زيارة مهمة حملت الكثير من الدلالات التي يجب التوقف عندها.. فلقاء معالي وزير الداخلية مع رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ورئيس مفوضية حقوق السجناء والمحتجزين والأمين العام للتظلمات حمل الكثير من الشواهد على تطور الأداء الإنساني المهني للمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان والأمانة العامة للتظلمات ومفوضية حقوق السجناء والمحتجزين، حيث تمت مناقشة جملة من النقاط في هذا الملف الهام منها مستوى الخدمات الصحية المقدمة للنزلاء من قبل المستشفيات الحكومية، ومراجعة نظام الزيارات للنزلاء وتطويره ليشمل زيادة توقيت الزيارة، والنظر في تعديل الشروط الخاصة بقائمة الزوار، وزيادة وقت الاستراحة اليومية «التشمُّس»، وتسهيل استكمال النزلاء لدراساتهم في كافة المراحل التعليمية، وتسجيل 180 نزيلاًً في برامج الدراسات العليا في مختلف التخصصات لهذا العام، إلى جانب نجاح برامج العقوبات البديلة والسجون المفتوحة مما ساعد على زيادة النزلاء المستفيدين من تلك البرامج في المرحلة القادمة.
ومع متابعة كل ذلك استذكرت مكالمة لي مع أحد المسجونين من داخل السجن، حينها كنت أشرف على صفحة «بريد القراء» في صحيفة «الوطن»، وكان هو شاب محكوم بالسجن قضى عدة سنوات من عقوبته، اتصل بي ليطلب نشر قصته ويلتمس الإفراج عنه لحسن السيرة والسلوك وقضائه ثلاثة أرباع مدة العقوبة، وبفضول المهنة ورغبة في معرفة شهادة من الداخل، قلت له: «هل يعاملونكم بشكل جيد في الداخل؟ قال لي: «بكل احترام.. المعاملة لا غبار عليها، فأنا لا أشكي المعاملة بل ألتمس الإفراج عني، أريد قضاء ما تبقى لي من عمر مع أسرتي التي تنتظرني بفارغ الصبر».
بعد مكالمة سريعة لا تزيد عن الدقيقتين، وبعد مرور عدة سنوات.. اتصل بي مرة أخرى لنشر مشكلة أخرى لأحد أقاربه، وذكرني بقصته وقال «أبشرج أنا حر.. طلعوني من السجن والحمد لله»، هذا الشاب حفظ القرآن، واتعظ من جرمه، وزادت لديه قيمة الحرية، وارتفع لديه حس المسؤولية، وعاهد الله على الالتزام بالقانون ليستشعر قيمة الحياة يوماً بيوم بل لحظة بلحظة، وهو يعمل في وظيفة ثابتة، وعاد لأسرته الصغيرة ليعيش معها ما فاته داخل السجن.
إن فكرة التغيير والتقويم وتصحيح الفكر، والخروج من السجن بولادة جديدة هي ما يتوجب وضعه نصب الأعين، وما أهم تغيير فكرة العقوبة إلى خلق فرص الإصلاح بكل ما تمثله هذه الكلمة من نهج في المعاملة وتغيير في تفاصيل أداء العمل، فما أجملها من باقة تلك المبادرات والبرامج التي تحصل يوماً بعد يوم في هذا الملف الحساس والهام، ولكن الأجمل هو فتح المجال لاستكمال دراسة النزلاء، وهو ما يشكل نقطة تحول فعلية في مسار حياة كل سجين.
نتطلع للمزيد من المكتسبات التي تتحقق في مسار التغيير والتطوير، وأجد أن من المهم بين الحين والآخر نشر قصص التغيير التي تحصل في هذه المؤسسات الإصلاحية، التي تضع نصب الأعين أهمية الإصلاح لا العقوبة، فحصول الإدارة العامة للإصلاح والتأهيل على اعتماد دولي من الجمعية الإصلاحية الأمريكية (ACA) بعد اجتيازها لجميع أسس ومعايير الجودة العالمية التي تم وضعها من قبل الجمعية، ليس سوى بداية لطريق طويل من التغيير الفكري والعملي، وحتماً ستكون الرقاب مشرئبة وعيون الإعلام متابعة لكل جديد.
ومع متابعة كل ذلك استذكرت مكالمة لي مع أحد المسجونين من داخل السجن، حينها كنت أشرف على صفحة «بريد القراء» في صحيفة «الوطن»، وكان هو شاب محكوم بالسجن قضى عدة سنوات من عقوبته، اتصل بي ليطلب نشر قصته ويلتمس الإفراج عنه لحسن السيرة والسلوك وقضائه ثلاثة أرباع مدة العقوبة، وبفضول المهنة ورغبة في معرفة شهادة من الداخل، قلت له: «هل يعاملونكم بشكل جيد في الداخل؟ قال لي: «بكل احترام.. المعاملة لا غبار عليها، فأنا لا أشكي المعاملة بل ألتمس الإفراج عني، أريد قضاء ما تبقى لي من عمر مع أسرتي التي تنتظرني بفارغ الصبر».
بعد مكالمة سريعة لا تزيد عن الدقيقتين، وبعد مرور عدة سنوات.. اتصل بي مرة أخرى لنشر مشكلة أخرى لأحد أقاربه، وذكرني بقصته وقال «أبشرج أنا حر.. طلعوني من السجن والحمد لله»، هذا الشاب حفظ القرآن، واتعظ من جرمه، وزادت لديه قيمة الحرية، وارتفع لديه حس المسؤولية، وعاهد الله على الالتزام بالقانون ليستشعر قيمة الحياة يوماً بيوم بل لحظة بلحظة، وهو يعمل في وظيفة ثابتة، وعاد لأسرته الصغيرة ليعيش معها ما فاته داخل السجن.
إن فكرة التغيير والتقويم وتصحيح الفكر، والخروج من السجن بولادة جديدة هي ما يتوجب وضعه نصب الأعين، وما أهم تغيير فكرة العقوبة إلى خلق فرص الإصلاح بكل ما تمثله هذه الكلمة من نهج في المعاملة وتغيير في تفاصيل أداء العمل، فما أجملها من باقة تلك المبادرات والبرامج التي تحصل يوماً بعد يوم في هذا الملف الحساس والهام، ولكن الأجمل هو فتح المجال لاستكمال دراسة النزلاء، وهو ما يشكل نقطة تحول فعلية في مسار حياة كل سجين.
نتطلع للمزيد من المكتسبات التي تتحقق في مسار التغيير والتطوير، وأجد أن من المهم بين الحين والآخر نشر قصص التغيير التي تحصل في هذه المؤسسات الإصلاحية، التي تضع نصب الأعين أهمية الإصلاح لا العقوبة، فحصول الإدارة العامة للإصلاح والتأهيل على اعتماد دولي من الجمعية الإصلاحية الأمريكية (ACA) بعد اجتيازها لجميع أسس ومعايير الجودة العالمية التي تم وضعها من قبل الجمعية، ليس سوى بداية لطريق طويل من التغيير الفكري والعملي، وحتماً ستكون الرقاب مشرئبة وعيون الإعلام متابعة لكل جديد.