانت دول مثل الصين تستورد نفطها من دول الخليج العربي، أوليس من حقها إرسال تعزيزات عسكرية هي الأخرى لحماية مصالحها، أم أن التهديدات الإيرانية لا تشمل ناقلات النفط المتجهة إلى الصين؟
على كل حال، إن كانت التهديدات الإيرانية تصب في مصلحة للولايات المتحدة، فإنها بالتأكيد ستستفيد هذه الأخيرة منها، لترميم بعض ما تصدّع في جدار العلاقات بينها وبين بعض دول الخليج العربي، وهذا الترميم لابد أن يكون قوياً ومتماسكاً لمنع سقوط أجزاء أكبر من جدار العلاقات في المستقبل، والذي ربما قد يصعب ترميمه أو إعادته إلى سابق عهده.