قبل أسبوع تقريباً تلقيت اتصالاً هاتفياً من سيدة تطلب نشر مناشدة في الصحيفة، بعد نشر خبر في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، عن اتهام زوجها في قضية جنائية مازالت قيد التحقيق في النيابة العامة.
فاستفسرت منها عن التفاصيل، فأخذت تطلب مساعدتها بأي صورة كانت في إيضاح المسألة المتهم فيها زوجها للرأي العام، بنشر مناشدتها ووجهة نظرها أو مساعدتها بأي طريقة كانت لتهدئ من روع أبنائها بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر وما لحقته من تعليقات كانت لها أضرار نفسية على أسرتها.
فأخبرتها بأن جهة الاختصاص هي النيابة العامة طالما الأمر في أروقتها، والشكوى مازالت قيد التحقيق فلا يمكن الخوض في تفاصيلها حالياً، وفي حال امتلاكها لأدلة معينة تبرئ ساحة زوجها فلتقدمها للجهات المختصة، فتفهمت الأمر وانتهت المكالمة.
وبعد أيام فوجئت بمعاودتها الاتصال لذات الطلب وهي تقول أناشد الناس أن يرحموا أبنائي من تعليقاتهم الجارحة والمسيئة، فأوضحت لها بأن المناشدة غير مكتملة فمازالت إجراءات القضية قائمة، ولم يصدر حكم في حق زوجها حتى اليوم، وأنا متفهة لوضعها فالمسألة ليست بالهينة أن يتهم الزوج أو الأخ أو أي فرد من أفراد العائلة، وإن كان بالفعل قد ارتكب الواقعة، فهو أمر جلل يحل على الأسرة بأكملها وليس صاحب الشأن فقط، لكن توقفت عند جزئية «التعليقات» فهي واحدة من عشرات الوقائع التي نشهدها للتنمر الإلكتروني والتعليقات الجارحة في فضاء العالم الافتراضي، وخلفت وراءها دماراً نفسياً وزجت آخرين خلف القضبان إثر ارتكابهم لجرائم قتل في صفوف الطلبة في مدارس عدد من الدول الأوروبية، ومرتكبها طالب تعرض للتنمر الواقعي أو الإلكتروني على يد عدد من زملائه فانتقم من الجميع.
طلب السيدة لربما غريب لكن لمس واقعاً مراً نعيشه يومياً، فآلاف التعليقات المسيئة والجارحة تكتب خلف حسابات معلومة أو وهمية، دون أن يحرك ساكناً أو يفكر لبرهة بالأضرار النفسية المترتبة على كلمات كتبها بثانية خلف سطح «الكيبور»، كم أصبح من السهل لدينا جرح الآخرين «بقصد» لم نعد نهتم أو نراعي لطفل أو امرأة أو مسن فخلف تلك القضايا أسر تعاني الأمرين، فرد من أسرتها أرتكب جريمة يحاسب عليها القانون ونال عقوبته فالإنسان ليس معصوماً من الخطأ، وزوجة وأبناء وأب وأم وأخ وأخت تطالهم عقوبة «القيل والقال» وتعليقات لا ترحم، وبات الأمر يحتاج إلى وقفة وتشريع واضح يعاقب من ينشر مثل هذه التعليقات فأضرارها الاجتماعية خطيرة.
فاليوم تلك الأسرة تمر بهذه الظروف الصعبة وتنتظر من يساندها ويشد من أزرها، وغداً لربما تعيش الظروف، فما تزرعه اليوم تحصده غداً ولو بعد حين، فاتقوا الله في أنفسكم.
{{ article.visit_count }}
فاستفسرت منها عن التفاصيل، فأخذت تطلب مساعدتها بأي صورة كانت في إيضاح المسألة المتهم فيها زوجها للرأي العام، بنشر مناشدتها ووجهة نظرها أو مساعدتها بأي طريقة كانت لتهدئ من روع أبنائها بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر وما لحقته من تعليقات كانت لها أضرار نفسية على أسرتها.
فأخبرتها بأن جهة الاختصاص هي النيابة العامة طالما الأمر في أروقتها، والشكوى مازالت قيد التحقيق فلا يمكن الخوض في تفاصيلها حالياً، وفي حال امتلاكها لأدلة معينة تبرئ ساحة زوجها فلتقدمها للجهات المختصة، فتفهمت الأمر وانتهت المكالمة.
وبعد أيام فوجئت بمعاودتها الاتصال لذات الطلب وهي تقول أناشد الناس أن يرحموا أبنائي من تعليقاتهم الجارحة والمسيئة، فأوضحت لها بأن المناشدة غير مكتملة فمازالت إجراءات القضية قائمة، ولم يصدر حكم في حق زوجها حتى اليوم، وأنا متفهة لوضعها فالمسألة ليست بالهينة أن يتهم الزوج أو الأخ أو أي فرد من أفراد العائلة، وإن كان بالفعل قد ارتكب الواقعة، فهو أمر جلل يحل على الأسرة بأكملها وليس صاحب الشأن فقط، لكن توقفت عند جزئية «التعليقات» فهي واحدة من عشرات الوقائع التي نشهدها للتنمر الإلكتروني والتعليقات الجارحة في فضاء العالم الافتراضي، وخلفت وراءها دماراً نفسياً وزجت آخرين خلف القضبان إثر ارتكابهم لجرائم قتل في صفوف الطلبة في مدارس عدد من الدول الأوروبية، ومرتكبها طالب تعرض للتنمر الواقعي أو الإلكتروني على يد عدد من زملائه فانتقم من الجميع.
طلب السيدة لربما غريب لكن لمس واقعاً مراً نعيشه يومياً، فآلاف التعليقات المسيئة والجارحة تكتب خلف حسابات معلومة أو وهمية، دون أن يحرك ساكناً أو يفكر لبرهة بالأضرار النفسية المترتبة على كلمات كتبها بثانية خلف سطح «الكيبور»، كم أصبح من السهل لدينا جرح الآخرين «بقصد» لم نعد نهتم أو نراعي لطفل أو امرأة أو مسن فخلف تلك القضايا أسر تعاني الأمرين، فرد من أسرتها أرتكب جريمة يحاسب عليها القانون ونال عقوبته فالإنسان ليس معصوماً من الخطأ، وزوجة وأبناء وأب وأم وأخ وأخت تطالهم عقوبة «القيل والقال» وتعليقات لا ترحم، وبات الأمر يحتاج إلى وقفة وتشريع واضح يعاقب من ينشر مثل هذه التعليقات فأضرارها الاجتماعية خطيرة.
فاليوم تلك الأسرة تمر بهذه الظروف الصعبة وتنتظر من يساندها ويشد من أزرها، وغداً لربما تعيش الظروف، فما تزرعه اليوم تحصده غداً ولو بعد حين، فاتقوا الله في أنفسكم.