لا يختلف اثنان على أن الشعوب الأفريقية عاشت طوال العقود الماضية، في فقر مدقع، واحتلال للموارد قبل أن يكون للأرض ذاتها، وعلى مدى أكثر من 120 عاماً، كانت أفريقيا هي المورد الأول لكل ما تحتاجه أوروبا.الآن، ثارت بعض الدول الأفريقية، وبغض النظر عمن هو السبب الحقيقي وراء ثورتها، وهل هناك مساندة روسية حقيقية، أم أنهم ثاروا من أنفسهم، إلا أن الحديث والتحليلات تنصب في مدى نجاح هذه الثورات، وهل ستحذو بقية الشعوب حذو الدول التي ثارت أم لا.والسؤال الآخر الذي يتم طرحه، يتعلق بمدى نجاح هذه الثورات، وهل ستكون لمصلحة الشعوب أنفسها، وستنجح في استعادة مواردها، أم أنها ستدخل في دوامة العنف، والاقتتال الداخلي، وحروب لا يعلم لها نهاية.الدول الأوروبية التي تستفيد من أفريقيا لن تسكت بكل تأكيد، وستستخدم نفوذها الذي حافظت عليه خلال قرن من الزمان في عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقاً، خصوصاً وأنها مستفيدة تماماً من كافة موارد أفريقيا مثل اليورانيوم والنفط، والمعادن النفيسة، والألماس والزئبق وغيرها المئات من الموارد الطبيعية.هذا كله يقودنا إلى احتمالية افتعال مشكلات لدى الدول الثائرة، ودخولها في حرب بالوكالة متعددة الأطراف بين القطب الروسي من جهة، والأوروبي من جهة أخرى، وبكل تأكيد فإن نشوب مثل هذه الحرب يعني خسائر بمئات الآلاف من الأرواح بين الشعوب الأفريقية.ما يدفعني لترجيح الاحتمال بنشوب حرب، هو ظهور زعيم قوات فاغنر الروسية في أفريقيا، وهو لن يكون متواجداً في أي مكان بكل تأكيد، إلا لسبب وجود حروب، أو احتمالية نشوبها.تحدث رئيس هذه القوات عن الحفاظ على أمن واستقرار الشعوب الأفريقية، وقال في الفيديو إنهم في مهمة وسط درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، وهو ما يعني تحمله إلى أقصى حد، من أجل مهمة معينة.الأسابيع القادمة ستحمل إجابة هذه التساؤلات، فإما نجاح الثورات الأفريقية، وصمت أوروبي يتبعه انتشار للمزيد من الثورات في عدة دول أخرى، أو اقتتال داخلي، مدعوم خارجياً، ودموي بشكل لا يوصف.نتمنى لكافة الشعوب الأفريقية كل الخير والنماء، وأن تستقر دولهم بعد عقود من الضياع ونهب الثروات، وعدم حصولهم على أدنى مقومات الحياة الكريمة.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90