زمان التدريس: بدأت محطتي العملية في حقل التدريس، وكلما أطل علينا العام الدراسي الجديد بأجوائه واستعداداته الجميلة استذكرت تلك الحقبة الجميلة التي عملت بها في مدرسة البسيتين الابتدائية للبنين، واستمتعت من خلالها بتدريس عدة أجيال، واستفدت من كوكبة متميزة من أصحاب الخبرة من مدرسي «جيل الطيبين». ولله الحمد كان لي نصيب زمالة هؤلاء الذين بذلوا الغالي والنفيس في هذه المهنة السامية، وكانت لهم بصمات مؤثرة في تخريج الأجيال. كان الجلوس معهم عبارة عن حكمة حياة وتجارب في تعليم الأجيال، استفدنا منهم كثيراً كجيل جديد يدمج ما بين خبرة الكبار وعنفوان الشباب. منهم من هو على قيد الحياة «ربي يعطيهم الصحة والعافية وطول العمر»، ومنهم من توفاه الله فرحمهم الله بواسع رحمته. جزاهم الله خيراً جميعاً وجميع معلمينا وأساتذتنا وجيل الكبار في جميع المدارس الذين كانت لهم بصمات مؤثرة في حياتنا. تبقى مهنة التعليم مهنة سامية في تربية وتعليم الأجيال، فجدير بالمعلمين أن يصدقوا في نواياهم ويخلصوا في مساعيهم الخيرة، ويغرسوا بذور الخير في تلامذتهم.
أبنائي: هم من جيل تلك الحقبة التعليمية الجميلة في مدرسة البسيتين، استمتعتُ معهم وتلذذت بهذه المهنة في ذلك الصف الأثير إلى قلبي. «معلم الفصل» تجربة جميلة من تجارب الحياة، كنا نسهر الليالي من أجل أن نساهم في تعليم الجيل وتربيته على القيم، نحرص على أن نصنع محتوى تعليمياً إبداعياً جديداً بجانب المنهج المعتاد، ونصحو في كل يوم على أمل أن نصنع أثراً جديداً في حياتهم. علّمناهم وتعلّمنا منهم. نستمتع عندما تأتينا رسالة على هواتفنا من أحدهم يستذكر الذكريات ويتواصل وفاءً لزمان جميل. «أبنائي» من جيل البسيتين صنعت معهم «أسرة واحدة» داخل الصف، فكنت أحس حينها أنني في «بيتي» الذي أحبه، أتناغم فيه مع مشاعرهم الطفولية وبراءتهم ورسم الخير في شخصياتهم. هم اليوم قد صنعوا مجداً جميلاً وكوّنوا أسرهم وتقلّدوا وسام الخير. ربي يسعدهم.
العمل الإنساني: هنيئاً لمن اصطفاه المولى الكريم ليكون عوناً وسنداً للأرامل والمعوزين والفئات التي تمر بظروف معيشية قاسية أو صحية طارئة، فهو على ثغرة نبيلة وسامية، لا بد له من أن يعطيها حقها من الاهتمام والمساعدة وإنجاز المعاملات بصورة مُتقنة، حتى تصل إلى مستحقيها بالصورة المطلوبة لتفرج عنهم كروبهم. لمن يسير في «قطار الإنسانية» عليه أن يجدد نيته ولا يفتر أبداً، ولا يتخذ من المشكلات الإدارية أو العقبات الحياتية ذريعة أمام خدمته لتلك الفئات، فيكفيه شرفاً وفخراً أن يحظى «بأجور الآخرة الخالدة». كلما فترت أو تراجعت عن العطاء تذكر أن الله اصطفاك لتكون ضمن كوكبة «العطاء والأثر الجميل»، وتذكر أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم القائل: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي لا يفطر». والقائل: «من فرّج عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله عز وجل في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه».
الأسرة: ما أجمل الأسرة عندما يكون فيها الأزواج قدوة حسنة أمام أبنائهم، وعندما تحرص على زرع المحبة والوئام والسعادة والقيم السامية في فلذات أكبادها. ما أجمل صنيع الأزواج عندما ينذورن حياتهم ليكونوا صناعاً للقادة في المجتمع، ويرسموا أثرهم في شخصيات تنشأ رويداً رويداً في بيت واحد يستنشقون فيه الرحمة والوئام والاستقرار بلا منغصات، ويتعلمون فيه معاني الخير، ويتربون على تلاوة القرآن والمحافظة على الصلاة، فأصداء البيت الذكر وقراءة القرآن ومعاني الخير، حتى لا يكون لوساوس الشيطان ونزغاته سبيل بين أفراد الأسرة. «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة». اجعلوا بيوتكم قبلة للخير وللمعاني السامية، ولتكن للأسرة قيمة إنسانية جميلة ترسم أجمل الأثر في أفرادها أولاً، وفي العائلة الممتدة، وفي جميع المحيطين بها، فاختاروا جمالها الذي سيوّلد أسراً جديدة ستختار مسارها الأجمل في الحياة.
ومضة أمل
اللهم عفواً وكرماً ورزقاً مدراراً في كل حياتنا.
أبنائي: هم من جيل تلك الحقبة التعليمية الجميلة في مدرسة البسيتين، استمتعتُ معهم وتلذذت بهذه المهنة في ذلك الصف الأثير إلى قلبي. «معلم الفصل» تجربة جميلة من تجارب الحياة، كنا نسهر الليالي من أجل أن نساهم في تعليم الجيل وتربيته على القيم، نحرص على أن نصنع محتوى تعليمياً إبداعياً جديداً بجانب المنهج المعتاد، ونصحو في كل يوم على أمل أن نصنع أثراً جديداً في حياتهم. علّمناهم وتعلّمنا منهم. نستمتع عندما تأتينا رسالة على هواتفنا من أحدهم يستذكر الذكريات ويتواصل وفاءً لزمان جميل. «أبنائي» من جيل البسيتين صنعت معهم «أسرة واحدة» داخل الصف، فكنت أحس حينها أنني في «بيتي» الذي أحبه، أتناغم فيه مع مشاعرهم الطفولية وبراءتهم ورسم الخير في شخصياتهم. هم اليوم قد صنعوا مجداً جميلاً وكوّنوا أسرهم وتقلّدوا وسام الخير. ربي يسعدهم.
العمل الإنساني: هنيئاً لمن اصطفاه المولى الكريم ليكون عوناً وسنداً للأرامل والمعوزين والفئات التي تمر بظروف معيشية قاسية أو صحية طارئة، فهو على ثغرة نبيلة وسامية، لا بد له من أن يعطيها حقها من الاهتمام والمساعدة وإنجاز المعاملات بصورة مُتقنة، حتى تصل إلى مستحقيها بالصورة المطلوبة لتفرج عنهم كروبهم. لمن يسير في «قطار الإنسانية» عليه أن يجدد نيته ولا يفتر أبداً، ولا يتخذ من المشكلات الإدارية أو العقبات الحياتية ذريعة أمام خدمته لتلك الفئات، فيكفيه شرفاً وفخراً أن يحظى «بأجور الآخرة الخالدة». كلما فترت أو تراجعت عن العطاء تذكر أن الله اصطفاك لتكون ضمن كوكبة «العطاء والأثر الجميل»، وتذكر أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم القائل: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي لا يفطر». والقائل: «من فرّج عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله عز وجل في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه».
الأسرة: ما أجمل الأسرة عندما يكون فيها الأزواج قدوة حسنة أمام أبنائهم، وعندما تحرص على زرع المحبة والوئام والسعادة والقيم السامية في فلذات أكبادها. ما أجمل صنيع الأزواج عندما ينذورن حياتهم ليكونوا صناعاً للقادة في المجتمع، ويرسموا أثرهم في شخصيات تنشأ رويداً رويداً في بيت واحد يستنشقون فيه الرحمة والوئام والاستقرار بلا منغصات، ويتعلمون فيه معاني الخير، ويتربون على تلاوة القرآن والمحافظة على الصلاة، فأصداء البيت الذكر وقراءة القرآن ومعاني الخير، حتى لا يكون لوساوس الشيطان ونزغاته سبيل بين أفراد الأسرة. «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة». اجعلوا بيوتكم قبلة للخير وللمعاني السامية، ولتكن للأسرة قيمة إنسانية جميلة ترسم أجمل الأثر في أفرادها أولاً، وفي العائلة الممتدة، وفي جميع المحيطين بها، فاختاروا جمالها الذي سيوّلد أسراً جديدة ستختار مسارها الأجمل في الحياة.
ومضة أمل
اللهم عفواً وكرماً ورزقاً مدراراً في كل حياتنا.