بدأ العام الدراسي الجديد، ولعبت كل وزارة من وزارات الدولة دورها الكامل في توفير بيئة متكاملة لضمان سلاسة بداية العام الدراسي، فعملت وزارة التربية والتعليم على قدم وساق لتهيئة البيئة التعليمية وإعداد الكوادر والطواقم التعليمية والإدارية. وعملت أيضاً وزارة الداخلية متمثلة في إدارة المرور على توفير الأمن من خلال توفير عبور سلس وآمن للطلبة.

ورغم الازدحام المقيت في أوقات الذروة إلا أننا نرى رجال ونساء المرور منتشرين كخلية النحل في محاولة لتنظيم حركة السير في الشوارع. وبلاشك يتعاون رجال ونساء شرطة المجتمع أيضاً في هذا العمل الجبار. فكل التقدير منا إلى الطواقم الإدارية والتعليمية في المدارس، ولكل العاملين في وزارة الداخلية والذين يقفون تحت درجات الحر الشديد لتوفير بيئة آمنة لأبنائنا الطلبة.

ورغم كل هذه الجهود، نرى بعض شركات توصيل الطلبة، وبعض الأشخاص الذين يقومون بتوصيل الطلبة يستهينون بقواعد السير، فنراهم يتجاوزون باقي المركبات أو يخالفون القواعد الإرشادية، فخلال الأسبوع الماضي انصدمت من أحد أصحاب الحافلات التي تتبع إحدى شركات النقليات الخاصة والتي كانت تقل عدداً كبيراً من الطلبة يقوم بدوران عكسي رغم أن الإشارة المرورية تحذّر من الدوران العكسي في هذه المنطقة!! من شدة صدمتي لم أتمكن من التقاط رقم المركبة أو حتى اسم الشركة الذي كان بارزاً عليها.. ولأني من الناس المتقيدين بضوابط وشروط السياقة لم أستخدم هاتفي للتصوير لكي لا أصحح خطأ بخطأ آخر.

لست أنا من انصدم فقط.. أذكر أن هناك الكثير أبدوا انزعاجهم من التصرّف غير المسؤول الذي قام به سائق الحافلة، ولكن السائق واصل طريقه غير مكترث بفداحة الموقف لاسيما أنه يحمل عدداً كبيراً من الأطفال الذين قد يكونون ضحايا لسياقته المتهورة.

وفي موقف آخر أيضاً رأيت حافلة أخرى تُقلّ عدداً من طلبة المدارس لكنها هذه المرة لا تحمل أي اسم أو رقم تقوم باستخدام مسار الطوارئ، وغيرها تتجاوز السيارات بطريقة متهورة.

رأيي المتواضع

رغم كل الجهود التي تقوم بها وزارة الداخلية متمثلة في إدارة المرور، إلا أن هناك أشخاصاً غير منضبطين، وليست لديهم أدنى مسؤولية تجاه سلوكياتهم أثناء القيادة، هؤلاء لا يستحقون مطلقاً أن يكونوا سُوّاقاً لحافلات مدرسية تُقلّ أبنائنا الطلبة في أي مرحلة عمرية كانت، لأنهم ببساطة لا يتحلّون بروح المسؤولية، ولا يعون عواقب تصرفاتهم!! فلو أن حادثاً بسيطاً حدث لحافلة تُقلّ عدداً من الطلبة فإنهم سيتأثرون نفسياً نظراً للخوف الناتج من صوت الاصطدام، ناهيكم عن التعطيل نظير متابعة الحادث المروري.

وفي رأيي المتواضع، لو أن كل سائق من هؤلاء السواق يدرك بأن الأطفال الذين يقلّهم هم مثل أبنائه لما قام بهذه التصرفات غير المسؤولة.

أثناء إحدى زياراتي لمدينة دبي توقف السائق الذي كان يقلّني خلف حافلة مدرسة كانت تقوم بتنزيل بعض الطلبة. رغم أن السائق كان يستطيع أن يتجاوز الحافلة إلا أنه ظل في مكانه وترك مسافة كبيرة بينه وبين هذه الحافلة، فسألته لماذا لا تتجاوز الحافلة؟ فأجابني بأن هناك قانون يلزم السائقين بالوقوف الكامل للمركبات عند فتح ذراع «قف» الخاصة بحافلات المدارس بمسافة لا تقل عن 5 أمتار لضمان عبور الطلبة بأمان وتجنباً لغرامة مالية مقدارها ألف درهم وعشر نقاط مرورية.

إن السياقة مسؤولية ذاتية قبل أن تكون ضوابط وقوانين رادعة. وفي رأيي المتواضع، أن سواق الحافلات المدرسية يجب أن يخضعوا لاختبارات سلوكية لضمان قياس وعيهم وانضباطهم وقدرتهم على تحمّل المسؤولية بجانب قدرتهم على السياقة.